الغور الشمالي - يتجه العشرات من مزارعي لواء الأغوار الشمالية إلى تحويل بركهم الزراعية إلى أحواض مائية لتربية الأسماك، في خطوة لوقف الخسائر التي تعرضوا لها عبر مواسم متتالية نتيجة عملهم بزراعة الخضراوات والحمضيات.
ووفق عدد من المزارعين، فإن مشاريع تربية الأسماك باستغلال بركهم الزراعية أو إنشاء أخرى جديدة فتح لهم آفاق جديدة في قطاع ما يزال بحاجة الى المزيد من المشاريع.
وبينوا أن مشاريع تربية الأسماك وفرت أيضا فرص عمل للعديد من شبان الغور، لا سيما وأنها تأتي في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي تراجعا كبيراً حد من فرص العمل التي كانت متوفرة.
يقول المزارع محمد البشتاوي من لواء الغور، إنه قام باستغلال المساحة الفارغة من أرضه بإنشاء أحواض مائية لتنفيذ مشروع الاستزراع السمكي، مستغلا أجواء اللواء المناخية التي تناسب تربية الأسماك وإنشاء مشاريع تدر دخلا بعد أن وجد صعوبة في الاستمرار بالعمل الزراعي جراء العديد من المشاكل الزراعية التي تبدأ من الكوارث الطبيعية وتنتهي عند الاختناقات التسويقية وعدم القدرة على بيع المحاصيل.
ويقول الأربعيني إبراهيم الحوراني من منطقة المنشية والذي بدأ الاستثمار بقطاع الزراعة قبل 3 أعوام بعد أن أنهى عمله بإحدى الدول العربية، إنه واجه العديد من الصعوبات والتعقيدات في العملية الزراعية وخصوصا زراعة الحمضيات، إذ تسبب له ذلك بخسائر مالية جراء صعوبة التسويق وقلة المياه وارتفاع كلف المستلزمات الزراعية ناهيك عن إغلاقات كورونا، ما دفعه إلى التفكير في مشروع آخر يمكنه من تعويض تلك الخسائر ويدر له دخلا جديدا.
ويتابع الحوراني، بدأت باستغلال المساحة الفارغة من أرضي وأنشأت بركا لغاية تربية الأسماك وأهمها "البلطي والبوري ووحيد الجنس والزينة الكوي"، في بيئة مياه عذبة ومالحة داخل برك باللون الأزرق، لتوحي للسمك ببيئة البحر. ولفت أن المشروع لاقى نجاحا فيما يعتزم حاليا توسعته والاستغناء عن الاستثمار بقطاع زراعة الحمضيات أو الخضراوات كونه غير مجد.
ولفت الحوراني إلى الفوائد التي من الممكن أن تعود على سكان لواء الغور الشمالي من مشاريع الاستزراع السمكي، مؤكدا أنها تساهم في رفع المستوى الاقتصادي وتوفير فرص عمل، فضلا عن تلبية حاجة السوق المحلي، إذ يعاني الأردن من فقر كبير في عملية إنتاج الأسماك.
ولفت ومن واقع خبرته إلى أن الأردن من الدول الفقيرة في عملية انتاج الأسماك ويعتمد السوق المحلي على الاستيراد من الخارج لتغطية الطلب المتزايد.
وأوضح الحوراني أنه سيستخدم طريقة مميزة في عملية تسويق الأسماك لديه وهي خدمة التوصيل المجاني للمنازل في أي مكان بالمملكة مع حرصه على أن تكون منظفة ومغلفة.
وقال أيمن علي وهو صاحب مشروع لتربية الأسماك في نظام البرك المفتوحة من لواء الغور، إن مشروعه يقوم على 8 برك مقسمة لبرك للتربية، وبرك للتفريخ، وبرك للتسويق.
وعن المراحل التي تمرّ فيها عملية الاستزراع السمكي، يوضح أن البداية تكون باحضار أمهات السمك التي تستورد من دولة مجاورة، وخصوصا أنواع الدينيس والبلطي، لأنها تتأقلم بسرعة مع المياه والأجواء الدافئة في الأغوار، ثم يتم تربيتها في أحواض التفريخ حتى يتم تزويجها وتبدأ الإناث بوضع البيض بعد نحو ثلاثة أشهر.
ولفت الى أن كل سمكة تضع ما يقارب نصف مليون بيضة، وتوضع بعد ذلك البيوض في حوض التربية لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر، وعندما تكبر السمكة، يصبح وزنها من 200 إلى 400 غرام، ويتم نقلها إلى حوض التسويق وتصبح جاهزة للبيع.
وباتت مزارع الأسماك المنتشرة بمناطق اللواء توفر فرصا تشغيلية لأبناء اللواء وخصوصا بين صفوف الشباب والشابات الذين يعملون في مجال تنظيف الأسماك، إذ يشغل كل مشروع ما يقارب من 10 عمال.
وتقول سميرة الواكد من منطقة قليعات وهي تعمل في مزرعة أسماك في لواء الغور الشمالي إن مزارع الأسماك في اللواء وفرت فرص عمل جديدة للعديد من الفتيات، موضحة أنها تعمل في مجال تنظيف وتغليف السمك بطريقة مميزة.
وأكدت رئيسة جمعية تلال المنشية تهاني الشحيمات، أن إدخال الاستزراع السمكي وتربية الأسماك في الأحواض المائية بين مزارع المزارعين انعكس إيجاباً على المزارعين وعلى أهالي اللواء، من خلال ما وفرته هذه المشاريع من فرص عمل جديدة ستسهم بتحسين أوضاع العديد من الأسر في المنطقة، كما أن أسماك الأغوار الشمالية تميزت بجودتها وأوجد ذلك الثقة بين المزارعين وكبار التجار الذي يشترون كميات كبيرة من الأسماك.
من جانبه، قال مدير زراعة لواء الغور الشمالي رائد الشرمان إن وزارة الزراعة على تواصل تام وداعم لهذا القطاع الذي يشهد اهتماما كبيرا من المستثمرين المحليين والدوليين. وبين أن الاستهلاك المحلي السنوي يصل إلى 40 ألف طن أغلبه يتم استيراده في حين ما ينتج محليا يصل إلى 2500 طن، ما يؤكد أن الاستثمار في هذا القطاع له آفاق واعدة نظرا إلى ازدياد مجالات المكننة والتقنيات الحديثة ويجعل القطاع متاحا للاستثمار وخاصة للشباب.
وأضاف أن الوزارة تعمل ضمن برامج متعددة على تدريب وتأهيل الشباب والمهندسين الزراعيين على الاستزراع السمكي، مشيرا إلى بعض التشوهات في التعليمات الخاصة بالمياه والتي تحتاج متابعة وزارة الزراعة ووزارة المياه لحماية هذا القطاع وتنظيمه.
اقرأ أيضا:
اتفاقية مع "الفاو" لدعم استراتيجية الاستزراع المائي في الأردن