هآرتس
اوري مسغاف 4/3/2018
كيف ينظر اليمينيون الجدد إلى المرآة؟ رئيس حكومتهم متهم بتلقي هدايا بمليون شيكل وبصفقات رشوة تساوي المليارات مع رجال أعمال في مجال الصحافة. اقرب المقربين – في هذه المرحلة هو نفسه ما زال بعيدا – متورطون بخيانة الأمانة المالية لأمن إسرائيل والتي تشمل تسلحا زائدا بثمن ضخم. عمولات وساطة هائلة وعلى الطريق مصادقة لتزويد مصر بغواصات متطورة. واليمينيون الجدد يردون التحية. ليس بخيانة للأمانة لا سمح الله بل فقط بثقة عمياء.
اذا نزل عشرة تدابير من النفاق إلى العالم اليمين الإسرائيلي الجديد يأخذ أربع الاف. وكأنه لم يتبق عظمة واحدة من الاستقامة او النزاهة في جسمه. هذا يمين بيبوي، شعبوي، بيروني. من المشكوك فيه أن يكون بالإمكان تسميته فاشي، الفاشية هي ايديولوجيا منظمة ومرعبة، مع قيم اساسية بالإمكان مناقشتها ويتوجب النضال ضدها.
لا يوجد لليمين الإسرائيلي الجديد اي قيم ثابتة. كل شيء في حالة سيولة. بنيامين نتنياهو ومحيطه غارقون في أربع تحقيقات جنائية خطيرة؟ هذا "حملة صيد وتشويه". عندما حقق مع ايهود اولمرت على مخالفات اقل من هذا بكثير كان يتوجب النضال ضد الرشوة.
اذا قيل انه تتزايد الاصوات الداعية لعزل نتنياهو؟ يقولون. "رئيس الحكومة يستبدل عبر صناديق الانتخاب؟ إذن ماذا لو أن غولدة مائير ذهبت بعد لجنة أغرانات، يتسحاق رابين ذهب في اعقاب حساب الدولارات وفي المرة الثانية بواسطة طلقات مسدس مع تشجيع من الشرفة، ومناحيم بيغين بتأثير من الاحباط، واولمرت في اعقاب التحقيقات. اولمرت نفسه الذي عرضت خطواته السياسية تحت غيمة التهم بانها غير شرعية، من قبل شخص يقوم وهو واقع تحت التحقيقات بقصف سوريا ويهدد إيران ويتجول في واشنطن.
عندما يتجند شهداء ملكيون ضد نتنياهو فإن مخصييه يسمونهم واشين. و "يهودا الإسخريوطي". هم أيضا ضد التسجيلات السرية، وحتى انهم ايدوا تمرير قانون بهذا الشأن. ولكن عندما تقوم القناة العاشرة بنشر تبادل رسائل قصيرة بين قاضية ونائب عام يخدم نتنياهو، فإن هذا حلالا تماما. اشخاص استثنائيين مثل يوعز هندل او إسرائيل هارئيل الذين لديهم ايديولوجيا وطنية – استيطانية ولكنهم يصرون على البقاء بشر، يسمون "يمينيين مدافعين عن حق الحيوانات الاليفة، الصارخين الذين يمارسون عكس هذه الامور يوصفون بتقدير "كواقعيين" الذين رأوا الضوء.
في اليمين الجديد أيضا انشأوا باحتيال قناة دعائية تلفزيونية توفر دخلا اضافيا لرجال دعاية ينشرون البشارة في منابر اخرى. البرنامج الاساسي سمي "الوطنيون"، على الرغم من أن نجومه يؤيدون الاحتلال ونتنياهو – العنصران الاساسيان اللذان يهدد بقاؤهما بتدمير إسرائيل.
اليمين الإسرائيلي الجديد بالرغم من سيولته وعدم استقامته، يؤيد بالطبع دونالد ترامب، الذي بنى رأسماله المالي والسياسي على الاحتيال كأسلوب حياة. هو يتماثل مع وطنيين، فاشيين ونازيين جدد في شرق اوروبا ووسطها باستثناء انكار الكارثة. هو يتطلع إلى فلاديمير بوتين. ويجد له حتى جريدة "برافده" خاصة به، بتمويل اموال المقامرات. وكما هي قصة حركة "اذا كان لديكم ارادة" المحرضة والمكارثية، والتي بوقاحتها سرقت اسمها من هيرتسل معتمدة على هبات النصارى المسيحانيين (الأفنجيليين).
في الاسبوع الماضي اعلنت الجريدة العائلية حربا مكشوفة ومباشرة ضد سلطة القانون. المفتش العام للشرطة صور في كاريكاتير كخياط سمين يخيط قضايا لنتنياهو. استطلاع خاص "اجري بين قارئي الجريدة العائلية" اظهر انه تضعضعت في اوساطهم الثقة بجهاز القضاء. بروفيسور للقانون، وعميد لكلية، تطوعا بكتابة ان "طواحين عدم العدالة تطحن سريعا".
على المستوى الوزاري، وزير الأمن الداخلي أعلن انه "يعطي دعمه للشرطة وكذلك لنتنياهو". "تناقض". وزيرة القضاء والتي قدسية الصهيونية والوطنية تملأ حلقها، ذهبت لاستيراد قضاة وعينت للمحكمة العليا محاضرة هاجر من هنا قبل 15 عاما وابنه لم يخدم في الجيش. نفاق إسرائيلي بالهام الدجال الاكبر، ملحد ينهي كل خطاب له بكلمات "بعون الله" بالرغم من انه ليس له ولا لمؤيديه له.