بؤر الشتاء الساخنة بالكرك.. متى تعالج بشكل كامل؟

أحد حوادث الانهيارات الصخرية التي تشهدها الكرك خلال تساقط الأمطار-(ارشيفية)
أحد حوادث الانهيارات الصخرية التي تشهدها الكرك خلال تساقط الأمطار-(ارشيفية)

 بات معروفا لدى كل مواطن ومسؤول بمحافظة الكرك، بؤر الشتاء الساخنة التي تتسبب بمعاناة للسكان، بينما يقابلها إجراءات توصف بـ "الخجولة" وعلى نمط "الفزعات" لمعالجة تداعياتها خلال تساقط الأمطار الغزير كل عام.  

اضافة اعلان


وتُعرف البؤر الساخنة بأنها تلك النقاط التي تشهد فيضانات وإغلاقات وانجرافات طينية وصخرية، وتشكلا للسيول ودهم كميات كبيرة من مياه الأمطار لمنازل ومناطق زراعية، وذلك رغم إعلان الجهات المعنية عن استعداداتها مسبقا للتعامل مع كل ذلك ومحاولة تلافي حدوثه.


كما تظهر حالات جديدة تتشكل في بعض الأودية أثناء التساقط المفاجئ والغزير للأمطار وتشكل خطورة على القاطنين بالقرب منها. 


وتعتبر مناطق العينا ووادي الكرك وطريق الكرك الأغوار ووادي الموجب ووادي بن حماد وطريق عسال الأغوار، إضافة إلى طرق القطرانة، أبرز المناطق تأثرا بتداعيات الحالة الجوية في فصل الشتاء. 


وخلال موسم الشتاء الماضي، شكلت بعض البؤر الساخنة خطرا على السكان، وخصوصا في مناطق العينا حيث شهدت المنطقة في أواخر فصل الشتاء حوادث دهم مياه الأمطار للمزارع والطريق العام، وجرفت كميات كبيرة من الصخور والأتربة باتجاه مركبات نجى سائقوها بصعوبة، كما دهمت كميات كبيرة من المياه للشارع الرئيس بمنطقة عسال بالأغوار الجنوبية أثناء تواجد مركبات وشاحنات وحافلات عمومية، وأغلقت الطريق واحتاجت كوادر الأجهزة المعنية ساعات لإعادة فتحها، فيما أرجعت أسباب الحادث حينها إلى غياب عبارات بأحجام كبيرة لتصريف المياه. 


كما أغلقت المياه بعد أن جرفت معها الصخور طريق وادي الموجب وشكلت تلك الانجرافات خطرا على حياة مستخدمي الطريق. 


ويطالب سكان بالكرك بعدم الاكتفاء بتشكيل غرف طوارئ وعمليات من قبل الجهات المعنية على أهميتها، إذ أن الأهم من وجهة نظرهم، هو البدء بمعالجة كل مواقع النقاط الساخنة بالشتاء والتي تتكرر مشاكلها كل موسم أمطار، والبدء بإنشاء الجسور والعبارات الكبيرة، ومجاري تصريف الأمطار التي تستوعب كميات كبيرة، وتبطين جوانب الجبال والأودية لمنع انهيار وانجراف الحجارة والطين على الطرق والشوارع، بالإضافة لإنشاء سدود دائمة ومؤقتة لمنع دهم مياه الأمطار للبلدات والقرى. 


ويؤكد المواطن حسني الصعوب أن جميع سكان ومسؤولي الكرك باتوا يعلمون جيدا أين تقع النقاط الساخنة التي تشكل خطرا على السكان وعلى مرتادي الطرق الخارجية والداخلية وهي تشكل كل عام معاناة وخطرا على السكان.


ولفت إلى ضرورة ملحة تستدعي معالجة تلك النقاط الساخنة والحرجة بشكل نهائي حرصا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم وخصوصا المناطق الزراعية والتي تتضرر بكل موسم شتاء بسبب دهم مياه الأمطار وتلف المزروعات والبساتين. 


وأشار إلى أن طريق الكرك- الأغوار الجنوبية، وهو أحد الطرق الذي يعاني من اختلالات واضحة ببنيته التحتية، يشكل شتاء خطرا كبيرا على حياة مستخدميه، ويحرمهم من التنقل الآمن بسبب حوادث انجراف الحجارة الكبيرة والطين بشكل مفاجئ أحيانا، بحيث تغلق الطريق لفترة طويلة لحين إعادة فتحها. 


وقال أيمن النعيمات من سكان العينا جنوبي الكرك إن الشوارع الزراعية بالمنطقة تتعرض كل موسم لتدمير شبه كامل بسبب الانجرافات والسيول، كما يلحق الضرر العديد من البساتين، وسط مطالب متكررة بضرورة معالجة المشكلة ومنع تشكل السيول بايجاد مصارف لكميات المياه الكبيرة. 


وبين أن المنطقة تتعرض كل عام لحوادث السيول الجارفة التي تلحق الضرر بالسكان وتكبدهم خسائر مالية كبيرة، يمكن تفاديها بانجاز الوعود التي تطلق كل موسم. 


بدوره، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة، أن البلدية ونظرا للظروف الجوية المتوقعة خلال اليومين القادمين أعلنت حالة الطوارئ المتوسطة في المناطق التابعة لها، ووضعت جميع كوادرها في الميدان وعلى استعداد لاستقبال الملاحظات خلال ساعات المنخفض وتساقط الأمطار. 


وبين أن بلدية الكرك قامت وضمن عطاء البؤر الساخنة بالشتاء وخطة تصريف مياه الأمطار بعمل ما يلزم قبل دخول الموسم، وضمن الاستعدادات اللازمة بتجهيز بعض المناطق وتهيأتها لمختلف الظروف، مشددا على أن البلدية تقوم طوال موسم الصيف بأعمال صيانة للعبارات وقنوات ومجاري المياه بمناطق البلدية المختلفة.


ولفت إلى أن حالات إغلاق متكررة لعبارات تصريف المياه وبكميات كبيرة من النفايات المختلفة والتي تغلق العبارات والمجاري، ما يتسبب بارتفاع منسوب المياه وتحول مجراها وتشكل سيولٍ جارفة.


وأكد رئيس مجلس محافظة الكرك الدكتور عبدالله العبادلة، أن هناك مناطق محددة بالكرك بحاجة إلى إجراءات فورية كإنشاء عبارات صندوقية كبيرة لمنع الانجرافات والسيول، خصوصا مناطق طريق الكرك الأغوار والخرزة ومنطقة العينا بوادي الحسا ووادي الكرك التي تعاني من مشكلة الانجرافات والسيول منذ سنوات طويلة.


وأكد مدير أشغال الكرك المهندس خالد العمرو، في تصريحات سابقة، أن المديرية تقوم كل عام بعمليات صيانة للمواقع التي تتأثر من الأمطار الغزيرة، مشيرا إلى أن المديرية تضع بتلك المناطق فرقا وآليات للتعامل مع أي حالة لإزالة العوائق فيها بسبب الهطل المطري.  


وكان وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس ماهر أبو السمن، أكد في لقاء سابق مع مدراء الأشغال العامة بالمحافظات، ضرورة استكمال الجاهزية والاستعداد لفصل الشتاء الحالي، وأهمية الاستعجال في تنفيذ الأعمال المتعلقة بالموسم المطري.


كما شدد الوزير على أهمية الاعتماد على التغذية الراجعة للموسم المطري السابق، وجدول النقاط الساخنة التي حددتها مديرية الطوارئ لتجنب تكرار الملاحظات.

 

اقرأ أيضا:

  الكرك: الاستعدادات المسبقة لتداعيات الشتاء.. هل تدور في حلقة مفرغة؟