المتطرفون اليمينيون مشكلة عالمية.. ويحتاجون ردا عالميا

شاحنة تابعة لمحطة "روسيا اليوم" التي تسيطر عليها الدولة في موسكو  – (أرشيفية)
شاحنة تابعة لمحطة "روسيا اليوم" التي تسيطر عليها الدولة في موسكو – (أرشيفية)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة هيئة التحرير – (الواشنطن بوست) 19/8/2019 يعتمد التكتل اليميني العالمي المتطرف على الأكاذيب الصريحة، مثل القصص الإخبارية الكاذبة والتشويهات الخطيرة التي يلقيها المتصيدون والروبوتات في وجوه المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال خوارزميات الإشراك في الألعاب. كما يستخدمون أيضاً التهديدات بالقتل ومضايقة أي شخص يجرؤ على عدم الاتفاق مع الحوار الدائر. والهدف هو التخلص من كل المعارضين وتقويض الديمقراطية نفسها. * * * تمثل السويد كل شيء يحتقره القوميون البيض: فهي ديمقراطية ليبرالية ثرية، رحبت بأمواج المهاجرين وقامت بدمجهم في "الفولكلمت"، أو "بيت الشعب"، حيث المواطنون يشكلون عائلة واحدة. وهذا ما يفسر السبب، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، في أن أقصى اليمين المتطرف أهال الموارد بكثافة لتعزيز موجة شعبوية في البلد من أجل إعادة الزمن إلى الوراء وصدّ الغرباء. توثق قصة صحيفة "التايمز" تلك الآلية المعقدة التي تقوم بتوزيع المعلومات المضللة والدعاية لكراهية الأجانب على السكان السويديين –والتي ساعدت في رفع حزب سياسي له جذور في النازية-الجديدة إلى مستوى غير مسبوق من التأثير والنفوذ. وتلعب روسيا دوراً: ولكَ أن تسمي ذلك مفارقة، أو سمِّه نفاقاً، لكن النشطاء المتفانين علانية من أجل جعل بلدهم أولاً هم أكثر من سعداء بأخذ الأموال من موسكو. وإلى جانب المساعدات المالية، تدعم منافذ إعلامية، مثل محطة "روسيا اليوم" و"سبوتنيك" أيضاً الروايات العنصرية والتشهير بالسياسيين المعارضين. لكن الآلية تظل أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، ويمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد كثيراً من السويد. تتطلع الجهات الفاعلة المحلية التي تتوق إلى نشر عقيدة القومية-العرقية المتزمتة إلى المجموعات الأميركية المشابهة في التفكير للحصول على الخطوط الإرشادية حول جذب الناس إلى التطرف الأبيض من خلال الحرب النفسية بواسطة المعلومات، أو كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من الحسابات الآلية التي يشتريها القوميون العرقيون لتضخيم الروايات بطريقة مصطنعة. وتعطي هذه المجموعات، بدورها، ذلك المحتوى دفعة جديدة. ويحدث هذا في السويد وفي إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وأماكن أخرى. ويكون الناشطون منهم في حملات انتخابات بلد ما على أهبة الاستعداد لمساعدة نظرائهم في بلد آخر كلما حدثت انتخابات فيها؛ وهناك مؤسسات فكرية. وهناك مؤتمرات. ويسمي الباحثون هذا الاتجاه القومية الدولية. لسنوات، أعاقت الطبيعة المجزأة لليمين المتطرف قدرته على تكوين نفوذ عالمي. ولكن، بعد ذلك وصلت شبكة الإنترنت، واكتشفت الثقافات الفرعية التي كانت معزولة في وقت ما، أولاً كيفية العثور على بعضها البعض ثم كيفية مساعدة بعضها البعض. وليست أيديولوجية هذه الجماعات وحدها هي الضارة، وإنما التكتيكات أيضاً. ويعتمد هذا التكتل اليميني المتطرف المختلط على الأكاذيب الصريحة، مثل القصص الإخبارية الكاذبة والتشويهات الخطيرة التي يلقيها المتصيدون والروبوتات في وجوه المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال خوارزميات الإشراك في الألعاب. كما يستخدمون أيضاً التهديدات بالقتل ومضايقة أي شخص يجرؤ على عدم الاتفاق مع الحوار الدائر. والهدف هو التخلص من كل المعارضين وتقويض الديمقراطية نفسها. تستحق هذه المشكلة العالمية استجابة عالمية، حيث تقوم الشركات والأكاديميون ومنظمات المجتمع المدني، والأهم من ذلك كله، الدول، بتنسيق جهودها معاً بنفس الالتزام والتطور اللذين يعمل بها خصومهم. ولذلك بعض التشابهات مع الحرب ضد "داعش". وسوف تتطلب الاستراتيجيات الأخرى إجراء أبحاث جديدة في تهديد جديد. وسوف يتطلب تحقيق أي نجاح قيادة -والتي قد يكون من غير الواقعي توقعها من رئيس أميركي يفضل إعادة تغريد نظريات المؤامرة بدلا من مواجهتها. *نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان: Right-wing extremists are a global problem. They need a global responseاضافة اعلان