الـ50 كلم الأخيرة من الصحراوي.. خطورة تحبس الأنفاس

جزء من الطريق الصحراوي الواصل بين الحميمة والعقبة-(الغد)
جزء من الطريق الصحراوي الواصل بين الحميمة والعقبة-(الغد)

 فيما اوشكت أعمال إعادة تأهيل الطريق الصحراوي بمسافة 260 كلم على الانتهاء، ظل الجزء الأكثر تضررا من الطريق من دون تأهيل، بمسافة تبلغ 50 كلم وتمتد من منطقة الحميمة وصولا الى مدينة العقبة، لتشكل الجزء الأكثر خطورة على مستخدمي الطريق وسط تساؤلات حول أسباب ترك هذه المسافة دون تأهيل.

اضافة اعلان

 

  وتبدأ مسافة الـ 50 كلم من منطقة الحميمة وصولا إلى مدينة العقبة، وتعد من أسوأ الطرق بالمملكة وفق مستخدمين للطريق، قالوا لـ "الغد"، "الطريق خطر جدا وتم استثناء الجزء الأكثر حاجة لإعادة تأهيل من أعمال الصيانة". 


وكانت وزارة الاشغال العامة والإسكان قد انتهت مؤخرا من إعادة تأهيل الطريق الصحراوي بطول 260 كلم وبكلفة إجمالية للمشروع بلغت 324 مليون دولار، منها 138 مليون منحة من الصندوق السعودي، و 105 ملايين قرض من الصندوق نفسه، والباقي تموله خزينة الدولة.


ووفق مستخدمين للطريق الصحراوي "فإن الجزء المستثنى من أعمال الصيانة يستخدمه يوميا زوار العقبة وسيارات الشحن والافواج السياحية، لا سيما اتجاه القادمين من عمان والمحافظات إلى العقبة. 


ووصفوا حال الطريق بـ "المصيدة القاتلة"، نتيجة كثرة الهبوطات والحفر وتهالك بنيته ورداءة الطبقة الاسفلتية بشكل لا يصلح لسير المركبات عليه، وهو يفتقد إلى أدنى متطلبات السلامة العامة، ويسلكه ما يزيد على 10 آلاف مركبة يوميا من بينها شاحنات بأحمال مختلفة متجهة إلى موانئ ومدينة العقبة.


يقول مواطنون إن هذا الجزء من الطريق هو امتداد من منطقة الحميمة الى ما بعد منطقة الراشدية ضمن الطريق الصحراوي الدولي الواصل من عمان والمحافظات إلى مدينة العقبة وبطول ما يقارب 50 كلم، ويعاني من تهالك كبير في بنيته التحتية وانعدام الخطوط الفسفورية والعواكس اللازمة في وقت تغيب عنه خدمة الإنارة تماما ما يجعل من السير عليه ليلا أمر خطر.


ويقول المواطن محمد التعامرة إن الطريق الصحراوي شهد تحسنا ملموسا من خلال اعادة تأهيله من عمان لمنطقة الحميمة وتركت وزارة الاشغال الجزء المتبقي للعقبة وهذا يشكل ضرر على السيارات الشاحنة ذات الاحمال الثقيلة، مؤكدا ان وزارة الاشغال العامة والاسكان تقوم بعمل ترقيعات للحفر على طول الطريق لكنها سرعان ما تزول وتصبح أكثر سوءا من قبل، مطالباً باكمال الجزء المتبقي كونه يشكل خطراً حقيقيا على السيارات القادمة للعقبة، بالإضافة إلى المجموعات السياحية التي تأتي من البتراء إلى العقبة.


ومن أبرز أسباب الحوادث التي تقع على الطريق الصحراوي بحسب مديرية الأمن العام وجود زيوت منسكبة وخلل في الرصفة الاسفلتية وعدم وجود ضوابط مرورية وخلل وهبوط في حواف الطريق بالإضافة إلى عيوب الاطارات. 


وحسب مواطنين، أنه منذ عام 2006 بعد استلام الطريق من الشركة الايطالية لم يتم إعادة تأهيله، بل عمدت وزارة الاشغال على الاستعانة ببعض الترقيعات التي سرعان ما تتحول إلى حفر أعمق مما كانت عليه.


وقال سائق الشحن محمد عبيدات "نتطلع نحن سائقي السيارات الناقلة للبترول من العقبة إلى مصفاة البترول إلى إنهاء حالة الخوف والفزع التي تنتاب سالكي الطريق بشكل كبير"، مشيرا إلى أنّ الحفر التي يتم "ترقيعها" شكّلت خطراً كبيراً لوجود كثير من التشققات والحفر الكبيرة غير المرئية والتي تؤدي إلى انحراف المركبات فجأة عن الطريق، وهو ما كان يتسبب بكثير من الحوادث المرورية التي ينتجح عنها وفيات وإصابات، بالإضافة إلى أن الطريق يعاني من غياب الإنارة، والعواكس الضوئية، والإشارات التحذيرية، ما يؤدي إلى تكرار الحوادث المرورية في نقاط معينة من الطريق.


ودعا مواطنون وسائقون وزارة الاشغال إلى إعادة تأهيل الجزء المتبقي من الطريق الصحراوي، وعدم اعتماد أعمال الترقيع غير المجدية. 
من جهته، قال مدير أشغال محافظة العقبة المهندس وجدي الضلاعين لـ "الغد" إن الوزارة خصصت مبلغ 200 ألف دينار للجزء الأكثر تضررا من الطريق، وستقوم المديرية خلال العامين الحالي والقادم بعمل ترقيعات وعمليات الصيانة اللازمة للمسافة الواصل ما بين منطقة الحميمية إلى ما بعد منطقة كراج الشاحنات في الرشادية.

 

اقرأ أيضا:

 انتهاء العمل من إعادة تأهيل الطريق الصحراوي- نزول النقب