الشريدة الذي بدا غير متفائل بانتظار حصر الأضرار، يعلم ومن واقع خبرته بالزراعة ما يعنيه تساقط الأمطار في أواخر شهر أيار (مايو) حيث تكون المحاصيل الحقلية قد اكتمل نموها بانتظار حصادها، قائلا " أمطار في غير موعدها قد تتسبب حال تبعها ارتفاع بدرجات الحرارة بتعفن المحاصيل وانتشار الامراض الفطرية".
ويتابع الشريدة، إن "كميات الأمطار التي هطلت تبخرت بسرعة كون الأرض عطشى، وبالتالي فإن الأمطار لم تزود المياه الجوفية ولا السطحية".
واشار إلى أن محاصيل الحمص الصيفية ستتأثر نتيجة الأمطار، وسيؤدي ارتفاع درجات الحرارة في الأيام المقبلة إلى حرق أغصانها، فيما بيادر القمح والشعير والكرسنة والعدس ستتعفن بعد سقوط الأمطار عليها وحاجتها إلى عملية تجفيف مستمرة.
الشريدة ومع عدم تفاؤله بالأمطار في مثل هذا الوقت المتأخر من الموسم، لا يغفل عن فوائدها بالنسبة للمزروعات الصيفية والأشجار الحرجية والأشجار المثمرة التي عقدت ثمارها، موضحا أن المحاصيل الصيفية التي تعتمد على رطوبة التربة ستستفيد من هذه الأمطار وسيكون لها أثر إيجابي بالنسبة للاشجار أيضاً إذا ما اعتبرت هذه الامطار بمثابة ري تكميلي.
معاذ العمري، هو الآخر له تصور مشابه لما يمكن أن تلحقه أمطار آيار من أضرار على بعض المزروعات قائلا إن "شتوة أيار وما رافقها من تساقط غزير لحبات البرد يمكن أن تلحق الضرر بثمار الزيتون التي ما تزال في مرحلة العقد".
وأضاف أن الأمطار يمكن أن تؤثر على أشجار العنب ومحاصيل القمح وتتسبب بانتشار الفطريات، ما يرتب على المزارعين تكاليف مالية إضافية في شراء مبيدات حشرية لاستخدامها في الأيام المقبلة للحفاظ على نمو الأشجار.
ويتفق رئيس فرع نقابة المهندسين المزارعين السابق في اربد المهندس ماجد عبنده مع ما ذهب اليه الشريدة والعمري بقوله، "شتوة أيار قد تلحق الضرر بأشجار الزيتون والعنب والحمضيات ومحاصيل القمح والشعير وغيرها بسبب غزارة الأمطار وحبات البرد التي سقطت على المحافظة".
وأضاف أن كمية الأمطار التي هطلت خلال ساعتين لا تروي الأرض، لكنها ستتسبب برطوبة عالية قد يرافقها ظهور العديد من الأمراض الفطرية وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها، لافتا إلى أن هطول الأمطار بهذا الوقت قد يتسبب بضعف لثمار الزيتون في الموسم الحالي.
وأشار إلى أن أشجار الزيتون تحتاج إلى حرارة مرتفعة وندى، لافتا إلى أن أعراض انتشار الأمراض ستبدأ بالظهور خلال الأسبوعين المقبلين، الأمر الذي يتطلب من المزارعين والجهات المعنية البدء بعملية رش المبيدات الحشرية للقضاء على أي آفة يمكن أن تظهر خلال الفترة المقبلة.
وقال عبندة إن التقلبات الجوية التي شهدها شهر آيار( مايو) لها تأثيرات على المحاصيل المختلفة والأشجار، فقد تتسبب في تساقط ثمار الزيتون، وجفاف الكثير من أوراق النباتات، مشيرا إلى أن غياب ظاهرة الندى مدة طويلة، له تأثيرات سلبية على المزروعات، ويضر بثمارها، ويقلل من فترة إنتاجها.
وأوضح أن الأمطار الأخيرة يمكن ان تؤدي إلى تأخير حصاد القمح، بسبب اسهامها في زيادة الرطوبة ما يعيق عملية الحصاد، إضافة الى إمكانية انتشار الأمراض الفطرية كالصدأ في حال ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.
في المقابل، يرى عبنده أن شتوة أيار لها تأثيرات جيدة على الخضار البعلية فهذه الأمطار ستطيل من عمرها وتحسن نوعيتها وبالتالي زيادة إنتاجها.
مدير زراعة اربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي يلفت الى أن الأمطار الأخيرة ستسهم بالقضاء وبنسبة كبيرة على ذبابة ثمار الزيتون، وبالتالي الحصول على زيت بنوعية أفضل.
وقال أبو عرابي إن شتوة آيار لها فوائد على المحاصيل الزراعية والأشجار بمختلف أنواعها أكثر بكثير من سلبياتها والتي من شأنها القضاء على الحشرات في التربة إلى جانب فائدتها بالنسبة للزراعات الصيفية، حيث تغسل الأمطار الأشجار وتعتبر بمثابة ري تكميلي لها خاصة وأن أشجار الزيتون تعدت مرحلة الإزهار وكونت الثمار.
وأضاف أن التأثير الإيجابي لهذه الأمطار تتمثل في زيادة منسوب المياه الجوفية وتدفق الينابيع وزيادة الرطوبة في التربة وتجدد المراعي خلال الأيام القادمة وتغسل الأوراق وتروي الأشجار.
غير أنه لم يستبعد وجود آثار سلبية نتيجة حبات البرد القوية التي هطلت، والتي من الممكن أن تؤدي الى تساقط ثمار الزيتون كونها ما تزال في بداية مرحلة العقد.
يذكر أن نسبة الهطول المطري تراوحت هذا الموسم حسب المناطق بين 90 – %110، من المعدل العام، فيما تقدر المساحات المزروعة بالمحاصيل بنحو 100 ألف دونم.
وتبلغ مساحة الاراضي المستغلة زراعيا بمحافظة اربد (462153) دونما منها (429439) دونم بعل، تشكل زراعة الحبوب منها (%25)، والخضار (%10) والأشجار المثمرة (%65)، وفق إحصائيات رسمية.