جرش: "كورونا" يوقف تسويق زيت الزيتون ويلحق خسائر بمزارعيه

Untitled-1
Untitled-1

صابرين الطعيمات

جرش- تسبب سوء الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وتوقف عمليات التصدير، فضلا عن وقف المهرجانات بمختلف أشكالها بسبب ازمة كورونا، إلى توقف تسويق زيت الزيتون بشكل كامل في محافظة جرش، مما تسبب في تكدس مئات الأطنان منه، رغم قيام المزارعين بتخفيض أسعاره بنسبة لا تقل عن 40 %.اضافة اعلان
وقال المزارع نضال العياصرة، ان إنتاج زيت الزيتون كان وفيرا العام الماضي، وانتج المزارعون فيه مئات الأطنان، فيما لم يتم تسويق سوى بضعة أطنان منه، وظلت باقي الكميات التي انتجت في المخازن والمستودعات والمعاصر.
وأكد العياصرة، ان موسم الزيتون هو أهم موسم زراعي في محافظة جرش، إذ يعتمد عليه المزارعون في تغطية تكاليف العمل الزراعي، وتلبية احتياجات أسرهم والتزاماتهم السنوية، فضلا عن استغلال جزء من أثمان الزيت في العناية بالأرض والشجر، من حراثة وتسميد وتقليم وتجريف.
وقال إن تكدس الزيت لغاية الآن والانشغال بتسويقه، منع المزارعين من الاهتمام بالأرض وإعادة تأهيلها، وخاصة في هذه الظروف الصحية الصعبة، وما ترتب عليها من ظروف اقتصادية صعبة كذلك.
وقال المزارع خالد الريموني، إن إنتاج الزيت كان وفيرا هذا العام، غير أنهم فشلوا في تسويق منتجهم رغم انخفاض أسعاره، اذ لا يتجاوز سعر الصفيحة الواحدة 65 دينارا، وهذا السعر أقل من تكلفتها، لاسيما وان المزارعين يتحملون تكاليف الحراثة والتسميد وأجور القطاف والعصر وأثمان الصفائح.
واكد الريموني، أن العديد من المزارعين كانوا يعتمدون على المهرجانات في جرش، وهي اكثر من 5 مهرجانات في تسويق جزء من زيت الزيتون، مشيرا الى ان إلغاء هذه المهرجانات هذا العام زاد الأمور التسويقية سوءا.
وأكد المزارع الثمانيني أبو زهير العياصرة، أنهم لا يستطيعون تسويق مئات الأطنان من زيت الزيتون في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيرا الى ان تكدس الزيت بهذه الكميات الكبيرة يحرمهم من العناية بأراضيهم والاهتمام بها، في هذا الوقت الذي يجب ان تبدأ فيه أعمال الحراثة والتسميد.
وناشد العياصرة وزارة الزراعة، بضرورة مساعدة المزارعين بتسويق زيت الزيتون، في ظل انخفاض الطلب عليه، وتغير اهتمامات المستهلك بالمواد الغذائية التي يحتاجها، ووقف كافة المهرجانات التسويقية باستثناء محاولات فاشلة في تسويق المنتج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا يثق فيها المستهلك لبيع وشراء زيت الزيتون بشكل خاص.
وبين المزارع، أن عدد الصفائح التي يخزنها لا يقل عن 30 صفيحة، مشيرا الى انه تحمل تكاليف الإنتاج والتي لا تقل عن 1500 دينار، فيما ما تزال ذمم مالية مترتبة عليه نتيجة ذلك، وهو يعلق الآمال على بيع الزيت لتسديدها.
إلى ذلك أكد مدير زراعة محافظة جرش الدكتور عماد العياصرة، أن إنتاج الزيت هذا العام لا يقل عن 2400 طن، وهذا رقم كبير جدا لم يسجل منذ أعوام عديدة في محافظة جرش، مشيرا إلى أن ذلك تصادف مع ارتفاع الانتاج منه في العديد من الدول المنتجة، مما قلل الطلب عليه وأدى إلى تكدس الزيت في مخازن المزارعين.
وأكد العياصرة، ان الظروف الصحية التي تمر بها المملكة وتوقف التصدير في هذه الفترة، فاقم من مشكلة مزارعي زيت الزيتون، وأوقف تسويق الزيت بشكل شبه كامل، بعدما كانت وزارة الزراعة قبل ازمة كورونا قد فتحت باب التصدير للزيت وأغلقت باب الاستيراد، بهدف حماية المنتج المحلي من زيت الزيتون والمساعدة على التسويق.
غير أن الإنتاج، يضيف العياصرة كبير والطلب متدن، لاسيما وان المستهلك الأردني يعتبر أقل مستهلك لزيت الزيتون على مستوى العالم، مشيرا الى ان أجراءات مكافحة جائحة كورونا جاءت هي ايضا وتسببت كذلك بوقف التسويق نهائيا.
وبين أن وزارة الزراعة وقعت اتفاقيات مع العديد من الجهات الحكومية، بهدف بيع الزيت عن طريق الأقساط للموظفين، مشيرا ايضا إلى أنه كان سيتم إبرام اتفاقية أخرى مع القوات المسلحة بهدف بيع الزيت لهم عن طريق الأقساط، فضلا عن إشراك المزارعين بمهرجانات متعددة لبيع منتجهم، غير أن الظروف الراهنة أوقفت هذه الإجراءات التي كانت ستساهم في تسويق المنتج.
ويعتقد العياصرة، أن تفريغ الزيت في عبوات أصغر يساهم في تسويقه بشكل أفضل، مقترحا استثمار الزيت بطرق أخرى غير الاستهلاك البشري، من خلال إنشاء مصنع للصابون لإنتاج منتج ذي جودة عالية وبتسويق أفضل يضمن استخدام الفائض من الزيت بأسعار مناسبة.
وأضاف العياصرة، ان أسعار الزيت منخفضة جدا هذا العام وتقارب سعر التكلفة، مشيرا إلى أن محافظة جرش لا يوجد فيها أي أسواق أو معارض تسويقية لزيت الزيتون، باستثناء مشاركة المزارعين والمعاصر في معرض الزيتون في حدائق الحسين.
يذكر أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظة تبلغ 130 ألف دونم، تبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة.
وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في المملكة حوالي 1.280 مليون دونم،تعادل72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، وحوالي 34 % من كامل المساحة المزروعة في المملكة.
ويقدر عدد أشجار الزيتون المزروعة في المملكة بحوالي 17 مليون شجرة تنتشر في معظم المحافظات.