العقبة: الأجواء الحارة تعطل النشاط نهارا.. والليل يجدد الألق للمدينة

أحمد الرواشدة - رغم ارتفاع نسبة حجوزات فنادق العقبة بمختلف فئاتها الى أكثر من 85 % مع نهاية الأسبوع الماضي، في مؤشر على قدوم آلاف الزوار والسياح، استمرت حالة ما بات يعرف بـ "الامتناع" عن التجول النهاري، لتتواصل معها حالة الركود في الأسواق، التي بدت خاوية، في مشهد ظهرت فيه المدينة السياحية وكأنها أفرغت من سكانها وزوارها وسياحها، ولكن سرعان ما يدب حلول الليل الحياة في أوصالها. ولم تشفع الحركة السياحية النشطة بتحريك السوق التجاري، نظراً لالتزام النزلاء في الفندق والذي يوفر وجبات الطعام والمسبح والهدوء. الأوضاع لم تقف عند هذا الحد، فمع تسجيل ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة بلغت 48 درجة مؤية، توقفت العديد من النشاطات ومنها أعمال البناء والإنشاء حفاظا على سلامة العمال والموظفين، في وقت امتنع العديد من أصحاب المحال التجارية عن مزاولة أعمالهم خلال النهار وخاصة وقت الذروة الأشد حراً. هذه الحالة جاءت على عكس التوقعات، فمنذ الإعلان أول الأسبوع الماضي، عن أن مؤشرات الحجوزات تدلل على ارتفاع في نسبة إشغال فنادق العقبة، عقدت الآمال على كسر حالة الركود التي تخيم على الأسواق بقدوم الزوار والسياح الذين يعول عليهم بإعادة الحياه لشوارع العقبة التي بدت شبه خاوية الفترة الأخيرة. ودفعت درجات الحرارة العالية والأجواء الحارة في مدينة العقبة السكان والزوار الى الالتزام في المنازل، والنزلاء بفنادقهم، وبدت المدينة السياحية في ساعات النهار خالية تماما واقتصرت حركة المواطنين على الخروج ليلاً في الشوارع والساحات العامة والشواطئ. وفي وقت أغلقت المحلات التجارية أبوابها خلال النهار، توقف العمل في معظم المشاريع الإنشائية والعقارية، التي فضل أصحابها بدء الأعمال مع ساعات المساء والاستمرار حتى ساعات منتصف الليل. وقال عامل الإنشاءات علاء أبو عبده ويعمل في قطاع الإنشاءات منذ 15 سنة في العقبة، إنه وفي ذروة فصل الصيف مع ارتفاع الحرارة يلجأ ورفقاؤه بالعمل إلى الالتزام في سكنهم خلال ساعات النهار، فيما يتم بدء العمل بعد مغيب الشمس إلى ما بعد منتصف الليل. وقال مواطنون إن ارتفاع الحرارة لهذا الحد جاء مبكراً هذا الموسم، حيث وصلت إلى أرقام قياسية، ما يجبر غالبيتهم على الالتزام بالبيوت والخروج في ساعات المساء بعد مغيب الشمس إلى الشواطئ أو الساحات العامة كساحة الثورة العربية الكبرى والمولات والمقاهي هرباً من حرارة المنازل الداخلية، إلى جانب تقليل الكلف الناتجة عن تشغيل أجهزة التكييف طيلة النهار. في ذات الخصوص يؤكد تجار بالمدينة أن الحركة التجارية في الليل تكون أفضل نظرا لالتزام العديد من المواطنين لمنازلهم أثناء ساعات النهار بسبب الارتفاع في درجات الحرارة. ويؤكد التاجر تامر الرياطي أن المدينة السياحية تستعيد نشاطها التجاري والسياحي في ساعات الليل، مبينا أنَّ درجات الحرارة المرتفعة دفعَت بالعديد من السكان والزوار إلى التزام مساكنهم، ما جعل درجات الحرارة عامل ركود إضافي للأسواق والمرافق السياحية خلال فترة النهار. وأعرب عن أمله أنْ تعودَ المدينة إلى نبضِها الحيويِّ بعد انخفاض درجات الحرارة وبدء موسم العودة للمدارس والذي بدأت المحلات خاصة الألبسة والأحذية التحضير له. ويقول تاجر الألبسة محمد الرواشدة إن التجار والمحلات التجارية تترقب حركة تجارية كبيرة من أبناء العقبة وزوارها خلال الأيام المقبلة لشراء مستلزمات المدارس خاصة وأن بعض المحلات التجارية قامت بعمل خصومات وعروض ليتمكن الجميع من شراء السلع وبأسعار مناسبة وفي متناول الجميع. من جهة أخرى، ساهمت موجة الحر وبداية فصل الصيف بزيادة الطلب على أجهزة التكييف ووضعها على القائمة الأساسية في العديد من المنازل بنسبة وصلت إلى 100 % حسب مواطنين وعاملين في القطاع، في وقت أدى ارتفاع الحمل على الشبكة الكهربائية إلى انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة. وأشار موظف بإحدى صالات بيع الأجهزة الكهربائية أنس الرواشدة، إلى أن الزبائن بدأوا يتجهون بشكل كبير إلى أجهزة التكييف "السبيليت" بدلاً من المكيفات السابقة التقليدية والتي تسمى محلياً بمكيفات "الصحراوي"، مقدراً نسبة الزيادة في الطلب على "السبيليت" بـ 30 % سنوياً. على وقع هذا الارتفاع بدرجات الحرارة، فضلت بعض الأسر ترك منازلها والذهاب إلى محافظات أخرى هربا من صيف حار في حالة تعرف بـ "الهجرة العكسية" لسكان العقبة من المحافظات الأخرى، لحين عودة الأجواء المقبولة. في المقابل، تشهد شواطئ العقبة في المساء حركة دؤوبة من قبل بعض الأسر التي تصطحب أطفالها للترفيه عنهم خاصة ممن لم يحصل أربابها على إجازات للسفر خارج المحافظة.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان