يديعوت آحرونوت
ناحوم برنياع 25/7/2022
تحرك أعضاء لجنة التحقيق في مصيبة ميرون في كراسيهم بعدم ارتياح عندما عرض عليهم نتنياهو مذهبه الإداري: رئيس الوزراء لا يعرف الا ما يرويه له مساعدوه؛ وعندما لا تكون معرفة لا تكون مسؤولية. اعتقد الكثيرون انه يهرب من الذنب، يتهرب ويتملص. اما انا فاعتقدت بان في هذه الحالة قال نتنياهو الحقيقة. لسانه وقلبه كانا متساويين. خسارة أن اللواء المتقاعد شلومو يناي، عضو اللجنة، لم يوسع اسئلته أكثر في هذه المسألة. نحن نعزو لرئيس وزرائنا قوى عليا، نمجدها وننتقدها. نحن نقلل جدا في البحث في مطالب المنصب، بحجمها وبجوهرها.
نتنياهو ليس رئيس الوزراء الاول الذي يثور على أن الناس يتوقعون منه اخذ المسؤولية عن مصيبة وطنية. سبقته غولدا مائير، التي بعثت بالصارخين على صور يوم الغفران الى الجنرالات الذين عملوا حولها، بالمدني وبالبزات العسكرية: دايان والون وبارليف، رئيس الاركان اليعيزر وجنرالات هيئة الاركان العامة (يقال في صالح مئير انها في اثناء الحرب اظهرت زعامة، عقل سليم وحصانة نفسية في الوقت الذي تفكك الجنرالات من خلفها. كانت لها مسؤولية عن القصور ومسؤولية لا تقل عن النصر).
بيغن هو الآخر لم يتطوع لاخذ المسؤولية: بعد سنة من توريطه إسرائيل في لبنان نبش بكلمات "لم اعد استطيع"، استقال واغلق على ذاته في شارع تسيمح. اما عبء الشرح فتركه للآخرين. مرت أربعون سنة منذ الحرب. . والسؤال ما الذي عرفه رئيس الوزراء وعلى ماذا كان مسؤولا . نتنياهو دحرج المسؤولية الى مساعديه: فقد رشحوا الكتب التي حذرت من المصيبة. الترشيح هو وظيفتهم، كما شرح. والا فان رئيس الوزراء سيغرق في التوجهات.
يخيل أن نتنياهو في هذا الموضوع ايضا يقول الحقيقة: الترشيح ("الفلترة" كما اسمى ذلك مشتكٍ منتظم في عهد ولاية رابين) هو شر لا بد منه. ما لم يسأله اعضاء اللجنة هو ماذا كانت عليه جودة اولئك المساعدين وما الذي فعلوه في الاخطارات التي تلقوها. رئيس الوزراء ليس مسؤولا عن كل مصيبة في الدولة، اما عن مساعديه فهو مسؤول. لقد حرص نتنياهو لسبب ما على أن يختار لنفسه مساعدين غير اكفاء. الكثير من الناس مروا في المكتب في الـ 15 سنة من ولايته: العائلة القيصرية بدلتهم كما تبدل الجرابات. معظمهم كانوا تعيينات فجة، منقطعين عن الواقع الاسرائيلي، يميلون الى التورط الجنائي وميالون للخيانة. مثل هؤلاء المساعدين غير قادرين على أن يعالجوا اخطارا امانيا حتى لو وضع تحت أنفهم.