إربد – بمشاريع كبرى ممولة تصل قيمتها إلى 474 مليون دينار، باتت مشاكل نقص المياه وعدم شمول كافة المناطق بخدمة الصرف الصحي في إقليم الشمال على وشك أن تنتهي، وفق ما تؤكده شركة اليرموك الجهة المعنية بقولها إن "إنهاء مشاكل المياه والصرف الصحي بإقليم الشمال مسألة وقت".
حتى الآن، ما تزال المحافظات الأربع بالشمال إربد والمفرق وجرش وعجلون تشهد شكاوى سكان من سوء الخدمة التي تقدمها شركة مياه اليرموك، وأهمها عدم وصول المياه للمنازل بكميات كافية، وخاصة في فصل الصيف الذي يعد موسم معاناة نقص المياه في غالبية مناطق المحافظات الأربع.
مع إعلان الشركة عن مشاريع ممولة بهذا الحجم، ستفقد وفق ما يراه سكان ذرائع نقص التمويل الذي طالما كان السبب الرئيس في عدم قدرتها على تحسين الوضع المائي كما يطالب به السكان، فيما ستكون الشركة خلال الفترة القادمة أمام المساءلة الشعبية.
يقول المواطن أحمد بني هاني من محافظة إربد، إن "مشاكل المياه تتفاقم منذ سنوات، ودائما ما نتلقى وعودا بحل المشكلة حال توفرت المخصصات"، متابعا "الآن نشهد تنفيذ العديد من مشاريع المياه بالمدينة ونأمل بأن تنتهي المعاناة".
ويؤيده بالرأي محمد غرايبة بقوله "هذا الصيف نشهد العديد من المشاريع الخاصة بتحسين خدمة التزويد المائي ولكن هل ستنتهي مشاكل السكان من نقص المياه مع اكتمال المشاريع؟".
وأضاف، "لأول مرة نلحظ تنفيذا نوعيا للمشاريع، هناك سرعة ودقة بالتنفيذ، وعلى ما يبدو ستكون الأوضاع مستقبلا أحسن مما هي عليه الآن".
السكان بين صيف ما يزال يشهد نقصا بالمياه وآمال مبنية على ما تنفذه الشركة من مشاريع لإنهاء معاناتهم، سيكونون أكثر ميلا نحو سياسة الانتظار، خاصة وأن محاولاتهم السابقة في حل المشكلة عن طريق تقديم الشكاوى كانت دائما تنتهي بحلول اللجوء إلى شراء صهاريج مياه على نفقتهم الخاصة.
يقول عبدالله الحموري من المناطق الشمالية لمدينة اربد، طالما تقدمنا بشكاوى لإدارات المياه المتعاقبة من أجل حل مشكلة نقص المياه بالصيف، ولكن من دون جدوى، لافتا الى أنه وعلى أكثر من مرة، كان سكان يصعّدون شكواهم الى الاحتجاج وينفذون اعتصامات ومع ذلك لم تنته المشاكل.
وأضاف، يبدو أن السكان يئسوا من وجود حلول لمشكلة شح المياه بالصيف، فيما ستكون مشاريع المياه المعلن عنها دفعة أمل جديدة نرجو أن تغير الأوضاع.
ووفق بانات شركة اليرموك، فإن مشاريع كبرى ستشهدها محافظات الشمال الأربع لتخفيض فاقد المياه وتشمل تأهيل الشبكات واستبدال العدادات وتحسين نوعية الخدمات والتوسع في خدمات الصرف الصحي وتأهيل محطات الصرف الصحي لتحسين الوضع المائي وديمومة التزويد لتلبي طموح المواطنين وتيسر معاملاتهم.
وما يزال انقطاع المياه وضعفها في بعض المناطق مشكلة تؤرق العديد من السكان، ما يضطرهم إلى شراء صهاريج مياه على نفقتهم.
يقول إبراهيم الدولات من سكان بلدة بيت يافا غرب اربد إن المنطقة الغربية من البلدة لم تصلها المياه منذ أكثر من شهر، لافتا إلى أن عدد المنازل في المنطقة تزيد على 30 منزلا.
ولفت إلى أن المواطنين يضطرون إلى شراء صهاريج مياه على نفقتهم الخاصة، الأمر الذي يكبدهم مبالغ مالية كبيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن، لافتا إلى أن أي منزل بحاجة أسبوعيا إلى 3 أمتار مياه وثمنها 12 دينارا.
وأشار أحمد العمري من سكان حبكا إلى أن معاناتهم في انقطاع المياه مستمرة منذ سنوات، مؤكدا أن المياه تصل لشبكات المياه في فصل الشتاء وتنقطع في فصل المياه، مشيرا إلى أن المياه تصل إلى بعض المنازل إلا إنها ضعيفة، ما يضطر المواطنين إلى شراء صهاريج مياه بكلف عالية.
ولفت محمد الشرمان من سكان حوفا المزار، إلى أن المياه انقطعت عن منزله منذ بدء ارتفاع درجات الحرارة، مؤكد أنه يضطر إلى شراء صهاريج مياه خاصة، موضحا أنه تقدم بالعديد من الشكاوى لوزارة المياه لكن المشكلة لم تحل لغاية الآن.
بالعودة إلى الشركة فانها تؤكد أن حجم التمويل لمشاريع المياه والصرف الصحي في هذه المحافظات يتجاوز 474 مليون دينار، وأن هذه المشاريع منها ما هو قيد التنفيذ أو قيد الإحالة أو قيد الدراسات لأجل تنفيذها جميعها ضمن خطة الشركة للسنوات القادمة.
وأشارت الشركة إلى وجود مشروع صرف صحي لقرى غرب اربد والوسطية والمغير وحكما ممول من البنك الأوروبي للتنمية وإعادة الإعمار(EBRD) وبنك الإعمار الألماني (KFW) والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والاتحاد الأوروبي(EU) بقيمة 49 مليونا و700 ألف دينار، وأن جزءا من هذه المشاريع قيد التنفيذ، والجزء الآخر قيد الطرح.
كما لفتت الشركة في بيان لها إلى وجود مشاريع قيد الدراسة النهائية من قبل الاستشاري وبقيمة 56 مليون دينار وبتمويل من بنك التنمية الفرنسي AFD لإنشاء شبكات صرف صحي لمناطق سهل حوران وتوسعة محطة تنقية الرمثا وإنشاء خط إعادة الاستخدام.
ولفتت إلى منحة هولندية بقيمة 3 ملايين و806 آلاف دينار لاستبدال خطوط صرف صحي ودعم وتشغيل وصيانة شبكات الصرف الصحي في مدينة إربد، حيث سيتم استبدال عدد من الخطوط الرئيسة في المدينة والتي تتعرض للانسدادات وفيضان المياه العادمة بشكل متكرر بسبب عدم استيعاب هذه الخطوط وما يتطلبه ذلك من إجراءات صيانة دورية وتكلفة مالية عالية.
وحسب الشركة فإنه تم الانتهاء من استبدال خط شارع مستشفى التخصصي بطول تقريبي يصل إلى 1100 متر قطر 300 ملم، كما يجري العمل في مشروع تخفيض الفاقد من خلال تحديث شبكات المياه وشراء آليات ومعدات لغايات تخفيض الفاقد في إربد وعجلون وجرش بقيمة 34 مليونا و200 ألف دينار بتمويل من USAID/FARA.
وأشارت الشركة إلى مشروع إعادة تأهيل محطات تنقية وادي العرب، (دوقرا) وإربد المركزية (فوعرا) لتكون نوعية المياه ملائمة للزراعة بتمويل من KFW بقيمة 33 مليونا و600 ألف دينار.
وأكدت الشركة أن هناك عطاءات فوترة وشراء عدادات واستبدالها وشراء آليات ومعدات وصيانة لشبكة المياه لغايات تخفيض الفاقد بقيمة 45 مليونا 881 ألف دينار من USAID/FARA.
وأشارت إلى مشروع دعم فني للشركة في مجال إدارة الأصول بقيمة 3 ملايين و500 الممول من KFW/AFD/EU وهو قيد التنفيذ، ومشاريع اللامركزية في محافظات الشمال الأربع لتحسين شبكات المياه والصرف الصحي وصيانة الشبكات بقيمة 3 ملايين و 437 ألف دينار تقريبا.
وقالت الشركة إنه يتم حاليا تنفيذ مشاريع A1/A2 والممولة من الحكومة الألمانية والحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي بقيمة 53 مليونا 760 ألف دينار لتعزيز شبكات المياه في مدينة إربد والرمثا بخطوط ناقلة جديدة ذات أقطار تبدأ من 100 ملم وأكثر.
ووفق الشركة فإن هناك منحة ألمانية لجميع المحافظات تقدر بـ 46 مليونا و200 ألف دينار لتحسين التزويد المائي لمناطق اللجوء السوري والمجتمعات المستضيفة من خلال تحديث شبكات المياه، وإنشاء خطوط ناقلة وتأهيل محطات ضخ المياه، وتوسعة خدمة الصرف الصحي لجميع المحافظات.
وبتمويل من البنك الدولي سيكون هناك برنامج تخفيض الفاقد من خلال إعادة تأهيل شبكات المياه بقيمة 45 مليون دينار، ومشروع إعادة تأهيل شبكة مياه مخيم عزمي المفتي بقيمة 5 ملايين دينار وبتمويل من بنك الاستثمار الأوروبي.
وفي محافظة جرش، سيتم إعادة تأهيل شبكة مياه المصطبة بقيمة 6 ملايين دينار بمنحة من الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) إلى جانب إنشاء شبكة صرف صحي لمناطق بلدية الجنيد في محافظة عجلون وشمال جرش بقيمة 66 مليون دينار عن طريق منحة من الحكومة الكويتية.
وفي لواء بني كنانة سيتم تأهيل شبكات المياه لتحسين التزويد المائي من خلال خطوط ناقلة وخزانات وشبكات بقيمة 42 مليون دينار بتمويل من بنك الاستثمار الأوروبي EIB والمشروع قيد الدراسات النهائية.
كما بدأت أعمال مشروع خدمة حدائق الملك عبد الله وشارع أبو راشد في مدينة اربد بشبكات مياه بقيمة مليونين و 700 ألف دينار، بتمويل من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA).
اقرأ أيضا:
إربد: صفر نسبة الإنجاز بمشاريع "المياه" العام الماضي