دونيتسك/ (أوكرانيا) - مارست الولايات المتحدة الضغط على موسكو كي تدفع بالانفصاليين الموالين لروسيا إلى إخلاء الادارات التي يحتلونها في شرق اوكرانيا، طبقا لاتفاق جنيف الذي تجاهله الانفصاليون أمس.
وفيما تستمر أسوأ أزمة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكرة في ملعب الغربيين وان "لا شيء يمنع" تطبيع العلاقات معهم.
في المقابل، اعتبرت واشنطن التي تتهم موسكو بالوقوف وراء الاضطرابات في اوكرانيا، ان الايام المقبلة ستكون "مصيرية" للوفاء بالالتزامات التي نص عليها اتفاق جنيف بين روسيا واوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وفي مدينة دونيتسك الصناعية الكبيرة في الشرق ما زال الوضع الراهن سائدا والانفصاليون يسيطرون بهدوء على الادارة الاقليمية وهي بناية كبيرة يحتلها منذ نحو اسبوعين قادة ما سمي بـ"جمهورية دونيتسك" المعلنة من طراف واحد وتحيط بها أكياس الرمل والإطارات والأثاث المقلوب في شكل متاريس في ظل حراسة مقنعين.
وقال احدهم لمراسل فرانس برس "اننا مستمرون كالعادة" مضيفا "جاء كاهن ارثوذكسي وسنحتفل بعيد الفصح هذا المساء".
واكد الكرملين مساء الجمعة لأول مرة ان روسيا حشدت فعلا قواتها عند الحدود الاوكرانية.
وقال الناطق باسم بوتين ديمتري بيسكوف ان "بعض (القوات) متمركزة هناك وأرسلت أخرى كتعزيزات بسبب الوضع في الاوكرانيا".
وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية "اعتقد ان لا شيء يمنع من تطبيع" العلاقات بين روسيا والدول الغربية، مضيفا "هذا الأمر لا يتوقف علينا (...) هذا يتوقف على شركائنا".
وحاولت السلطات الاوكرانية الموالية للغرب التي يطالب هؤلاء برحيلها، مد اليد الى المتمردين واعدة بلامركزية كبيرة وحماية اللغة الروسية.
غير ان فرص الاصغاء الى الاعلان الرسمي الذي أدلى به في كلمة متلفزة الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، قليلة في المنطقة التي يعتبر سبعون في المائة من سكانها أن هذين المسؤولين يفتقران الى "الشرعية" وفق تحقيق نشرته امس صحيفة دزاركالو تيجنيا.
من جانبها حذرت الولايات المتحدة روسيا الجمعة من انها تنوي "مراقبتها عن كثب" لتتأكد من انها تحترم التزامات اتفاق جنيف المفاجئ الذي ابرم الخميس بين روسيا واوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وينص الاتفاق خصوصا على نزع اسلحة المجموعات المسلحة واخلاء المباني العامة المحتلة والعفو عن الذين يحترمون هذه التدابير باستثناء "الذين ارتكبوا جرائم اريقت فيها الدماء".
وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس اوباما للامن القومي "سنراقب روسيا عن كثب لنرى اذا كانت تتحمل فعلا المسؤولية التي تعود اليها باستخدام نفوذها الكبير من اجل التحكم او جعل المليشيات غير الشرعية تنسحب من المباني التي تحتلها".
من جانبه حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره سيرغي لافروف على "الاحترام الكامل والفوري لاتفاق 17 نيسان (ابريل) في جنيف".
وفي تأكيد لتلك المخاوف سارع الانفصاليون المعتصمون في مقر الادارة الاقليمية في دونيتسك، إلى رفض الاتفاق مثيرين مجددا مخاوف من تقسيم البلاد التي تعد 46 مليون نسمة والتي تقع على حدود عدد من الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي.
وزارت رئيسة الوزراء السابقة والمرشحة الى الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا يوليا تيموشنكو الجمعة دونيتسك حيث تحادثت "ساعات طويلة" مع بعض المجموعات التي تحتل الادارة.
وصرحت مساء الجمعة للتلفزيون ان "الحوار قد بدأ" وان "التسوية ممكنة" ووعدت بطاولة مستديرة الاسبوع المقبل.
وعلى الارض ما زال "الرجال الخضر" المسلحون الذين تقول كييف انهم عسكريون روس، في حين تقول روسيا انهم "مجموعات دفاع ذاتي محلية"، يسيطرون على سلافيانسك التي احتلوها منذ ستة ايام، ويسيطر الانفصاليون ومتظاهرون ومجموعات مسلحة على المباني العامة في ست مدن بالشرق الاوكراني الناطق بالروسية.
واعتبر قائد الاركان الاوكراني السابق فولودمير زمانا الجمعة ان على اوكرانيا ان تعد اجراءات "مطابقة" للتصدي لتدخل روسي محتمل.
واعتبر الجنرال أن "أعمال التخريب تتضاعف ليس فقط في الشرق بل ايضا في الجنوب" و"رغم محاولات التوصل الى حل دبلوماسي لم يتم التوصل الى اي نتيجة".
وقد ألحقت موسكو في اذار(مارس) شبه جزيرة القرم الى اراضيها بعد استفتاء اعتبرته كييف والغرب غير قانوني أعقب تدخل مجموعات مسلحة.-(ا ف ب)