العقبة تطلق أول متحف عسكري تحت الماء - صور وفيديو

JORDAN-MILITARY-MUSEUM
JORDAN-MILITARY-MUSEUM
أحمد الرواشدة العقبة- بعد اليوم يمكنك السباحة في خليج العقبة على البحر الأحمر واستكشاف أول متحف عسكري تحت الماء يقدم لعشاق المغامرة قطعا حربية قديمة رائعة، كنوع جديد وفريد من المتاحف، يجمع التفاعل بين الرياضة والبيئة والمعروضات. وقد تم تسكين المعدات العسكرية بين الشعاب المرجانية بتشكيل عسكري تكتيكي، يحاكي وضعها في ميدان المعركة، مشكلة إضافة جديدة للمغامرة تحت الماء، لجذب الغواصين والسباحين، لاكتشاف المزيد من مواقع الغوص، حيث تلعب المفاجأة عاملاً لا يمكن توقعه. وبعد أكثر من (30) يومًا من المسح والتصوير والتخطيط لهذا المشروع المهم، أصبح الموقع جاهزا لتسكين القطع العسكرية، وبدأت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من خلال كوادر متنزه العقبة البحري في إغراق (19) قطعة عسكرية في 7 أيام عمل فقط، حيث احتوى التشكيل على دبابات مختلفة الأحجام وسيارة إسعاف ورافعة عسكرية وناقلة جنود ومضاد للطائرات ومدافع وطائرات عامودية مقاتلة. وتم إغراق 8 قطع على عمق يتراوح ما بين 15 و 20 مترًا، بينما يمكن العثور على 11 قطعة أخرى على أعماق تتراوح بين 20 إلى 28 مترًا مما يسمح للزوار بالاستمتاع بمتحف العقبة العسكري تحت الماء بثلاث طرق مختلفة ومشاهدة المعروضات المختلفة من خلال السباحة بالنظارة وأنبوبة التنفس، أو القيام بجولة في القارب الزجاجي أو الغوص. وقد راعت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة والجمعيات البيئية الآثار البيئية المترتبة على إقامة هذا المتحف، وتم اتخاذ جميع التدابير لضمان حماية وسلامة البيئة البحرية، من خلال اختيار الموقع في منطقة فقيرة نسبيا بالتنوع الحيوي ووجود الشعاب المرجانية الكثيفة. وسيسمح وجود هذه القطع ببناء حيد مرجاني اصطناعي فريد من نوعه، يخفف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية. كما تم الاهتمام بإغراق القطع التي تم تفريغها من الزيوت والشحوم والملوثات قبل الإغراق في مساحات رملية دون الإضرار بالشعاب المرجانية الموجودة في الموقع. هذا الجهد الكبير في بناء موقع غوص المتحف العسكري تحت الماء في العقبة ما كان لينجح لولا الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص: فقامت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بالتخطيط والتجهيز والاغراق، بينما قامت شركة العقبة للموانئ بتوفير الآليات والأرصفة المتنقلة التي تم استخدامها في عملية الإغراق والكوادر البشرية اللازمة. كما قامت شركة ميناء العقبة للخدمات البحرية (APMSCO) بتوفير قوارب القطر والسحب والدور المميز في بناء هذا المتحف، الذي ما كان ليتم لولا التعاون المستمر مع القوة البحرية الملكية، التي تركز دورها في تأمين الموقع والحفاظ على السلامة العامة خلال جميع المراحل. وقام مركز البحر الأحمر للغوص متطوعا بعملية توثيق عمليات الإغراق عبر التصوير الفوتوغرافي تحت الماء. وبين رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف احمد بخيت، ان مواقع الغطس في العقبة خاصة المتحف العسكري تحت الماء والذي اكتمل إغراق جميع قطعه العسكرية، سيتم الترويج لها عالميا للفت أنظار العالم للعقبة، بالإضافة إلى إنشاء محطة لنمو المرجان ومنطقة جذب سياحي في خليج العقبة لرياضة الغوص التي تشهد تناميا متزايدا في العقبة ويؤمها الغواصون من مختلف دول العالم. وبين بخيت أن من شأن ذلك إضافة لمسة سياحية جديدة للعقبة، من خلال ايجاد موقع غوص جديد في خليج العقبة، حيث المياه الدافئة التي يبحث عنها سياح العالم وغواصوه، وحيث الحيد المرجاني الأميز في الجزء الجنوبي من العالم والذي يتخذ من خليج العقبة موطنا له. ويوضح بخيت أن إغراق القطع العسكرية تستهدف إحياء ودعم ورعاية رياضة الغوض وتشجيع الغطاسين على زيارة الطائرة الغارقة، مشيرا إلى أن 19 قطعة عسكرية انضمت إلى الطائرة التي أغرقت العام الماضي وشقيقتها الدبابة المغرقة في البحر منذ عشرات السنين لتشكل معا مؤلاً نموذجيا للمرجان المهدد بالانقراض نتيجة عوامل طبيعية وبشرية. وأثنى بخيت على كافة الجهات التي شاركت في إتمام عملية الإغراق وعلى الجهود المتناغمة المبذولة من قبل كافة الشركاء لإتمام العملية بشكل متقن وتغطيس الطائرة في المكان، الذي حدد لها بناء على دراسات فنية وعلمية مسبقة حددت مكان الإغراق، ليكون قريبا من هواة الغطس ويمكن الوصول إليه بالغطس الحر والمباشر دون الحاجة الى معدات فنية مساندة للغوص. وشاركت في عملية الإغراق القوة البحرية الملكية وشركة إدارة وتشغيل موانئ العقبة وشركة العقبة للخدمات البحرية وقوات الأمن والدرك والدفاع المدني والأجهزة الأمنية المختلفة، وخبراء بحريون من القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالبيئة البحرية. وجاءت فكرة إنشاء المتحف العسكري بهدف إتاحة الفرصة لزيارة مواقع غوص أكثر، وتخفيف الضغط على الحيود المرجانية الطبيعية والصناعية، وليتمكن الزوار والسائحون من مشاهدة الطائرة في منطقة الحيود المرجانية من الجو، اضافة إلى إعطاء إضافة جديدة لرياضة الغوص، وليتمكن السبّاحون والسياح من ركاب القوارب الزجاجية بالاستمتاع بمشاهدتها وهي مستقرة في قاع البحر. ويقول الخبير البيئي البحري من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية محمد الطواها، ان اختيار موقع المتحف العسكري على الشاطئ الجنوبي للعقبة على مقربة من مشاريع سياحية، جاء بعد دراسة متخصصة من قبل الجهات المعنية لاستحداث موقع غطس جديد، مناسب للكائنات البحرية، مؤكداً أن إغراق القطع العسكرية يعد خطوة بالاتجاه الصحيح نحو حماية المرجان والكائنات البحرية. ويشير الطواها، ان الدراسات البيئية تؤكد أن خليج العقبة هو الامتداد الشمالي النهائي للشعاب المرجانية في العالم، ويوجد فيه نحو 180 نوعا من المرجان الرخو، مشيرا الى ان الحياة المرجانية فيه توصف بأنها واحدة من أهم ثروات البحر الأحمر. وقبل عام أغرقت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة طائرة النقل العسكرية طراز C130 أميركية الصنع، وقبلها بتسعة أعوام تم إغراق الباخرة شروق التي غابت في أعماق البحر لتكون آخر قطعة معدنية موطناً للكائنات البحرية على اختلاف اشكالها وأصنافها. وتحظى العقبة بشعبية كبيرة في مجال ممارسة رياضة الغوص في خليجها، حيث يوجد 23 موقعاً للغوص، يقع 21 موقعا منها داخل حدود متنزه العقبة البحري، ولا تزال المواقع الجديدة الأخرى في طور الاستكشاف. [gallery order="DESC" type="slideshow" size="full" ids="689084,689085,689082,689081,689079,689074,689075,689076,689077,689078,689069,689070,689072,689073,689067,689065,689071"]اضافة اعلان