في وابل المقابلات والمقالات لإحياء 30 سنة على التوقيع على اتفاق أوسلو، وجدت أيضا من يرحب بالاتفاق ولكنه يرفض الشريك ويدعي بأنه كانت حاجة للوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين في المناطق وليس مع م.ت.ف، واحد كهذا هو الصحفي والمحلل القديم اهود يعاري.
مع النهج الذي يرفض أوسلو بسبب الاعتراض الديني على تقسيم البلاد، صعب جدا الجدال، تماما مثلما هو صعب الجدال مع الجهات الدينية في الجانب الفلسطيني ممن يدعون بأن فلسطين هي أرض وقف وبالتالي لا يمكن الحديث عن تقاسمها مع من ليسوا مسلمين. المعارضة الدينية ليست خاصة لمسيرة أوسلو بل لكل حل يتمثل بتقسيم البلاد.
من الصعب الجدال مع معارضي أوسلو، ممن يرفضون الاتفاق لأنه يفترض أن يؤدي الى تقسيم البلاد، في الوقت الذي يعارضون ذلك لاعتبارات الأمن. والدليل على أن الوضع الراهن أخطر بكثير، وأن سلوك الأطراف يتغير عندما يسود السلام، ملقي على من يغير الوضع ولا يمكن إثبات ذلك إلا بأثر رجعي وبالاستناد الى ما حصل بين إسرائيل وبين مصر في أعقاب اتفاقات السلام.
أسهل الجدال مع مؤيدي الاتفاق، الذين يختلفون "فقط" حول "اختيار الشريك". وبالفعل، فإن المؤسسة الإسرائيلية التي فهمت بأن تقسيم البلاد فقط يمكنه أن يضمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. المحاولات لإقامة دويلة فلسطينية بقيادة رؤساء السلطات المحلية (وأساسا المحاولة لعمل ذلك برعاية من كان رئيس بلدية الخليل، محمد علي الجعبري) في السبعينيات، فشلت.
المحاولة التالية كانت محاولة ارئيل شارون الذي رأى في بداية الثمانينيات في "روابط القرى" شريكا فلسطينيا بديلا لـ(م.ت.ف.) هذه المبادرة أيضا تبخرت بسرعة. البروفيسور مناحم ميلسون، الذي عين رئيسا للإدارة المدنية لمنطقة يهودا والسامرة، فشل في محاولته إقامة قيادة محلية كبديل لـ(م.ت.ف.).
عندما بدأت الاتصالات للشروع بمسيرة أوسلو كانت النية الأصلية إجراء الحوار السري مع فيصل الحسيني، الشخصية الفلسطينية الأهم في شرقي القدس، لكن الحسيني أوضح لي أن العنوان للمفاوضات ليس هو ورفاقه بل قيادة (م.ت.ف.) في تونس. لم يغدق الثناء على عرفات، لكنه قال إنه فقط بعد أن نصل الى اتفاق معه سيكون ممكنا إدراج الفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالنا في تنفيذ هذا الاتفاق. وكانت حنان عشراوي هي التي اقترحت علينا أن نتحدث مع من كان يعد وزير مالية (م.ت.ف.)، أبو العلاء.
لقد كان خيار إجراء محادثات على مستقبل الضفة الغربية وغزة مع السكان المحليين هو التفضيل الأول لكل من أراد تسوية تقسيم البلاد. لكنه تبين كعديم الاحتمال المرة تلو الأخرى. والمحاولة لعرضه اليوم كإمكانية جرى تفويتها قبل 30 سنة هي أمنية فقط.