وعادة ما يتوقف الطيران العارض في موسم الشتاء ويعود في فصل الصيف للاستغلال التنوع السياحي في العقبة، ما يدعم العديد من القطاعات السياحية، لا سيما ارتفاع نسبة الإشغال الفندقي وقطاعي النقل والمطاعم وغيرها من القطاعات المرتبطة بالسياحة.
وينتظر عودة أكبر للطيران العارض بداية شهر آب (اغسطس) المقبل الى مطار الملك الحسين الدولي والذي يعمل على فتح خطوط جوية ملاحية جديدة من مختلف أسواق العام بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة والمكاتب السياحية.
وقال مدير السياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بيتر مرجي إن هذه الطائرات العارضة من الملكية الأردنية قادمة من مدينتي ميلانو وروما بالإضافة إلى المدن العالمية الأخرى خلال موسم الطيران العارض في مدينة العقبة والذي يمتد لغاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) من العام الحالي.
وأضاف مرجي أن السياح القادمين على متن هذه الطائرات سيمكثون في العقبة لمدة 5 أيام ليستمتعوا بالأجواء الجميلة التي تمتاز بها مدينة العقبة بهذا الوقت من السنة، بالإضافة إلى خوض العديد من التجارب السياحية والنشاطات الترفيهية والتراثية التي تقدمها مدينة العقبة للسياح ما يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية في العقبة.
وبين مرجي أن هذه الخطوة جاءت في ظل الجهود التي تبذلها سلطة العقبة بالشراكة مع هيئة تنشيط السياحة لاستقطاب الطائرات العارضة ومنخفضة التكاليف، والمنتظمة من دول عدة إلى مطار الملك الحسين في العقبة بشكل مباشر، مبينا أن السلطة والهيئة تعملان على استقطاب المزيد من رحلات الطيران إلى مدينة العقبة مباشرة، والانطلاق منها لزيارة المواقع السياحية والأثرية في المملكة، مبينا أن هذه الرحلات السياحية للمملكة من شأنها زيادة استقطاب أعداد السياح من مختلف أسواق العالم السياحية، بالإضافة إلى دول أخرى من قارة أوروبا.
وأضاف مرجي أن القيمة المضافة لمطار الملك الحسين تعتبر بالغة الأهمية، إذ يعمل المطار وفق رؤية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة واستراتيجيتها الرامية إلى تعظيم دور المطار في دعم شركات ومكاتب السياحة والخطط الحكومية ذات العلاقة بزيادة نمو الحركة السياحية باتجاه المملكة ككل ومنطقة المثلث السياحي الذهبي بشكل خاص، مما ينعكس على العقبة لتصبح مقصدا سياحيا على المستوى الدولي خاصة وأن المطار يتعامل وفقا لسياسة الأجواء المفتوحة مع ست شركات طيران عالمية تربط العقبة مع 22 عاصمة ومدينة في أوروبا، واستقبل نحو 228 ألف مسافر بين قادم ومغادر خلال عام 2022.
ويقول الخبير السياحي محمد الهلالات إن الطيران العارض يسهم في انتعاش القطاع السياحي من خلال زيادة الوصول إلى الوجهات السياحية والتي يفتح الطيران العارض المزيد من الوجهات السياحية للمسافرين، حيث يمكنهم الوصول إلى وجهات بعيدة بسرعة وسهولة، مما يعني ذلك أن المسافرين يمكنهم استكشاف وجهات جديدة وتجربة ثقافات وتجارب سياحية مختلفة إضافة الى زيادة في عدد السياح القادمين من دول مختلفة وهذا يؤدي إلى زيادة في الإقامة في الفنادق واستخدام الخدمات السياحية الأخرى، مثل المطاعم والمحال التجارية، مما يعزز النشاط الاقتصادي في المناطق السياحية إلى جانب تعزيز الاستثمارات السياحية، مؤكداً أن الطيران العارض يجذب المستثمرين من خلال الطلب المتزايد على الخدمات السياحية، ما يشجعهم على إنشاء مشاريع سياحية جديدة، مثل الفنادق والمنتجعات والمعالم السياحية.
ويسهم الطيران العارض في تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين الدول والثقافات المختلفة ويتيح للأشخاص فرصة التعرف على ثقافات جديدة وتجارب مختلفة، مما يعزز التفاهم والتعاون العالمي.
من جهته قال مدير مطار الملك الحسين الدولي في العقبة رمزي عرفات إن العمل جار على تطوير منظومة المطار، من خلال تطبيق نظام جديد يتعلق بحقائب المسافرين بالتنسيق من شركات عالمية، ومنظومة لفرز الأمتعة من ناحية أمنية وتشغيلية وسلامة عامة، مبينا أن المطار يستقبل المسافرين من 22 وجهة عالمية، وهناك أكثر من شركة طيران، حيث يشهد المطار 17 رحلة أسبوعيا للملكية الأردنية و3 وجهات أسبوعيا للخطوط التركية، ونهدف إلى توسيع القاعدة من خلال استقبال رحلات إقليمية من القاهرة وزياد عدد الرحلات القادمة من الدول العربية.
ولفت إلى أن هناك إستراتيجية للأعوام المقبلة تعنى بإنشاء مبنى جديد بقدرة استيعابية 2 مليون مسافر وهذا الأمر يحتاج إلى وقت، مؤكدا أن هناك توسعة بما يتعلق بزيادة القدرة الاستيعابية عن طريق زيادة المعدات والأجهزة وزيادة حجم منطقة القادمين، مؤكدا أن الوجهات القادمة من أوروبا وتحديدا ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وبلغاريا وبولندا هي الأكثر قدوما للأردن بمعدل رحلتين أسبوعيا.
وكان مطار الملك الحسين الدولي قد استقبل 300 ألف مسافر خلال عام 2019، وانخفض هذا الرقم بشكل كبير خلال جائحة كورونا بسبب الإغلاقات وتعليق الرحلات، قبل أن يستعيد المطار عافيته خلال العام الماضي 2022، ليتم استقبال 238 ألف مسافر.