تتعاظم الأهمية التي تشكلها واحة آيلة في مدينة العقبة، بتسجيلها 109 أنواع جديدة من الطيور المهاجرة، كونها نقطة توقف حيوية لتلك الطيور خلال رحلاتها الطويلة بين الشمال والجنوب، وهو الأمر الذي يؤشر على حجم التزام "آيلة" بالحفاظ على التوازن الدقيق بين التنمية والبيئة، بما يكفل استدامة موائل الطيور.
وفي "آيلة" أيضا، تم تسجيل أنواع مهددة ومصنفة كأنواع هشة ذات احتياجات حماية محددة، بما في ذلك "الإوزة الغراء الصغيرة والنسر المرقط الكبير والحمام الرقطي"، وأنواع أخرى تقترب من مراحل التهديد عالميا كـ"الزقزاق الشامي والصرد أحمر القنة"، بالإضافة إلى تسجيل أحد الأنواع المهددة بالانقراض وهو "عقاب السهوب"، وذلك وفق ما أظهر مسح "مسار ريشة آيلة" الذي أجرته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
وسلط المسح، الضوء على العلاقة القوية بين ملاعب الجولف وأثرها كموائل مهمة للطيور، استنادا على أبحاث علمية كشفت أن نهج آيلة الصديق للبيئة في إدارة الملاعب يتماشى مع الدور الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه هذه المساحات الخضراء، وكشف عن جذب تنوع مميز من أنواع الطيور في بيئات آيلة خلال عبورها للعقبة والمناطق المحيطة بها في توقيت هجرتها.
وأظهر المسح كذلك، عمق الأهمية البيئية لموائل آيلة، وقائمة أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة سواء النادرة في عبورها أو تلك المعتادة في العبور للمنطقة، والجهود التعاونية المبذولة للحفاظ على هذا النظام البيئي الحيوي وحمايته في مرافق آيلة لضمان استدامته.
المسح سجل أيضا، إضافة نوعية إلى سجل حالات التعشيش والتكاثر مع توثيق مشاهدة تعشيش للبط الخضيري وأخرى لطائر الزقزاق شوكي الجناح ورصد نوعين من الطيور هما كروان الصخور والإوز المصري مع فراخهما، وأنواع غازي وهو طائر المينا والمعروف بتأثيره على النظم البيئية وزحفة الكبير في الانتشار محليا وإقليميا.
وأوصى المسح بضرورة تعزيز المراقبة وأعمال البحث عبر إنشاء برنامج مراقبة طويل المدى - أطول من مواسم الهجرة- وأن يشمل مختلف الظروف المناخية للحصول على فهم أكثر شمولا لتنوع الطيور وسلوكها داخل موائل آيلة، والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية وتلك المختصة بالطيور لما توفره من خبرات وموارد إضافية لإجراء بحث معمق.
كما أوصى بالتعاون مع جهود الحماية الدولية، لإبراز موائل آيلة وموقعها كنقطة توقف حيوية للطيور المهاجرة، ما يتيح فرصة تعزيز الترويج لمسار ريشة آيلة دوليا وتكامله مع أبرز المنتجات السياحية البيئية المتخصصة بمراقبة الطيور في الأردن والمتمثل بمرصد طيور العقبة.
المسح أوصى كذلك، بدمج إستراتيجيات المرونة المناخية في خطط إدارة الموائل نظرا للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، داعيا إلى مشاركة المجتمع المحلي والقطاع التعليمي لرفع مستوى الوعي حول أهمية الحفاظ على هذه الموائل.
وسبق أن سجل مرصد طيور العقبة في آيلة أكثر من 100 نوع من الطيور، 3 أصناف منها نادرة التسجيل في الأردن، وواحد منها كان تسجيله لأول مرة في العقبة من خلال مسار ريشة آيلة، حيث إن الطيور المهاجرة تحط في آيلة للاستراحة ولتتمكن من إكمال رحلة هجرتها.
يشار إلى أن "واحة آيلة" ومرصد الطيور في العقبة التابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، ساهما بإبراز مكانة العقبة على خريطة السياحة البيئية العالمية من خلال برامج مختلفة فريدة، أبرزها مراقبة أنواع الطيور التي تمر في آيلة خلال مواسم الهجرة، والذي نجح على مدار الـ10 سنوات ماضية وأسفر عن تسجيل ما يزيد على 100 نوع من الطيور، البعض منها كان من الأنواع المهددة على الصعيد المحلي والدولي.
ذلك التعاون، خلق زيادة التنافسية العالمية للعقبة بشكل خاص وللمملكة بشكل عام، عبر إحدى أهم وجهات السياحة البيئية عالميا من خلال الموائل التي تحتل موقعا إستراتيجيا على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم والمتمثل بحفرة انهدام تضمن جذب أنواع متنوعة من الطيور، وتشكل نقطة استراحة لما يصل إلى نصف مليون طائر سنويا تعود لنحو 250 نوعا مختلفا من الطيور.
اقرأ أيضا:
تسجيل 109 أنواع من الطيور المهاجرة في واحة أيله