فرصة حماس

هآرتس

عميره هاس  19/8/2015

حماس التي أثبتت أنها تعرف كيف وتحب مفاجأة إسرائيل، لا سيما في المجال العسكري والدعائي، توجد لها فرصة جديدة لتفاجئ: يمكنها إظهار السخاء الخاص في موضوع المعتقل المفقود أبرا منغيستو. حماس تستطيع التمييز بين موقفها ومطالبها من حكومة إسرائيل وبين معاملتها لعائلة الأسير المتألمة. بداية وكتعبير عن التضامن مع الجمهور المقموع، تستطيع حماس تقديم المعلومات عن الشاب ووضعه الصحي، على أمل أن يكون أبرا حياً. والسخاء يمكن أن يكون الأداة التي من خلالها يمكن مقاومة الاحتلال.اضافة اعلان
معروف أن معاملة جلعاد شاليط اثناء أسره كانت جيدة. فحماس كانت تدرك أن الجندي في الأسر هو ذخر لها، لهذا اهتمت بتسليمه إلى اشخاص لم يقوموا بتعذيبه ولم يصبوا عليه جام غضبهم بسبب ما فعلته إسرائيل بشعبهم. نأمل أن تكون معاملة منغيستو بالمثل إذا كان على قيد الحياة، مع مراعاة صعوباته الخاصة. حماس تستطيع توفير فترة طويلة من التعذيب النفسي للعائلة وإطلاعها على جزء من المعلومات.
الفلسطينيون يعرفون الجوانب الفظيعة للإسرائيليين والنظام الإسرائيلي أكثر من أي أحد آخر. حماس هي حزب سلطة وتحب السيطرة، لكنها تتكون أيضا من أناس عانوا من القمع الإسرائيلي منذ العام 1948. الإغراء كبير في أن يكون الرد بالمثل، لكن الرد بالعين لن يُعلم الإسرائيليين أي شيء عن قمعهم، التي أثبتت أنها لن تغير سياستها.
وبالإمكان تجربة طريقة أخرى معاكسة. حماس أثبتت أكثر من مرة أنها تختص وتهتم بما يحدث في المجتمع الإسرائيلي، وهذه فرصة لتطوير هذه المعرفة وترجمتها إلى فعل ميداني. اليهود من أصل اثيوبي هم مجموعة مضطهدة في الدولة التي جاءت بهم إلى هنا لتقوية الشرعية الدينية لوجودها، والفرضية تقول إنه لو لم يكن شاب أسود لكانت إسرائيل تصرفت بتصميم أكبر لإطلاق سراحه. اذا كان هذا صحيحا أم لا، فان حماس تستطيع استخدام هذه الفرضية لمراعاة الوضع الصعب لعائلة منغيستو.
يمكن لحماس أن تستخدم حقيقة أنه في إسرائيل توجد آذان صاغية للادعاءات عن وجود عنصرية داخل المجتمع الإسرائيلي ضد مجموعات يهودية غير متنفذة. ويمكنها ايضا استخدام التمييز التصحيحي، وتقوية عائلة منغيستو من خلال المعلومات. وبالتالي منع الطائفة الاثيوبية من معاملة الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم كأعداء لهم – مثلما فعل اللوبي القوي لإطلاق سراح شليط. فإذا حصلوا على معلومات دقيقة فإن الطائفة الأثيوبية وعائلة الاسير المفقود، والذين يؤيدونهم في المجتمع يستطيعون تقديم طلبات أكثر وضوحا للحكومة.
لقد أظهرت حماس أكثر من مرة أنها تهتم بما يقولونه ويفكرون فيه في إسرائيل، وقد أعلن ممثلو الحكومة أنه بخلاف جثتي الجنديين في أيدي حماس، فإن إسرائيل لن توافق على أن يشكل المواطنون ورقة الضغط من أجل صفقة جديدة. هذه هي فرصة حماس للتشويش على المواقف المسبقة للجمهور الإسرائيلي، فهي يمكنها التوجه إلى العقل المباشر وأن تفرض على الإسرائيليين أن يسألوا حكومتهم عن استعدادها للتفاوض على إعادة الجثث، وعدم استعدادها للتفاوض على من هم أحياء وليسوا جنوداً.