علا عبد اللطيف - تتخوف الأربعينية أم أمير (اسم مستعار) التي تقضي حياتها هي وزوجها وطفليها في منزل متهالك داخل حي شعبي في منطقة أبو سيدو بلواء الغور الشمالي، من أن تفقد طفليها الذين تتراوح أعمارهما بين 4 و3 أعوام، ويزداد رهابها من أن يتفاقم وضعهما الصحي فيفقدا بصريهما، ويصابا بالشلل وعدم القدرة على الحركة.
تشير أم أمير التي أعياها المرض لأعوام طويلة، دون أن تتمكن من الحصول على علاج جيد لولديها، لضيق ذات اليد ولفقرها وفقر عائلتها المدقع، أنها "فقدت الأمل في هذه الحياة، وتخاف من أن تفقد ابنيها اللذين يعانيان من أمراض مختلفة، بينها "تضخم الطحال"، وتوسع خلايا الدماغ إلى جانب التخلف العقلي، ما أثر ذلك سلبا على أنشطتهما الحيوية".
وتلفت إلى أن هذه الأمراض أدت إلى ضعف الحركة لديهم، إلى جانب ضعف بصريهما، و بكائهما بل وعويلهما المستمر ليلا ونهارا.
وتقول أم أمير إن حياتها وحياة أسرتها في هذا الوضع ضائعة، وأن أسرتها تئن تحت وطأة مطارق الفقر، فقد تراكمت عليهم الديون"، وهي غير قادرة على سدادها، خصوصا بعد أن مرض زوجها، الذي يعاني من ضعف في السمع.
وتبين أن زوجها يعمل في القطاع الزراعي عامل مياومة، ويحصل على معونة لا تكاد تسد رمق العائلة، إلى جانب ما يدفعه من أكلاف لتغطية حاجات الولدين الصحية من فوط وعلاجات.
وتشير في هذا الصدد إلى أن أبناءها بحاجة لفحوصات مكلفة جدا، إذ يبلغ سعر الفحص الواحد نحو 500 دينار، وهذا الفحص متوافر في مستشفى الملك عبدالله المؤسس، موضحة أنها لا تمتلك القدرة المالية لإكمال علاجهما، خصوصا أن أغلب الأطباء أكدوا لها بأن علاج أبنيها في خارج الأردن، لكن تكلفته المالية مرتفعة جدا.
وتحت هذا الوضع، فإن كل الظروف التي تعيش أم أمير وسطها، تحرمها من أن تتابع فحوصات ولديها، وزيارات الأطباء الدورية، مبينة أن التأمين الذي بحوزتها لا يغطي تكاليف العلاج، ما يتركها يوميا أمام أنين ولديها ووجعهما.
وتعيش أم أمير وأسرتها في بيت بأجرة 100 دينار، وهو مكون من غرفتين تفتقران إلى أي مظاهر البيت الصحي، لكنه بالنسبة للعائلة ملجأ ومأوى وستر يخفف من معاناتها.
تتحدث والدموع تسيل من عينيها "ضيق ذات اليد، يحرمني متابعة علاج ولدي، وهذا تسبب بتردي وضعهم الصحي، ومضاعفة علاتهم وأمراضهم".
وتؤكد أنها أصبحت تعاني من أمراض مختلفة كالسكري وضعف الحركة، ما أثار مخاوفها من عدم القدرة على خدمة أطفالها والعناية بهم، والاهتمام بزوجها الذي يعاني من أمراض مزمنة أيضا.
وبغصة حزن حارقة، تقول إن الأسرة التي تتجرع مرارة الديون لتوفير أبسط الضروريات من مأكل ومشرب وملبس، تعجز عن شراء احتياجاتها، بعد أن رفضت المحلات التجارية استمرار بيعها بالدين، فـ"نحن بالكاد نجد خبز يومنا، فمن أين سنأتي بالمبالغ المستحقة علينا".
ولكنها تخشى أن يكون مصير الأسرة هو أن تلقى في الشارع، لا سيما وأن زوجها لا يملك من حطام الدنيا أي شيء، وأبواب العمل موصدة في وجهه بعد عجزه عن العمل، الذي يعين أسرته ويوفر لأبنائه وزوجته لقمة عيش ومتطلبات حياة.
وتشير إلى أن ظروف الحياة، تكالبت عليها وعلى أسرتها وأعياهم الفقر وضيق ذات الحال، ليحيل حياتها وحياة زوجها وأبنائها إلى جحيم يومي، يبدأ بالجوع وينتهي عند المستشفى، لافتة إلى أن ما زاد من جحيم حياة العائلة برودة الشتاء الماضي الذي لم يرحم ضعفهم، فضاعف من آلامهم ووهن أجسادهم التي لا تكتس إلا بثياب بالية، لعدم توفير ثمن محروقات للتدفئة.
وتضيف إن "ملامح البؤس والأسى ترتسم على وجوه طفلي، فهما في عمر الورود، حتى أصبحت وجوههم تذبل من الجوع والفقر والحرمان، فلا نستطيع توفير مختلف الاحتياجات لأطفالنا، وخصوصا الملابس والطعام، حتى إنني أفكر بإخراجهم من المدرسة، للبحث عن عمل يمكن أن يسد احتياجات المنزل.
وتتطلع أم أمير، لأ"ن تجد صرختها استجابة من الجهات المعنية وأصحاب القلوب الرحيمة لمد يد العون والمساعدة لها ولعائلتها، لانتشالهم من براثن الفقر والحرمان، وتأمين الحد الأدنى من مستلزمات العلاج، وتلبية ضروريات الحياة من ملبس ومأكل ومشرب ، كما طالبت من الجهات المعنية ضرورة توفير علاج لابنيها والسماح لها باجراء الفحوصات الطبية والمكلفة جدا.
اضافة اعلان