دعوات لعدم التصويت لغانتس

هآرتس

بقلم: يونتان بن آرتسي

اضافة اعلان

على هذه الصفحات انتشرت في الأسابيع الأخيرة انتقادات ودعوات تطالب بعدم التصويت لوزير الدفاع ورئيس المعسكر الرسمي، بني غانتس. بعض هذه الانتقادات مصدرها ايديولوجي وبعضها يتعلق باستراتيجية سياسية. كلاهما لا يقوم على أي اساس أو منطق.
بنظرة ايديولوجية، داخل التركيبة المعقدة لحكومة التغيير، نجح غانتس في فرض عودة النقاش مع محمود عباس الذي كان مستبعدا من قبل كل المنظومة السياسية؛ وهناك من سيقولون بأنه "أعاد السلطة الفلسطينية من القبر". وهذا ما حدث.
غانتس أدار سياسة متزنة في يهودا والسامرة، وأمام الجريمة الوطنية المتطرفة تم تشكيل طواقم خاصة، عوائق كثيرة كانت تقف أمام الفلسطينيين تم رفعها ومن بينها التي عرضت غانتس للانتقاد مثل اعطاء بطاقات هوية لآلاف الأشخاص الذين كانوا يمكثون في يهودا والسامرة وقطاع غزة من دون بطاقات هوية. في قطاع غزة أعاد غانتس العمال واتبع سياسة جلبت الهدوء النسبي، سياسة تضعف حماس وتعزز السلطة. غانتس يتحدث مع من يمكن التحدث معه ويحارب من تجب محاربته.
داخل حكومة تمتد من اييلت شكيد وحتى راعم وميرتس، فلا شك أن غانتس قد وجد الطريق الصحيحة التي لم توجد في قضايا أخرى. غانتس أيضا ضرب بصورة شديدة بنيامين نتنياهو في الأماكن المؤلمة أكثر بالنسبة له، على سبيل المثال، في التصويت على قانون "من الزي العسكري إلى التعليم" و"الوقوف بثبات أمامه في قضايا الأمن". ولأنه جاء وهو لديه التجربة المطلوبة فان غانتس هو الشخص صاحب الوزن النوعي الأعلى الذي يمكن أن يقف أمام نتنياهو اليوم أيضا.
في النظرة الاستراتيجية – السياسية فان من لم يدرك أن غانتس هو الذي انقذ الدولة من استمرار حكم الفرد نتنياهو عندما دخل إلى الحكومة وأخذ ملف القضاء وحق الفيتو، كما يبدو هو ليس له أي صلة بالمنظومة السياسية. وسواء كانت هذه الخطوة صحيحة أو كانت خاطئة جدا فأنا اعتقد أن غانتس قد عمل بدوافع وطنية.
هذه الدوافع هي التي وقفت امام ناظريه عندما رفض، ويرفض حتى الآن، حل الكنيست بناء على طلب نتنياهو ليكون رئيس حكومة، وشاهد خصمه السياسي يئير لبيد وهو يدخل إلى مكتب رئيس الحكومة "دون أي تلاعب أو افخاخ". غانتس اثبت بدرجة معينة، مثل شعاره، بأنه بالنسبة له فإن إسرائيل هي قبل أي شيء آخر، حتى بثمن سياسي باهظ.
لكن هذه الانتخابات ليست على الماضي بل هي على المستقبل. وإذا نظرنا إلى الصورة الشاملة فسنرى أن دعوة المعسكر الرسمي "الآن غانتس"، هي الأمر الأكثر منطقية في الوقت الحالي. أمام من قاموا بانتزاع الشعار عن سيارة جدي اسحق رابين، والذين ربما سيدخلون في القريب الى السيارة المصفحة وسيضعون يدهم على مقود الامن، وأمام الوضع السياسي المعقد جدا والذي يمكن أن يتدهور بشكل كبير الى حرب الجميع ضد الجميع، فانه مطلوب شخص بالغ ومسؤول.
على خلفية تعزز البدائل على الخريطة السياسية غير المفهومة فان غانتس بالذات هو الخيار الصحيح لمصوتي الوسط – يسار الصهاينة. أنا اسمع تصريحات بأن غانتس سيذهب مع نتنياهو. وأنا أصدق بأن غانتس لن يفعل ذلك، وليس هذا فقط، بل أنا اعتقد أنه بالنسبة له لا يوجد في ذلك أي منطق، سياسي أو شخصي. ولكن بالأساس لا يوجد في ذلك أي منطق قيمي.
نحن أمام انتخابات مصيرية وإذا قمنا، لا سمح الله، بتمكين أشخاص قاموا بالتحريض ضد جدي قبل قتله من أجل السيطرة على مواقف قيادية، فإن كل المجتمع الإسرائيلي سيتضرر من الداخل، والأمن أمام الاعداء من الخارج سيتضرر ايضا.
بعد فترة قصيرة على حرب الأيام الستة قام رابين بالقاء خطاب في جبل المشارف قال فيه: "في جميع القطاعات تفوق قادة الجيش الاسرائيلي في جميع المستويات على قادة العدو، الجرأة والحكمة والاستعداد والقدرة على الارتجال والقلق على الجندي، وبالاساس السير الى الامام قبل المرؤوسين. كل ذلك ليس تكتيك أو أمور مادية، لا يوجد لها أي تفسير معقول إلا بمفاهيم الاعتراف العميق باخلاقية حربهم… وتسامي مقاتلينا، الذي ليس بفضل الحديد جاء، بل بفضل وعي رسالتهم السامية والاعتراف بعدالة قضيتنا والمحبة الكبيرة للوطن حتى لو كان بثمن التضحية بحياتهم. من حق شعب إسرائيل العيش في دولته بسلام وطمأنينة كشعب حر ومستقل".
الآن، طريقنا التاريخية تقف أمام الامتحان. وقد احسن جدي رؤية واقع 2022. دولة إسرائيل في 2022 هي عنيفة وخطيرة اكثر من أي وقت مضى. نحن نقف امام تهديد امني حقيقي، من الداخل ومن الخارج. في الوقت الحالي المجتمع الاسرائيلية يحتاج الى قيادة ثابتة ورئيس حكومة امني وله تجربة وموحد ومتزن ومسؤول.
أنا اؤمن ببني غانتس. ومثل جدي اسحق رابين فان غانتس هو سياسي أمني، رئيس للاركان ووزير دفاع. أنا سأصوت لغانتس لأنني أعرف أنه سيفعل كل ما في استطاعته من أجل دولة إسرائيل وأولادكم وأولادي.
سواء اتفقتم معي أم لا – اذهبوا للتصويت وخذوا معكم كل من تعرفونه وله حق التصويت. لا توجد لنا بلاد أخرى ومحظور أن نتوقف عن القتال من أجلها.