إسرائيل هيوم
بقلم: عوديد غرانوت
الاستقبال للرئيس بايدن في المطار في جده لم يشبه في شيء العناق الحار الذي تلقاه في مطار بن غوريون. موظفان سعوديان فقط، حاكم محافظة مكة وسفير المملكة في الولايات المتحدة انتظراه أمام مدرج الطائرة، واستغرق الأمر دقيقتين فقط الى أن دخل الليموزين. ولي العهد المشهر به في واشنطن انتظره في القصر في مد قبضة عبر أكثر بكثير من الخوف من العدوى بالكوفيد.
في بيان مشترك للدولتين جرى الحديث عن الحاجة لمنع ايران من نيل سلاح نووي ومنع استمرار تفعيل وكلائها للتآمر وللإرهاب في المنطقة. كما تضمن البيان وعدا أميركيا صريحا لمساعدة الرياض وتوفير كل الوسائل العسكرية اللازمة لها لاجل الدفاع عن اراضيها. ظاهرا، ما الحاجة لأكثر من هذا؟
غير أن ثمة سببين أساسيين جعلا حتى الزيارة الرئاسية في جدة والوعود التي صدرت في اثنائها لم تنجح في ان تبدد تماما البرودة في العلاقات السعودية – الأميركية. واحد يتعلق بقتل الصحفي خاشقجي الذي يواصل القاء ظلاله على العلاقات. حسب السعوديين شرح ولي العهد للرئيس بان لكل دولة يوجد "سلم قيم" خاص بها – بديل لغوي اديب لطلب "كفوا عن مضايقتنا بحقوق الإنسان".
السبب الآخر للبرودة تجاه واشنطن والتي تتشارك فيها السعودية ومعظم الزعامة العربية التي اجتمعت في جدة أول من أمس ينبع من الاحساس بأنه لا يمكن الاعتماد على وعود الولايات المتحدة. فقد رأوا الانسحاب المفزوع من افغانستان، غياب الرد في واشنطن على الإصابات القاسية التي تسببتها إيران بمنشآت النفط في السعودية وفي ميناء الإمارات، التجلد الأميركي على الهجمات حتى على القوات الأميركية في سورية من قبل الميليشيات المؤيدة لإيران، وأخيرا هم خائبو الأمل من إصرار البيت الأبيض على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران دون أن يطرح عليها خطوطا حمراء.
الاستنتاج: حتى بعد هذه الزيارة ستحتاج واشنطن الى عمل كثير كي تقنع شركائها العرب في الشرق الاوسط بان بايدن مصمم بالفعل، مثلما قال في إسرائيل، على معالجة إيران وملء الفراغ الذي سمح بتسلل روسيا والصين إلى المنطقة. ليس مؤكدا ان ينجح.
حتى ذلك الحين سيواصل السعوديون والخليجيون التنسيق مع الروس بأسعار النفط سيرفضون شجب غزو بوتين لاوكرانيا، سيتاجرون مع الصينيين، سيرفضون مفاوضات مع طهران على ترميم العلاقات وسيعارضون الانتماء العلني الى محور مناهض لإيران في الشرق الأوسط.
واضح أن التخوف من إيران قائم وملموس ويربط بين معظم مشاركي القمة في جدة.
في الوقت الذي يعود فيه بايدن إلى واشنطن من جده، يعد الرئيس بوتين لزيارته القريبة إلى طهران. درة التاج ستكون بيع مئات المسيرات الهجومية من إنتاج إيراني إلى روسيا. في إسرائيل اثاروا الخوف من أنه اذا اخرجت هذه الصفقة الى حيز التنفيذ فستحاول روسيا "اثابة" الإيرانيين بتقييد الهجمات الإسرائيلية في سورية. وهنا ايضا سيقف في الاختبار وعد بايدن لصد الروس في الشرق الأوسط.