ترجمة: علاء الدين أبو زينة
خبراء – (مجلس الأطلسي) 2/11/2022
تشير الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى عودة محتملة لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى سدة السلطة.
وبعد التجربة التي استمرت عاما كاملاً لائتلاف مختلط بين اليمين والوسط واليسار والعرب، تؤشر نتائج الانتخابات الجديدة على تحول حاسم نحو اليمين في السياسة الإسرائيلية، مع ما يجلبه ذلك من تداعيات على علاقات إسرائيل في المنطقة، والتواترات المستمرة بينها وبين الفلسطينيين، والعلاقات بين اليهود والعرب في المجتمع الإسرائيلي.
ومن المتوقع أن تؤثر رئاسة وزراء جديدة لنتنياهو، بدعم من ائتلاف بمركز يميني/ ديني متطرف يُتوقع أن يشغل خمسة وستين مقعدًا من أصل مائة وعشرين مقعدًا في الكنيست، بشكل كبير على السياسة الإسرائيلية في كل واحد من هذه المجالات، حتى في الوقت الذي تتحمل فيه المؤسسات الديمقراطية الإسرائيلية اختبارات الإجهاد الذي يتم الشعور به في العديد من الديمقراطيات في العالم.
على الرغم من أن ما يقرب من نصف الأصوات الإجمالية في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ذهبت إلى أحزاب ملتزمة بإبقاء نتنياهو خارج السلطة، إلا أن من المتوقع أن تشكل الأحزاب اليمينية والدينية ائتلافًا مستقرًا يتمتع بأغلبية في الكنيست بسبب عجز الأحزاب المناهضة لنتنياهو عن تجاوز خلافاتها والالتفاف حول قضية مشتركة.
طلبنا من خبرائنا إبداء آرائهم فيما يخبئه هذا الاحتمال للديمقراطية الإسرائيلية، وقدرتها على إقامة التوازن بين القوى المحلية المعارضة وعلاقاتها مع الشركاء الإقليميين.
وفيما يلي تعليقات كل من دانيال ب. شابيرو، باربرا سلافين، مارك ن. كاتس، ريتشارد ليبارون، توماس س. واريك، جان لوب سمعان، كرميئيل أربيت، وعلي باكير.
* * *
تأثير نتنياهو على تنامي العلاقات العربية الإسرائيلية في ضوء اتفاقات إبراهيم
لم تحل نتائج الانتخابات الإسرائيلية الانقسام الحاد القائم بين الإسرائيليين حول مدى ملاءمة بنيامين نتنياهو للقيادة في البلاد.
لكنها قدمت لنتنياهو ائتلافًا معقولًا بسبب القدر الأكبر من التماسك والتناغم في معسكره وزيادة الانقسام بين خصومه.
وسيواجه هذا التماسك الذي ظهر خلال الانتخابات تحديًا عندما يحكم، مما يطرح تحديات محتملة أمام قدرة إسرائيل على توسيع علاقاتها المتنامية مع العالم العربي.
بطبيعة الحال، كان نتنياهو قد وقع “اتفاقات إبراهيم” مع الإمارات والبحرين عندما كان رئيسا للوزراء في العام 2020، وأضاف اتفاق تطبيع مع المغرب في وقت لاحق من ذلك العام.
لكنه فعل ذلك كرئيس لائتلاف كان يضم عناصر وسطية، مثل وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكنازي.
وقد وضعت تلك العناصر قيودا حاسمة على السياسات –مثل الضم المقترح آنذاك لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية– والتي كان من الممكن أن تعرقل علاقات إسرائيل مع شركائها العرب الجدد. وقد أوضحت الإمارات العربية المتحدة هذه المقايضة قبل اتفاق التطبيع.
لن تكون هناك مثل هذه الضوابط والقيود في الائتلاف الذي يُحتمل كثيرا أن يظهر، ما لم تأت من نتنياهو نفسه.
ولا يعطي أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش من “حزب الصهيونية الدينية” وإيتمار بن غفير، اللذان ارتفعت شعبيتهما بالتوازي مع موجة من الهجمات الفلسطينية، الأولوية لتوسيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية.
وسوف يطالبون بسياسات تجعل الإبقاء على أي حل مستقبلي على أساس الدولتين مع الفلسطينيين مستحيلاً. وسيواجه نتنياهو، الذي يعتمد عليهم في ائتلافه، وربما في تمرير تشريع يؤدي إلى إيقاف محاكمته في قضايا الفساد، تحديًا في التعامل مع مطالبهم، ومع الرسائل التي سيتلقاها من أبو ظبي والمنامة والرباط وواشنطن.
وإذا اعتقدت الدول العربية أنها ستشعر بالحرج من الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع حكومة من هذا النوع، فإن التقدم في تعميق اتفاقات إبراهيم، وتوسيعها إلى بلدان جديدة، سيكون مرتقى صعبا.
*دانيال ب. شابيرو Daniel B. Shapiro: مدير مبادرة N7 والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل.
* * *
تأثير نتنياهو على الاتفاق النووي الإيراني
سيكون فوز نتنياهو المرجح خبرًا سيئاً آخر للاتفاق النووي الإيراني الذي كان معلقًا بالفعل بخيط رفيع بسبب التعنت الإيراني والاضطرابات الداخلية.
ونظرًا لهوسه الطويل بإيران، يمكن توقع أن يزيد نتنياهو الضغط على إدارة جو بايدن لتكثيف إنفاذ العقوبات والعمل مع إسرائيل لإعداد خيارات أكثر عنفًا لمحاولة إضعاف وتأخير برنامج إيران النووي.
كما سيعرقل نتنياهو أي آمال أميركية في قدوم سياسة إسرائيلية أكثر استنارة تجاه الفلسطينيين بينما يضغط على واشنطن للمساعدة في توسيع اتفاقات إبراهيم.
سيكون الموضوع الأكثر مراوغة بالنسبة لنتنياهو هو غزو روسيا لأوكرانيا، نظرًا لارتباطه الطويل بالرئيس بوتين. وستبقى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقة، لكن من المرجح أن تكون مسالكها أكثر وعورة، خاصة إذا حاول بيبي وضع إبهامه على ميزان السياسة الأميركية لدعم الجمهوريين كما فعل في الماضي.
*باربرا سلافين Barbara Slavin، مديرة مبادرة مستقبل إيران في مجلس الأطلسي.
* * *
تأثير رئاسة نتنياهو على العلاقات الروسية الإسرائيلية
إذا استأنف بنيامين نتنياهو شغل منصب رئاسة الوزراء، كما يبدو مرجحًا الآن، فقد لا يتمكن من إقامة علاقة جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما كان يفعل من قبل.
خلال فترة عمله الطويلة السابقة كرئيس للوزراء، التقى نتنياهو كثيرًا ببوتين شخصيًا وتحدث معه عبر الهاتف. وكانت العلاقات الروسية الإسرائيلية جيدة بشكل أساسي، على الرغم من علاقات موسكو الوثيقة مع طهران.
ونتيجة لاتفاق منع الاشتباك بين القوات الروسية والإسرائيلية بشأن سورية، غضت موسكو الطرف عن استهداف إسرائيل لقوات “حزب الله” -وحتى المواقع الإيرانية نفسها هناك.
ولكن في حين كان على طهران في السابق تحمُّل ذلك، فإن اعتماد بوتين على إيران للحصول على طائرات مسلحة من دون طيار لاستخدامها في أوكرانيا قد يضع طهران في وضع يمكنها من مطالبة موسكو بأن تكون أقل تسامحًا مع مثل هذه الهجمات الإسرائيلية على قواتها في سورية.
قد يقول نتنياهو للجماهير الأميركية أنه لا يستطيع أن يفعل الكثير لمساعدة أوكرانيا خوفا من الطريقة التي قد تعامل بها موسكو السكان اليهود الضعفاء في روسيا.
لكن نتنياهو لن يرغب في استعداء واشنطن كما فعلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من خلال التعاون الوثيق مع موسكو أيضًا.
ومع أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى توثيق العلاقات الروسية مع إيران وأصبحت العلاقة الروسية الأميركية أسوأ بكثير، قد يكون نتنياهو أقل قدرة مما كان من قبل على إقامة نفس علاقة العمل الجيدة مع بوتين أو المناورة بنجاح بين واشنطن وموسكو.
اضافة اعلان*مارك ن. كاتس Mark N. Katz، زميل أقدم غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي.
* * *
رسالة بيبي إلى الشركاء العرب الإقليميين المحتملين: “لا يوجد شيء لرؤيته هنا”
في مقابلة حديثة مع فريد زكريا من محطة “سي. إن. إن”، صرح رئيس الوزراء الجديد المفترض نتنياهو بأن “الهدف الدبلوماسي الرئيسي” بالنسبة له سيكون تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية.
وزعم نتنياهو أن الرياض تتجه نحو التطبيع على أي حال، مع منح التفويض بالتحليق الجوي الإسرائيلي فوق أجوائها في العام 2018.
وأشار أيضًا إلى أنه “لا يمكن لدول الخليج التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل –الإمارات العربية المتحدة والبحرين– أن تفعل ذلك من دون “موافقة المملكة العربية السعودية”.
وزعم بيبي أن المصلحة الغالبة للسعوديين هي الدفاع ضد إيران وأنهم لن يسمحوا باستخدام “فيتو” فلسطيني ضد ما يفعلون.
وعندما سئل في نفس المقابلة عما إذا كانت الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للعرب في ائتلافه ستكون عبئًا، قال بيبي: “أنا أقرر السياسة”.
وادعى أن مقاعد حزبه الثلاثين في الكنيست وتاريخه السابق في السيطرة على شركاء الائتلاف ستكون عوامل حاسمة.
وهكذا، يقول نتنياهو بشكل أساسي لشركائه العرب الحاليين والمحتملين: “لا يوجد شيء لرؤيته هنا؛ الانتخابات لا تهم عندما يتعلق الأمر بعلاقاتنا”.
بالنظر إلى هشاشة الائتلافات الحاكمة الإسرائيلية الأخيرة من جميع المشارب، قد تكون الحكومات العربية والمراقبون متشككين بعض الشيء إزاء الوجهة التي يمكن أن تذهب فيها العلاقات مع إسرائيل من هنا.
ليس لدى عناصر اليمين المتطرف في ائتلاف بيبي اهتمام كبير بالسياسة الخارجية. وهم لا يعتقدون أن للعرب أي مكان في إسرائيل التي يعرِّفونها على أنها تمتد إلى ما هو أبعد من الحدود الدولية الحالية، وسيحتاجون إلى تحقيق التوازن بين التبعية المناسبة لرئيس وزرائهم وتوقعات الناس الذين صوتوا لهم.
كما أنهم ليسوا فوق الإجراءات المباشرة لتحقيق أهدافه. وقد قُوطع عمل الدبلوماسيين العرب في القدس لينشغلوا بتحليل كيفية خدمة مصالح بلدانهم على أفضل وجه في هذه البيئة الجديدة.
*
ريتشارد لو بارون Richard Le Baron: زميل أقدم غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي.
* * *
إعطاء الأولوية للانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة الأميركية
أحد الأعمال غير المكتملة التي ستحتاج الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى إعطائها الأولوية، أيًا كان من يقودها، هو إجراء التغييرات النهائية اللازمة على القوانين الإسرائيلية للسماح لإسرائيل بالانضمام إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة الأميركية.
ويسمح هذا البرنامج القيَّم الذي تديره وزارة الأمن الداخلي الأميركية، بالسفر من دون تأشيرة من العديد من الدول الأوروبية وغيرها من الدول الديمقراطية إلى الولايات المتحدة من دون المتاعب
أو النفقات لمعظم مواطنيها بتجنيبهم الذهاب إلى سفارة أو قنصلية أميركية للحصول على تأشيرة عمل أو سياحة.
والإسرائيليون يريدون ذلك، وإدارة بايدن ملتزمة بالعمل مع المسؤولين الإسرائيليين للتوصل إلى تفاهم حول ما يتطلبه الأمر للوفاء بمتطلبات البرنامج.
مع ذلك، وكما قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، توم نيدز، على الملأ، فقد قام حزب رئيس الوزراء المحتمل المقبل، بيبي نتنياهو، بعرقلة تمرير التشريعات الضرورية لذلك في الكنيست خلال الأشهر القليلة الماضية.
وغالبًا ما يؤدي الانتقال من المعارضة إلى الحكومة إلى تغيير الأحزاب السياسية مواقفها عندما تكون البرامج التي تحظى بشعبية على المحك -وهذا هو واقع الحال بالضبط هنا.
يجب على الحكومة الإسرائيلية الجديدة، أيًا كان من يقودها، أن تعطي الأولوية للتغييرات في القانون الإسرائيلي التي تسمح للإسرائيليين، والولايات المتحدة، بالاستفادة من انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة.
*
توماس واريك Thomas Warrick، زميل أقدم غير مقيم في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي.
* * *
تحالف نتنياهو اليميني المتطرف قد يعرض اتفاقات إبراهيم للخطر
على الرغم من أن عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة كانت متوقعة، إلا أن النتيجة القوية التي حققها تحالف “حزب الصهيونية الدينية” المكون من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش كانت الخبر الكبير الحقيقي للانتخابات الإسرائيلية –حيث جعلته ثالث أكبر حزب في الكنيست.
وستكون لمشاركة التحالف المحتملة في الحكومة المقبلة تداعيات تتجاوز السياسة الداخلية: لم يكتفِ قادة اليمين المتطرف في إسرائيل برفض فكرة التنازل عن الأراضي للفلسطينيين فحسب، بل إنهم جعلوا من ضم الضفة الغربية أيضا حجر زاوية في برنامجهم.
وكان نتنياهو قد وعد بالفعل بضم أجزاء من الضفة الغربية في العام 2020، قبل أن يتراجع عن ذلك بعد توقيع اتفاقات إبراهيم مع الإمارات والبحرين.
ومنذ ذلك الحين، تلاعب مرارًا وتكرارًا بالفكرة بغية جذب الناخبين اليمينيين المتطرفين.
يمكن أن تكون لعودة ظهور مثل هذه الخطة عواقب وخيمة على السياسة الخارجية الإسرائيلية.
وسيكون من شأنها أن تثير توترات غير ضرورية مع إدارة بايدن في وقت يجب أن تكون فيه المعضلة النووية الإيرانية محور الاهتمام.
والأهم من ذلك، أن ضم الضفة الغربية يمكن أن يقوض أيضًا التقارب بين إسرائيل والدول العربية التي أوضحت لمواطنيها في العام 2020 أن توقيع اتفاقات إبراهيم هو الذي منع ضم الضفة الغربية.
وقد أعرب مسؤولون في أبو ظبي والمنامة مُسبقًا عن مخاوفهم بشأن تحالف نتنياهو مع الحركة الصهيونية الدينية.
وإذا عادت حكومة ائتلافية جديدة في القدس إلى خطة العام 2020، فسوف يُنظر إلى ذلك على أنه إهانة لشركاء إسرائيل الخليجيين، الذين قد لا يكون لديهم خيار سوى تعليق التقارب.
وبالمثل، يمكن أن يضر أيضا بجهود إسرائيل الأخيرة للمصالحة مع تركيا. وليس هذا السيناريو حتميًا. فعندما يواجه نتنياهو خطر تعريض أحد أكبر إنجازات السياسة الخارجية الإسرائيلية للخطر في السنوات الأخيرة والذي عمل من أجله فعليًا، فإنه قد يفضل البراغماتية الاستراتيجية بدلا من تكتيكات الحملات الانتخابية.
*
جان لوب سمعان Jean-Loup Samaan، زميل أقدم غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي.
* * *
مخاطر تكون تحالف متطرف
بعد فترة وجيزة من ولاية واحد من أكثر الائتلافات الحاكمة تنوعًا في إسرائيل في التاريخ، أصبحت إسرائيل الآن على شفا تشكيل واحد من أكثر ائتلافاتها تطرفًا.
وفي غياب تسوية مفاجئة مع الوسط، سيتألف الائتلاف الجديد من أحزاب يمينية متطرفة ومفرطة في الأرثوذكسية.
وقد ولى العرب والنساء والدروز الذين قدمت مشاركتهم في الحكومة الأخيرة إلى العالم وجهًا جديدًا لإسرائيل. ولم يكن تأمين اليمين –الذي يستمر في النمو من حيث الحجم والنفوذ– الفوز في هذه الانتخابات مفاجأة كبيرة.
كان اليسار في إسرائيل يتقلص قياسًا بحجم السكان، وأحزابه –التي رفضت التحالف مع بعضها البعض لتشكيل كتل أكبر يكون من شأنها أن تضمن ضمها إلى الحكومة– تعيش في حالة من الفوضى.
وحتى الآن، يرفض كلا الجانبين أيضًا السعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، مما يخلق فراغًا يملؤه المتطرفون ويتولون الحكم.
وستكون النتائج دون المستوى الأمثل بالنسبة لنتنياهو الذي كان ليفضل قيادة حكومة وسطية قوية، طالما أنها تبقيه خارج السجن.
وهو يعلم أنه سيكون من الصعب عليه ضبط حكومة يمينية متطرفة، وأنها يمكن أن توتر العلاقات الدولية لإسرائيل.
يشكل
بن غفير وسموتريش شخصيات كاريكاتورية لكيفية رؤية أعداء إسرائيل لها. وقد تم فرض رقابة واسعة النطاق على مواقفهما المتطرفة التي تروج للكراهية- من قبل إدارة بايدن، والأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، والقيادة اليهودية على حد سواء، في السر وفي العلن. وربما تجد الحكومة الإسرائيلية الجديدة حلفاء بين أعضاء الكونغرس المتوقع أن يقوده الجمهوريون، ومن المرجح أن تجد الأصوات المتطرفة في الحزب صلة قرابة مع نظرائها الإسرائيليين.
لكن ذلك سيجلب التوترات مع واشنطن في ما يشكل تذكيرًا بالتوترات بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما –إن لم يكن أسوأ.
قد يجد الائتلاف الإسرائيلي الجديد تحالفات معزِّزة في حكومات يمينية متطرفة أو استبدادية مشابهة في التفكير –لكن هذه الشراكات ستأتي على حساب التحالفات مع بقية العالم الحر.
في الداخل، تعاني الديمقراطية الإسرائيلية مُسبقًا من الشلل وعدم الاستقرار إلى جانب التهديدات التي تتوجه إلى المؤسسات الأساسية مثل القضاء.
وتحت قيادة ائتلاف يميني متطرف جديد، ستنضم إسرائيل إلى نادٍ متنام من الديمقراطيات التي تأكلها العناصر المتطرفة، مما سيجعل البلد أكثر أنكشافاً أمام الخطر فحسب.
*
كرميئيل أربيت Carmiel Arbit، زميل أقدم غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي.
* * *
تأثير فوز نتنياهو على التقدم في العلاقات التركية الإسرائيلية
ليس فوز نتنياهو المحتمل بالضرورة تطورا لطيفا للعلاقات التركية الإسرائيلية. خلال معظم فترة ولايته، تدهورت العلاقات التركية الإسرائيلية بشكل كبير.
وكان أحد الأسباب الرئيسية هو سياسات نتنياهو العدوانية تجاه الفلسطينيين ومشاركته في كتلة مناهضة لتركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
ويضيف غياب الكيمياء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبنيامين نتنياهو إلى هذه المعادلة السامة. وغالبا ما ينخرط الزعيمان في حرب كلامية، مما يزيد من تعقيد العلاقات بين بلديهما.
لذلك، أزالت هزيمة نتنياهو في الانتخابات العامة السابقة عقبة كبيرة من أمام عملية التطبيع بين أنقرة وتل أبيب وسرعت الجهود الدبلوماسية لاستعادة العلاقات بينهما.
وبالإضافة إلى ذلك، عزز التطبيع الأخير بين البلدين التعاون والتنسيق الأمني بشأن المسائل ذات الأهمية الإقليمية، خاصة ما يتعلق منها بإيران.
وفي حين أنه ما يزال من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان نتنياهو سيختار العودة إلى نفس السياسات القديمة، وبالتالي تقويض التقدم الذي تم إحرازه فعليًا في العلاقات التركية الإسرائيلية، أو ما إذا كان سيختار التكيف مع الوضع الحالي وربما البناء على التقدم، من المرجح أن يستمر التعاون الاقتصادي والاستخباراتي الحالي بين تركيا وإسرائيل على نفس الوتيرة.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالعلاقات السياسية والدبلوماسية، فإن تصرفات نتنياهو تجاه تركيا والفلسطينيين وبعض القضايا الإقليمية الساخنة، مثل الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط، هي التي ستقرر أي اتجاهات ستسلكها العلاقات بعد صعوده إلى السلطة.
وقد يتبنى نتنياهو أيضا استراتيجية “انتظر لترَ” تجاه أنقرة حتى تتضح نتائج الانتخابات الرئاسية والعامة التركية في حزيران (يونيو) 2023. (يُتبع)
*
علي باكير Ali Bakir، زميل أقدم غير مقيم في برامج الشرق الأوسط التابعة لمجلس الأطلسي.
* * *
*مجلس الأطلسي
Atlantic Council: مؤسسة بحثية غير حزبية مؤثرة في مجال الشؤون الدولية. تأسست في العام 1961، وتوفر المؤسسة منتدى للسياسيين ورجال أعمال ومفكرين عالميين، وتدير عشرة مراكز إقليمية وبرامج وظيفية تتعلق بالأمن الدولي والازدهار الاقتصادي العالمي. يقع مقرها الرئيسي في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة.
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
Experts react: Bibi is back—back again for now
اقرأ المزيد في ترجمات