احمد التميمي
إربد - شيع أهالي المتوفى مسعود الحمدوني جثمانه بعد صلاة ظهر أمس من مسجد مخيم إربد إلى مثواه الأخير في مقبرة المخيم، فيما شكل مدعي عام إربد لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الوفاة بعد تقديم شكوى من قبل ذويه.
وأشار شقيق المتوفى سامي الحمدوني إلى انه تم تقديم شكوى إلى المدعي العام للتحقيق في حالة وفاة شقيقه المعلم بعد أن أثارت الدماء التي كانت تغطي وجهه شكوكهم لدى إخراجه من ثلاجة الموتى لغايات إجراءات الدفن في أنه كان حياً قبل وضعه في الثلاجة، وأن خطأ طبياً حصل عند إعلان وفاته.
وأكد تقرير مركز الطب الشرعي لإقليم الشمال أن وفاة المعلم مسعود الحمدوني كانت طبيعية وحصلت في المستشفى بعد محاولة إسعافه، وقبل إدخال جثته إلى ثلاجة الموتى في مركز الطب الشرعي.
وحسب التقرير فإن الدماء ناتجة عن تسلخات جلدية تنجم عادة عن بداية تحلل للجسم وهو الأمر الذي يؤكد حدوث الوفاة قبل يوم من إدخال الجثمان إلى ثلاجة حفظ الموتى.
وكشف عن وجود فقاعات متعددة على العنق والصدر والأطراف العلوية والسفلية وفي الصدر والبطن مع وجود تسلخات شديدة في الأطراف العلوية والسفلية والصدر والبطن، مبينا، التقرير، أن الأسباب الأولية للوفاة ناتجة عن الاضطراب القلبي والرجفان الأذيني.
ووفق مصدر في المركز فانه تم إرسال تقرير الوفاة النهائي إلى الجهات المعنية متضمناً السيرة المرضية للمتوفى والذي كان يعاني من ارتفاع شديد في السكر ورجفان في القلب أدت إلى وفاته.
وكان المتوفى الحمدوني 49 عاماً وصل عصر السبت إلى مستشفى الأميرة بسمة الحكومي في وضع صحي صعب ويعاني من ارتفاع واضح في السكري، حسب مدير المستشفى الدكتور أكرم الخصاونة، الذي بين انه تم ادخاله إلى قسم الإسعاف والطوارئ وبعدها مباشرة تم تحويله إلى قسم العناية الحثيثة.
وأضاف الخصاونة أن الكادر الطبي حاول إنقاذ حياته لأكثر من ساعة بعد أن توقف القلب، إلا انه فارق الحياة، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي يشير إلى أن الجثة بدأت بالتحلل مما يدل على أن الشخص متوفى منذ ساعات.
وأكدت لجنة التحقيق والتحقق في وفاة الحمدوني عدم وجود أي شبهة جنائية أو إصابات أدت إلى وفاته، حسب بيان صدر عن المركز الإعلامي لوزارة الصحة أمس.
وكان وزير الصحة شكل لجنة تحقيق وتحقق في الوفاة برئاسة مدير المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور قيس القسوس وعضوية استشاري الطب الشرعي الدكتور أحمد عوده واختصاصي الطب الشرعي الدكتور عدنان عباس.
وأكد البيان أن الحمدوني فارق الحياة بعد اجراء المداخلات الطبية اللازمة وحددت الوفاة علميا وطبيا.
وقال الدكتور القسوس وفق البيان "ان اللجنة باشرت عملها بزيارة الى مستشفى الأميرة بسمة الذي حصلت فيه الوفاة وقابلت مديره والأطباء الذين أشرفوا على علاج المتوفى كما اطلعت على ملفه الطبي بمحتوياته كافة".
واضاف ان اللجنة توجهت أيضا الى مركز طب شرعي إقليم الشمال إذ لا زالت الجثة محفوظة واطلعت على تقرير التشريح وقابلت الأطباء الذين قاموا بالتشريح.
واشار الى ان اللجنة بصدد إعداد تقرير طبي متكامل عن الحالة مؤكدا في الوقت ذاته ان المرحوم توفي في مستشفى الأميرة بسمة ولم ينقل إلى المشرحة حيّا كما تناقلت بعض وسائل الإعلام.
وبين أن علامات التغير الرمي المتقدم (التعفن) كما ذكر أهل المتوفى مبررة علميا لوجود أمراض انتانية هي جرثمة الدم وتسممه نتيجة نقص التروية الدموية في الأمعاء الغليظة والدقيقة وهي مرض كان يعاني منه المتوفى قبل دخوله المستشفى بثلاثة أيام على الأقل.
نقابة الأطباء تؤكد مهنية التعامل مع حالة الحمدوني
قالت نقابة الأطباء ان الأطباء تعاملوا بمهنية مع حالة المريض المصاب بداء السكري والرجفان الأذيني للقلب الذي توفي في مستشفى الأميرة بسمة التعليمي.
وقالت النقابة في بيان أمس إن الأطباء تعاملوا مع الحالة بمهنية عالية، وإن ما ذكر حول الوفاة داخل الثلاجة "يدخل في باب الخزعبلات البعيدة عن الواقع العلمي" والمنطقي للأمور خاصة أن الطب الشرعي أثبت الحقيقة التي لا تقبل التأويل أن الوفاة تمت في المستشفى وأن إجراءات الأطباء كانت سليمة.
وتساءلت النقابة "من هو المستفيد من إثارة مثل هذه القضايا لتشويه السمعة الطبية الراقية والعالية المستوى للأردن؟". وأكدت النقابة أنها تابعت الأمر عن كثب، وأنها تحرص على المواطن كما هي حريصة على سمعة الطب في المملكة وأنها لن تسمح بالتصدي للأطباء والافتراء عليهم دون وجه حق وسوف تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية سمعة الطبيب الأردني. - (بترا)
Ahmad.altamimi@alghad.jo
@tamimi_jr
