ثلاثة رافضين للخدمة في الجيش الإسرائيلي: "لن نشارك في الإبادة الجماعية"

المستنكفون عن الخدمة العسكرية بدافع الضمير يوفال موآف، إيتامار غرينبرغ، وأوريان مولر - (المصدر)‏
المستنكفون عن الخدمة العسكرية بدافع الضمير يوفال موآف، إيتامار غرينبرغ، وأوريان مولر - (المصدر)‏

أورين زيف* - (مجلة 972+) 2024/8/7
‏المستنكفون عن الخدمة العسكرية بدافع الضمير يوفال موآف، إيتامار غرينبرغ، وأوريان مولر يشرحون سبب استعدادهم للذهاب إلى السجن من أجل الوقوف ضد الحرب.‏
*   *   *
هذا الأسبوع، حضر ثلاثة مستنكفين عن الخدمة العسكرية بدافع الضمير، يبلغون من العمر 18 عامًا، إلى مركز التجنيد التابع للجيش الإسرائيلي في تل هشومير، بالقرب من تل أبيب، وأعلنوا رفضهم التجنيد في الخدمة العسكرية الإلزامية احتجاجًا على الاحتلال والحرب الحالية التي تُشن على قطاع غزة. وحوكم كل من يوفال موآف، وأوريان مولر وإيتمار غرينبرغ، وحكم عليهم بالسجن لمدة 30 يومًا في سجن عسكري، والتي يغلب أن يتم تمديدها. أما الرافضون الآخرون الوحيدون الذين عارضوا تجنيدهم علنًا لأسباب سياسية منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) –‏تال ميتنيك،‏‏ ‏‏وبن أراد،‏‏ ‏‏وصوفيا أور- فقد أفرج عنهم مؤخرًا بعد قضاء أحكام بالسجن بلغ مجموعها 185 يومًا، و95 يومًا، و85 يومًا على التوالي.
وأصدر رافضو الخدمة الثلاثة الأخيرون -الذين ترافقهم خلال عملية الرفض شبكة المستنكفين ‏‏عن الخدمة العسكرية ضميرياً "ميسارتفوت‏‏"- بيانات قبل مثولهم أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية. وقال غرينبرغ، الذي نشأ في مدينة "بْني براك" اليهودية الأرثوذكسية المتطرفة، أنه كان ينظر إلى التجنيد في الأصل كوسيلة يصبح من خلالها أكثر اندماجًا في المجتمع الإسرائيلي، قبل أن يدرك أن "الباب إلى المجتمع الإسرائيلي يمر عبر قمع وقتل شعب آخر". وأضاف: "لا يمكن بناء مجتمع عادل على فوهات البنادق".‏
ووجه موآف بيانه إلى الفلسطينيين. وقال فيه: "بعملي البسيط، أريد أن أقف متضامنًا معكم. وأقر أيضًا بأنني لا أمثل رأي الأغلبية في مجتمعي. لكنني آمل بعملي هذا أن أرفع صوت أولئك منا الذين ينتظرون اليوم الذي يمكننا فيه بناء مستقبل مشترك ومجتمع قائم على السلام والمساواة، وليس الاحتلال والفصل العنصري".‏
‏وتحدث مولر عن كيف أن الانتقام هو المحرك الذي يقود دورة إراقة الدماء. وقال: "إن الحرب في غزة هي الطريقة الأكثر تطرفًا التي تستغل بها دولة إسرائيل الرغبة في الانتقام لتعزيز القمع والموت في إسرائيل-فلسطين. إن النضال ضد الحرب ليس كافيًا. ينبغي أن نحارب الآليات الهيكلية التي تمكّنها".‏
‏وجاء عشرات الأشخاص لدعم رافضي الخدمة العسكرية والتأموا في ‏‏مظاهرة‏‏ خارج مركز التجنيد صباح الاثنين، حيث تلقى مواف عقوبته. وفي مكان قريب، نظم مئات اليهود الأرثوذكس المتطرفين (الحريديم) احتجاجًا عنيفًا في الموقع، في اليوم الأول من بدء تجنيدهم الإلزامي في أعقاب ‏‏حكم المحكمة العليا الإسرائيلية التاريخي‏‏ الذي صدر الشهر الماضي‏‏، والذي ألغى إعفاءً عسكرياً من الخدمة كانوا يتمتعون به منذ عقود. ‏
‏في البداية، ظن الحريديم المشاركون في الاحتجاج أن المتظاهرين اليساريين، الذين هم علمانيون، جاؤوا للتظاهر ضدهم، ولكن سرعان ما وجدت مجموعتا المتظاهرين أرضية مشتركة في معارضتهما المشتركة للخدمة في الجيش. وقال أحد المتظاهرين الأرثوذكس المتطرفين، وسط تصفيق من أولئك الذين يدعمون الرافضين للخدمة: "التوراة المقدسة تمنعنا من (الانخراط) في الحرب والاحتلال والجيش. يجب ألا نستفز الأمم (غير اليهودية)، يجب أن نتنازل عما هو ممكن، لأن أهم شيء هو الحياة، وليس الموت".‏
وقبل دخولهم السجن، تحدث الفتيان الثلاثة إلى "مجلة 972+" و"لوكال كول" حول الأسباب التي دفعتهم إلى رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية، وردود فعل المحيطين بهم، واحتمالات إقناع المزيد من الإسرائيليين بموقفهم. تم إعداد هذا الحوار بالتعاون مع مجلة "لوكال كول"، وتم تحريره من أجل الاختصار والوضوح.‏
***
‏- كيف توصلتم إلى قرار رفض الخدمة في الجيش؟‏
مولر: ‏‏ولدت في تل أبيب، وبدأت كل ثقافتي السياسية في المنزل. أنا من عائلة تنتقد الاحتلال والمشاكل السياسية الأخرى، لكن منزلي كان ما يزال منزلاً صهيونياً وعائلتي بأكملها خدمت في الجيش. وكان هناك توقع بأنني سأخدم فيه أنا أيضًا. لكنني بعد ذلك تعلمت وفهمت أكثر، وعندما اندلعت الحرب (وقرأتُ) الشهادات التي خرجت من غزة، أدركت أن علي أن أرفض الخدمة.‏
أعتقد أن الوحشية قوضت (بالنسبة لي) فكرة أنه يمكنك التمييز بين الاحتلال من جهة ودولة إسرائيل من جهة أخرى، وأن هذين أمران منفصلان. لقد كسر مستوى الدمار والموت في غزة والافتقار إلى الانتباه الذي يتلقاه هذا الواقع في إسرائيل -أو الطريقة التي يتم بها إخفاؤه بنشاط- ذلك التنافر.‏
‏غرينبرغ:‏‏ بعد أن نشأت في منزل أرثوذكسي متطرف، مررت بعمليات من الاستنطاق السياسي والديني. وقد تركت الدين. ولأنني كنت شخصاً سياسياً جداً منذ أن كنت صغيراً، وجهني ذلك نحو العدالة، ووصلت إلى ما أنا عليه اليوم. أعتقد أن قرار الرفض هو نتيجة مباشرة لذلك.‏
‏في عائلة أرثوذكسية متطرفة، من المفترض ألا يكون عدم الخدمة في الجيش شيئاً كبيراً، لكنني نشأت مع أب خدم في الخدمة الاحتياطية لمدة 25 عاماً، وحتى في هذه الفترة الحالية كان في الاحتياط لمدة 10 أشهر. إنه شيء يؤثر بشكل كبير على الجو في المنزل. ليس هذا بالأمر السهل. أنا لا أتحدث عن هذا معهم لأنني أعرف كم هو مؤلم. هذا هو أكثر ما يزعجني في العملية برمتها. التكلفة الحقيقية للاستنكاف عن الخدمة ليست السجن وإنما ما يحدث في الخارج. أنا أهتم بالثمن الذي تدفعه (عائلتي)، لأنهم لا يستحقونه. أحاول ألا أؤذيهم كثيرا.‏
‏مواف:‏‏ أنا من بلدة كْفار نيتر، موشاف بالقرب من نتانيا. مثل أوريان، نشأت في عائلة صهيونية يسارية، وإنما في منزل أقل سياسية. وقد لعبت عائلتي دوراً في جعلي ما أنا عليه الآن، لكن رفضي للخدمة لم يأت من هناك. الحقيقة هي أنني كنت محظوظًا لأنني تعرضت لمحتوى دولي سمح لي بتغيير رأيي بشأن المكان الذي أعيش فيه.‏
أدركت أنني حقاً لم أكن أعرف ما الذي يحدث هنا. وبمجرد أن أصبحت مهتماً وطرحت الأسئلة، رأيت أنني وحدي: أدركت أنني لا أستطيع التجند في الجيش لأنه جيش احتلال. وعلى الرغم من أنني كنت أعرف أن هناك آخرين رفضوا الخدمة، إلا أنني شعرت بالوحدة التامة في تجربتي وفي السبب الذي نبع منه قراري. ثم سمعت عن الرافضين، عن "ميسارتفوت"، عن الناس الذين يخرجون ويقولون الحقيقة التي يؤمنون بها على الملأ ويدفعون الثمن، وأدركت أنني أنتمي إلى هناك، وأنني لست وحدي.‏
‏إذا سألتني لماذا أرفض الخدمة اليوم، فإن الجواب هو، في نهاية المطاف، لأنني أرفض المشاركة في الإبادة الجماعية. لقد قوبلت بالعنف (بسبب قراري)، لكنني واصلت. وقد عززت الحرب موقفي فحسب.‏
‏- هل أثرت تجربة الاحتلال بشكل مباشر على قراركم؟‏
‏غرينبرغ: ‏‏أنا ناشط (في أنشطة تضامن) في الضفة الغربية، وخاصة في قرية مخماس (مجتمع فلسطيني يواجه عنفاً منتظماً من المستوطنين المدعومين من الجيش). إن وجودك في الضفة الغربية يغير المفاهيم، ويجعلك على دراية بالاحتلال والقمع، ويحولك من مستمع إلى شريك مادي في التجربة. على الرغم من أنني لا أختبر ذلك بنفسي، فإن لدي أصدقاء يواجهون القمع اليومي، وأشخاصاً يريدون طردهم من منازلهم. عندما ترى ذلك بعينيك، فإنه لا يذهب من عقلك. أنا أسير وأتجول هنا، لكن رأسي هناك.
‏مولر: ‏‏لم تتح لي الفرصة لتجربة ذلك، ولكن على عكس معظم المجتمع الإسرائيلي، تعرضت لشهادات من الميدان، خاصة عبر الإنترنت. أنا ناشط في منتديات للنقاش السياسي. وعندما أحاول التحدث عن هذه الشهادات مع أشخاص لا يتعرضون لها ولا يرونها، فإنني أصادف جداراً ضخماً يفصل الإسرائيليين عما يحدث على بعد 5 كيلومترات إلى الجنوب من المكان الذي يعيشون فيه. لا أعرف أي نوع من الاضطرابات الثقافية سيتطلبه الأمر بالنسبة لهم حتى يبدأوا في رؤية الشهادات التي تخرج من غزة على منافذ الأخبار الإسرائيلية. في الوقت الحالي ‏‏نحن لا نرى ذلك فقط‏‏. ‏
‏إذا استطعتَ أن تتحدث عن ذلك، فعليك أن تفعل: عن حجم الدمار والموت في غزة، عن القمع، وعن مدى عمق جذور الفصل العنصري الذي يُمارس في الضفة الغربية. هناك حد لـ(مقاطع الفيديو) التي يمكن أن تشاهدها للأطفال الذين بلا أذرع حتى تدرك أن هناك شيئاً ما يحدث خطأ.‏
مواف: ‏‏كانت العملية بالنسبة لي أكثر شخصية. كان السبب الرئيسي لتطرفي يتعلق بالمجتمع الإسرائيلي وغموضه. في النهاية، قررت عدم الالتحاق بالتجنيد لأنني تعرضت لمحتوى دولي. وتوصلت إلى فهم أن الإسرائيلي العادي يعرف عما يحدث على بعد كيلومترين من منزله أقل مما يعرفه أي شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت في الخارج، وأنك لا تحظى بأي تعاطف من العديد من الأشخاص، بعضهم أكبر منك سناً، الذين من المفترض أن يحموك.‏
- هل ترون في رفضكم وسيلة لمحاولة التأثير على المجتمع الإسرائيلي -خاصة في بيئة اليوم المتطرفة، حيث لا يرغب الكثيرون في الاستماع إلى الأصوات المناهضة للحرب؟‏
‏غرينبرغ: ‏‏أعتقد أن هذه رسالة مهمة للمجتمع الإسرائيلي: البدء في قول "لا". أنا أحث زملائي على التفكير في ما يفعلون. إن التجنيد هو خيار سياسي، وهذه هي الطريقة التي يجب التعامل معه بها. لدينا الحق في اختيار ما نؤمن به.
مولر: ‏‏الرفض يشبه رفع مرآة أمام المجتمع الإسرائيلي، أولاً وقبل كل شيء لإظهار أنه من الممكن مقاومة آلة الموت العسكرية ودورة سفك الدماء. ليس علينا المشاركة في هذا. وهو أيضًا نوع من المنصة التي تجعل من الممكن إظهار ما يحدث للمجتمع الإسرائيلي بخلاف ما تراه في وسائل الإعلام، الذي لا يكشف حقاً عما يحدث في غزة والضفة الغربية.
‏موآف: ‏على العكس من أصدقائي، أنا أقل تفاؤلاً بشأن تأثير ما نقوم به على المجتمع الإسرائيلي، وهو في النهاية أيضًا شيء أقل أهمية بالنسبة لي. أولاً وقبل كل شيء، أنا أفعل هذا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وعلى أمل رفع صوت الناس في المجتمع الإسرائيلي الذين ينتظرون اليوم الذي يمكننا فيه بناء مستقبل مشترك. لكنَّ دعوتي موجهة أولاً وقبل كل شيء إلى الشعب الفلسطيني.
‏ومع ذلك، من المهم جداً بالنسبة لي أنني أفعل ذلك أيضاً من أجل الأشخاص الذين أحبهم، لأظهر لهم أن هناك طريقة أخرى. ولا يسعني إلا أن آمل أن يتوقف الناس ويفكروا عندما يحملون البنادق ويُطلب منهم القيام بأشياء قد لا يرغبون في القيام بها. وآمل أيضاً أن تصل رسالتي إلى العالم، لأن الناس من جميع أنحاء العالم يرون في نهاية المطاف الفظائع التي تحدث الآن في غزة.‏
غرينبرغ:‏‏ أعتقد أن رسالتنا الأكبر التي نوجهها إلى المجتمع الفلسطيني هي أن هناك أشخاصاً هنا يناضلون، ربما ليس بما فيه الكفاية، لكنهم يظلون يناضلون، وهم على استعداد لدفع ثمن شخصي باهظ جداً لاختيارهم النضال من أجل العدالة والمساواة.‏
‏مولر: ‏‏هناك صورة أكبر للصراع والاحتلال، كعملية تاريخية كاملة، ولكن هناك أيضاً ذلك الصراع الفوري الذي تمثله الحرب والموت، والذي يجب إيقافه. والطريقة الأكثر عملية للمشاركة في هذا النضال هي رفض الخدمة في الجيش.‏
- على عكس العديد من الرافضين السابقين للخدمة في الجيش، يأتي قراركم رفض الخدمة في زمن الحرب. هل تعتقدون أن هذا يعطي معنى إضافياً للقرار؟‏
‏غرينبرغ: ‏‏لقد أجرينا نقاشاً حول الميزة التي يشكلها الرفض، وأعتقد أن الرفض أثناء الحرب هو امتياز حقاً. لكن الرفض هو أيضاً أقوى عمل يمكننا القيام به في مواجهة الحرب.
‏مولر:‏‏إذا كان بإمكاني أن أمنع إسرائيلياً واحداً من الذهاب إلى غزة، من القتل والتعرض للموت، فإن هذا يستحق كل هذا العناء. وبالطبع، نريد أن ندعم ونعزز النضال ضد الاحتلال. إن التغيير الذي يشهده الوعي الإسرائيلي على نطاق واسع خلال زمن الحرب يحوِّل رفضنا الخدمة العسكرية إلى شيء أكثر هامشية مما كان عليه في الماضي. إنه يتعارض مع المجتمع الإسرائيلي، ويقول: "لا، لسنا في حاجة إلى بناء نصب تذكارية للموتى إذا استطعنا منع الموت في المقام الأول".‏
موآف:‏‏ في نهاية المطاف، الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي هو أنني أرفض المشاركة في الإبادة الجماعية. بالحديث عن الامتياز، لن أذهب إلى السجن بضمير مرتاح لأنني لا أعرف ما إذا كنت أفعل ما يكفي، ولا أعرف ما هي مسؤوليتي في هذا الموقف. أدرك أن الشباب والأطفال في مثل عمري في غزة والضفة الغربية لا يمكنهم فعل شيء مثلي. لا يمكنهم أن يقرروا رفض رفع السلاح، وأن يمرروا هذا الفعل، وأن يحاولوا تحسين وضع كلا الشعبين.‏
- هل يشكل رفضكم أيضاً بياناً ضد النزعة العسكرية التي تكثفت أكثر في إسرائيل منذ الحرب؟‏
مواف: ‏‏نعم. نحن أناس سلام. ولكن هناك شيء أكبر هنا، عملية تقوم بإفساد المجتمع. إن مجتمعنا هو مجتمع يمكن أن يظل صامتاً في وجه جرائم بهذا الحجم. إنه مجتمع حيث الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله حيال ما يحدث الآن كإنسان -بقدر ما هو قول ذلك مؤلم- هو أن أفصل نفسي عنه. إذا كان تكراري مرة تلو المرة قول إنني أرفض أن أكون متواطئاً في إبادة جماعية، أو حتى أن أقول هذه العبارة من الأساس، قد يضر بقدرتي على الوصول إلى الجمهور الإسرائيلي، فليكن.‏
‏غرينبرغ:‏‏ الأمر معقد بعض الشيء. أود حقاً أن أقول لك نعم، لأنني أعتقد أن النزعة العسكرية هي واحدة من أسوأ الأشياء. في سن 12 عاماً، كنت قد قررت أن أتجند في الجيش لأنني فهمت أن هذه هي طريقتي للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، وأعتقد أنها كانت واحدة من أكثر الملاحظات دقة التي توصلت إليها. إنه ظلم كبير لكل من نشأ في هذا المجتمع -هذه هي الطريقة لكي تكون جزءاً منه؟ لسوء الحظ، الجواب نعم. لكن الرفض العلني للخدمة فيه أيضاً جانب عسكري، التعبئة من أجل قضية، وإنما قضية مختلفة فقط.‏
‏- هل تجهزتم للسجن؟ هل تحدثتم إلى الرافضين الذين قضوا عقوبات قبلكم؟‏
‏مولر: ‏‏داخل "ميسارفوت"، هناك دور يسمى المرافقة: الرافض السابق الذي قضى وقتاً في السجن ويساعد في إعداد الرافض المستقبلي -سواء كان ذلك في الإعداد العقلي للتعامل مع الصعوبات في العملية التي تؤدي إلى السجن، أو في فهم الحياة في السجن، أو تعلم الحيل التي يمكن أن تجعل الحياة اليومية هناك أسهل، ومعرفة القوانين والإجراءات والروتين.‏
‏- شيء يشبه البرنامج التحضيري قبل الالتحاق الجيش، أكثر أو أقل.
‏غرينبيرغ:‏‏ دورة تحضيرية قبل رفض الخدمة -هذا هو الحلم.‏
‏مواف:‏‏ كانت النصيحة الرئيسية هي أنكَ كلما تحدثتَ أكثر، عانيت أكثر وارتفع الثمن.‏
‏- يُسمح بدخول الكتب والأقراص المدمجة إلى السجن، مع مراعاة التفتيش والموافقة عند المدخل. ماذا ستحضرون معكم؟
مولر:‏‏ أولاً وقبل كل شيء، "الإسرائيليون والفلسطينيون: من دورة العنف إلى محادثة بشرية" بقلم ‏‏جوناثان غلوفر‏‏. إنه كتاب رائع ولكنه صعب للغاية، وأنا أقرأه ببطء. سأحضر أيضاً كتاب "‏‏أكبر سجن على وجه الأرض‏‏" لإيلان بابيه‏‏، والكثير من النثر العبري. لدي ألبوم لجوني كاش، "في سجن فولسوم"، الذي سجله في سجن فيدرالي أميركي. ولدي أيضاً قرص عليه ألبوم لثنائي "أوتكاست" OutKast حصلت عليه من رافض الخدمة بن أراد، وأنا متحمس جداً لأخذه.‏
‏غرينبيرغ: ‏‏لدي كتب عدة عن الاقتصاد. هدفي هو الحصول على الشرعية للتعبير عن رأي اقتصادي، لأنني الآن لا أفهم الاقتصاد. لدي كتاب عن الاقتصاد الفيتنامي، على سبيل المثال.‏
موآف: ‏‏سآخذ معي بعض الأعمال الجيدة لماركس، وغيرها من الكلاسيكيات التي سيكون من الأسهل بالنسبة لي قراءتها في السجن. يجب أن أستمر في التعلم.
‏- إيتمار، لقد نشأتَ في منزل أرثوذكسي متطرف، وفي اليوم الذي تظهر فيه في مركز التجنيد، يتظاهر المحتجون الحريديم في المكان نفسه ضد التجنيد الإلزامي. كيف ترى نضالهم ضد التجنيد؟
غرينبرغ: ‏‏أستطيع أن أفهم تبرير الأرثوذكس المتطرفين لرفضهم التجنيد: إنه ينتهك حُرمة دينهم، لذلك ليست لديهم مصلحة في الإذعان له. يمكنني أيضًا أن أتفهم الشعور السائد بين ‏‏"دالابيم"‏‏ (الاختصار العبري لشعار "الديمقراطية لليهود فقط"، في إشارة إلى الجزء الأكبر من ‏‏حركة الاحتجاج الجماهيرية‏‏ التي نشطت في العام الماضي ‏ضد الإصلاح القضائي للحكومة اليمينية المتطرفة) بأنه يجب تقاسم العبء (الأمني) بالتساوي. ‏
‏نحن في حاجة إلى العمل على دمج الأرثوذكس المتطرفين في المجتمع الإسرائيلي والعمل من أجل المساواة -ولكن ليس المساواة في ممارسة القتل والقمع. إذا لم يكن لدينا أمن مع وجود 300.000 جندي، فلن يكون لدينا أمن مع وجود 360.000 أيضاً.‏

‏*أورين زيف‏‏ Oren Ziv: صحفي ومعلق سياسي ومصور إسرائيلي. يعمل في ‏‏مجلة "لوكال كول"‏‏ ‏‏و"مجلة 972+".‏‏ وهو مصور مستقل ‏‏لصحيفة "هآرتس"‏‏ ‏‏و"وكالة الأنباء الفرنسية"‏‏ ‏‏و"غيتي إيماجز"‏‏. ‏ ‏وهو مؤسس مجموعة المصور الصحفي، Activestills، المعروفة بتصميم اللغة البصرية لمجلة "لوكال كول"‏‏ على مر السنين. منذ العام 2003، شارك في توثيق القضايا الاجتماعية والسياسية في إسرائيل وفلسطين. انضم إلى ‏‏"لوكال كول"‏‏ كمراسل صحفي في العام 2018، حيث غطى قضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية على نطاق واسع، بما في ذلك موضوعات مثل الاحتلال، والإسكان ميسور التكلفة، والصراعات الاجتماعية والاقتصادية، والاحتجاجات ضد التمييز. تم نشر أعمال زيف في مدونة "Lens" ‏‏في صحيفة "نيويورك تايمز"‏‏، ‏‏وقناة "الجزيرة"‏‏، ‏‏ومجلة "فايس" ومجلة "تابليت" وغيرها.‏‏‏ هاجم المستوطنون الإسرائيليون في ‏‏الخليل‏‏ المحتلة في ‏‏الضفة الغربية‏‏ ‏‏الفلسطينية‏‏ زيف وناشط "كسر الصمت" ‏‏يهودا شاؤول‏‏ والكاتب ‏‏الأيرلندي كولم تويبين‏‏ في العام 2016 بسبب مواقفهم. يحمل زيف درجة الماجستير في الآداب في البحث/ المعمار الجنائي من ‏‏جامعة غولدسميث‏‏ في ‏‏لندن‏‏.
*نشر هذا الحوار تحت عنوان: Three Israeli army refusers: ‘We will not participate in genocide’

اضافة اعلان

 


‏المستنكفون الثلاثة؛ أوريان وإيتمار ويوفال، يشاركون باحتجاج في مركز التجنيد في تل هشومير، بالقرب من تل أبيب، 5 آب (أغسطس) 2024 - (المصدر)‏