هشال العضايلة
الكرك – تشكل المشاريع المؤقتة للتشغيل والتي تعلن عنها مختلف المؤسسات الرسمية، ومن بينها وزارة الزراعة والبلديات ومجالس الخدمات ووزارة السياحة والآثار، فرصة للشباب والشابات المتعطلين عن العمل للحصول على دخل، رغم تواضعه غير أنه يخرجهم من دوامة سنوات التعطل الطويلة وخصوصا خريجي الجامعات.
وخلال العام الماضي، وضمن برنامج التشغيل الوطني وبرامج التشغيل الممولة محليا ودوليا، انتظم آلاف الشباب والشابات من مختلف مناطق محافظة الكرك ببرامج التشغيل في مجالات الزراعة والنظافة والسياحة وغيرها من المجالات، وتوفرت لهم فرص عمل مؤقتة ساعدتهم بالحصول على دخل يعينهم على حياة التعطل عن العمل.
وتوفرت لآلاف الشباب بالكرك فرص العمل في مشاريع أطلقتها وزارة الزراعة وشملت أعمال التشجير والتنظيف على طول الطريق الصحراوي وشغلت بمحافظة الكرك لوحدها زهاء 1200 شاب، وبرواتب تصل إلى حوالي 300 دينار.
كما نفذت وزارتا المياه والسياحة مشاريع تشغيل امتدت لحوالي ستة أشهر، شغل فيها حوالي 500 شاب وشابة، في حين نفذت بلديات المحافظة المختلفة مشاريع تشغيل ممولة دوليا وتشمل تشغيل لاجئين سوريين، ساهمت في توفير فرص عمل هي الأطول من بين مشاريع التشغيل المؤقتة للشبان بالمحافظة، اذ وصلت فترة التشغيل إلى حوالي ستة أشهر.
ومنذ بداية العام الجاري، لم يتم إطلاق أي مشاريع مؤقتة رسمية للعمل حتى الآن، حيث انتهت تلك المشاريع مع نهاية العام الماضي، باستثناء مشاريع بلديات المحافظة الممولة دوليا والتي تشغل عشرات الشباب في مشاريع النظافة العامة.
ويطالب شبان بالكرك بإعادة العمل في مشاريع التشغيل المؤقتة كونها تشكل فرصة للخروج وكسر سنوات التعطل الطويلة التي قضوها في منازلهم بلا عمل مؤكدين انهم باتوا يقبلون بأي فرصة عمل توفر لهم دخل مناسب.
وخلال العام الماضي أصبح لافتا مشاهدة شبان وشابات من الكرك في مشهد كان صعبا ومرفوضا لسنوات طويلة، اذ يقوم هؤلاء الشبان بحملات نظافة على جوانب الطرق والشوارع يحملون أكياس النفايات لجمع ما يتم إلقاؤه من السائقين على جوانب الطرق أو تنظيف ممرات ومداخل الأحياء بوسط مدينة الكرك.
وبحسب إحصائيات رسمية صدرت مؤخراً، فإن البطالة في محافظة الكرك تصل إلى حوالي 18.6 % من القوى العاملة، إلا أن تلك النسبة تبقى مرتفعة وتشكل هاجسا لأبناء المحافظة من المتعطلين عن العمل، الذين نظم المئات منهم وقفات احتجاجية في أوقات سابقة للمطالبة بالتشغيل.
في حين تعلن مديرية العمل بالكرك كل فترة عن فرص التشغيل بالمحافظة والتي تنحصر بشكل عام في فرص العمل بمصانع الألبسة وبأجور زهيدة يرفضها أغلبية المتعطلين عن العمل.
ويؤكد الشاب أسامة طلال من سكان مدينة الكرك إن المشاريع المؤقتة تشكل فرصة للشباب بالحصول على فرصة عمل حتى ان كانت أقل من ثلاثة أشهر، إلا أنها تسهم في توفير مصدر دخل وتوفير جزء من المصاريف اليومية للشاب، لافتا إلى أن خروج الشاب والفتاة من المنزل بعد فترة طويلة من التعطل أمر جميل وجيد للشبان وخصوصا من المتعطلين منذ فترات طويلة وبلا عمل نهائيا.
وطالب بأن تعود الجهات الرسمية إلى إطلاق مشاريع التشغيل المؤقتة التي لها أهمية بالغة في إخراج الشباب من المنازل والعمل بأي شيء متوفر بعد أن كان هذا النوع من العمل مرفوضا سابقا، مؤكدا أن هناك إقبالا كبيرا من الشبان على العمل بتلك المشاريع.
وقال الشاب احمد الحجايا إنه عمل في مشروع أطلقته وزارة الزراعة خلال العام الماضي ضمن مشاريع التشغيل الوطني وتضمن عمليات تشجير على طول الطريق الصحراوي وتوفير المياه للأشجار التي زرعت، وهو مشروع وفر فرص عمل لمئات الشبان الذي كانوا متعطلين وبلا دخل نهائيا.
ولفت إلى أن الفرص المؤقتة تشغل أكبر عدد من الشبان المتعطلين وتوزع العمل على فترات كل ثلاثة أشهر لمجموعة كبيرة من الشباب بحيث يحصل أكبر عدد ممكن من الشبان على فرصة العمل.
من جانبه، قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، إن مشروع التشغيل الوطني الذي نفذته وزارة الزراعة العام الماضي وفر فرص عمل مؤقتة لحوالي 1200 شاب من أبناء محافظة الكرك وبأجر شهري وصل إلى حوالي 240 دينارا، لافتا إلى أن المشروع توقف نهاية العام بانتهاء العام المالي.
وبين أن هناك ورش عمل تحريج لمديريات الزراعة بالكرك تشغل الآن أعدادا بسيطة يمكنها أن تزيد في مرحلة لاحقة بأي مشاريع جديدة.
وقال رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة إن البلدية تقوم ومن خلال مشاريع ممولة دوليا بمساعدة المجتمعات المحلية وخصوصا في المحافظات من أجل تحمل أعباء اللجوء السوري بتوفير مشاريع تشغيل مؤقتة كل سته أشهر تختص ببرامج حملات نظافة عامة لجميع مناطق البلدية وبأجر جيد يشمل شبابا من أبناء الكرك ولاجئين سوريين.
وبين رئيس مجلس الخدمات المشتركة بالكرك المهندس وسام المجالي أن هناك مشاريع لتشغيل عمال مياومة لدى المجلس من أبناء المجتمع المحلي، وبأجر يصل إلى حوالي 300 دينار شهريا، لافتا إلى أنه من خلال هذا العمل يتم تنظيف طرق الكرك القطرانة والجامعة والأغوار الجنوبية والقلعة وغابة اليوبيل، بحيث يقوم الشبان على جمع النفايات المتراكمة على جوانب الطرق وبكميات كبيرة.
