إسرائيل تفحص القيام بعدة خطوات لمنع التصعيد الأمني في القطاع، بما في ذلك زيادة عدد العمال الفلسطينيين المسموح لهم بالدخول اليها وتقديم تسهيلات في شروط إدخال البضائع الى القطاع. إضافة الى ذلك تجري اتصالات مع قطر حول نقل مساعدات مالية منها لسلطة حماس في القطاع. في المستوى السياسي في إسرائيل يخافون من أن الاشتعال الامني في القطاع يمكن أن يضر بالمحادثات مع السعودية من اجل التوصل الى اتفاق تطبيع بوساطة اميركية، ومعنيون بالحفاظ على الهدوء.
مؤخرا حماس تزيد الضغط على اسرائيل عن طريق القيام بمظاهرات عنيفة على طول الجدار مع اسرائيل، واحيانا من خلال استخدام وسائل اخرى مثل اطلاق النار من مسدسات نحو قوات الجيش الاسرائيلي. دبلوماسي غربي زار القطاع مؤخرا قال للصحيفة بأنه خلف هذا الضغط تقف ازمة اقتصادية شديدة في غزة، ضمن امور اخرى، تقليص المساعدات الدولية المحولة للسكان هناك والصعوبة المتزايدة امام مؤسسات الامم المتحدة التي تعمل في غزة من اجل تجنيد المساعدات من المجتمع الدولي.
ايضا جهات سياسية اسرائيلية تعزو تدهور الوضع على طول الحدود أولا وقبل كل شيء الى الضائقة المدنية والاقتصادية في القطاع. الاحداث على الجدار بدأت قبل اقل من نصف سنة بعد عملية "الدرع والسهم" التي عمل فيها الجيش ضد الجهاد الاسلامي. في النقابات التي جرت مؤخرا في اسرائيل حول الوضع في غزة تم طرح تقدير لجهاز الامن، بحسبه حماس تبادر وتشجع على المواجهات للضغط على اسرائيل من اجل القيام بخطوات فورية لتحسين الوضع الاقتصادي، سواء على شكل قرارات مثل زيادة عدد العمال أو على شكل ضخ الاموال من جانب قطر.
ظهر أمس اعلن منظمو المظاهرات على جدار الحدود عن نية استئناف المواجهات – بعد بضع ساعات تراجعوا عن هذا الاعلان. المنظمون قرروا استئناف المظاهرات في اعقاب زيارة مئات اليهود أمس الى الحرم. المنظمون الذين يسمون انفسهم "الجيل الشاب والثائر" اعلنوا في البداية أنهم قرروا "توسيع دائرة الاحتجاج واشعال الحدود الشرقية بالنار من اجل نقل رسالة للعدو الذي يستمر في المس بالحرم، الذي هو خط احمر". مع ذلك، في اعقاب تدخل وسطاء من مصر وقطر قرر منظمو المظاهرات الغاءها. وقد اوضحوا بأنهم قرروا ذلك مقابل محاولة الوسطاء زيادة عدد تصاريح العمل للعمال الفلسطينيين ووقف دخول اليهود الى الحرم.
حماس تجنبت منذ عملية حارس الاسوار في 2021 تنفيذ هجمات بالصواريخ على اسرائيل، ولم تشارك في المواجهات بين اسرائيل والجهاد الاسلامي خلال تلك الفترة، ضمن امور اخرى، بسبب الاعتبارات الاقتصادية. قرار الحكومة السابقة السماح بدخول العمال من القطاع الى اسرائيل للمرة الاولى منذ عقد تقريبا كان احد الاسباب الاساسية لسياسة حماس خلال هذه الفترة. الحكومة الحالية استمرت في هذه السياسة وهي الآن تفحص زيادة عدد العمال المسموح لهم بالدخول الى اسرائيل من 15 الى 20 ألف عامل في المرحلة الاولى. واذا تم الحفاظ على الهدوء سيزداد هذا العدد.
المبعوث القطري الى القطاع، محمد العمادي، اجرى مؤخرا اتصالات كثيفة في محاولة للتوصل الى حلول تعمل على تهدئة المنطقة. في الاسبوع الماضي بارك احد الانجازات التي سعى اليها. وحسب قوله: فتح مؤقت لحاجز ايرز من اجل عبور العمال من غزة الى اسرائيل في فترة الاعياد. في يوم الخميس اعلنت مجموعة الشباب الفلسطينيين التي قادت المظاهرات العنيفة عن وقفها بعد بضع ساعات من قيام اسرائيل بفتح معبر ايرز امام دخول العمال اليها.
"قطر عملت ونجحت في منع تدهور الوضع في القطاع من خلال التوسط والتوصل الى تفاهمات مكنت من اعادة فتح معبر ايرز امام العمال الفلسطينيين"، قال المبعوث القطري في الاسبوع الماضي. "الوضع في القطاع تدهور، ومواجهات اخرى ستزيد شدة الازمة الانسانية لمليوني فلسطيني يقعون تحت حصار اسرائيل غير القانوني. قطر لن توفر أي جهد لدعم الشعب الفلسطيني عن طريق الدبلوماسية وتطوير مبادرات الى حين تحقيق طموحاتهم في الدولة والازدهار".
مواصلة سياسة الحكومة السابقة في موضوع دخول العمال وامكانية القيام بخطوات اقتصادية اخرى لتحسين الوضع في غزة، تم القيام بها بدون معارضة الجناح اليميني برئاسة الوزراء بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. من غير الواضح اذا كانا سيستمران في دعم هذا الخط طوال الوقت، لكن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يتوقع أن يصمم على ذلك اذا تم طرح هذا الامر للنقاش في الحكومة، بسبب الرغبة في الحفاظ على الهدوء في القطاع الفلسطيني طالما أنه تجري الاتصالات مع السعودية. الرئيس الاميركي، جو بايدن، قال لنتنياهو في اللقاء بينهما في الاسبوع الماضي بأن منع التصعيد العنيف مع الفلسطينيين سيساعد الادارة الاميركية على الدفع قدما بالاتصالات مع الرياض. جهات رفيعة اخرى في الادارة الاميركية نقلت في الاشهر الاخيرة رسالات اخرى لاسرائيل ربطت بين الوضع مع الفلسطينيين وبين الاتصالات حول التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى.