يديعوت أحرونوت
يوعز هندل 10/11/2015
الرئيس أوباما ليس لاساميا. بعيدا عن ذلك، فهو صديق العديد من اليهود في الولايات المتحدة ولهذا يصعب عليه أن يفهم ما هو هذا الاهتمام الذي لدينا بالدولة القومية. وهو لا يكره إسرائيل، بل يؤمن بانه فقط لو كانت إسرائيل تريد، فقط لو كان نتنياهو يقرر، لكان ممكنا صنع السلام ليسجل في صفحات التاريخ. مسألة ايمان.
أوباما ليس مسلما، انه ببساطة ليبرالي متطرف يؤمن بالخير الذي في الانسان، في أن الجميع يمكنهم أن يكونوا هكذا. عندما تحدث في بداية ولايته الأولى في جامعة القاهرة عن حقوق الإنسان وعن الاسلام كدين السلام، قصد ذلك من كل قلبه. ولهذا فقد سعى لان يحتوي، لان يمتنع عن الاحتكاك، لان يتقرب. ليس هذا ذنبه في أنه بعد سبع سنوات انقلبت القاهرة مرتين، ذبح منذئذ مئات الآلاف، تنظيم لمتعطشي الدماء باسم "داعش" يقطع الرؤوس ويصفي (هكذا في الفظيعة الاخيرة) 200 طفل كي يوجه رسالة.
أوباما ليس غبيا، وكذا ايضا وزير الخارجية كيري. فقد وقعا على الاتفاق النووي مع الحكم الإيراني بعد أن قررا بانه حان الوقت للتخلي عن المسرحية. لم يكن للولايات المتحدة أي نية لهجوم عسكري على ايران – لا في عهد بوش وبالتأكيد ليس في ولاية أوباما. كل ما تبقى هو ايجاد السلم للنزول عن الشجرة. بعد افغانستان، العراق والظل التاريخي لحرب فيتنام، لم يتبق للأميركيين أي شهية لحروب كبرى وبعيدة. لاوباما، منذ اليوم الاول في منصبه، بعد جائزة نوبل للسلام، لم تكن أي نية للخروج الى الحروب.
ليس ثمة أي شيء يأتي بالصدفة في القرارات التي اتخذها اوباما منذ انتخب لمنصبه، ليس ثمة أيضا أي شيء مفاجئ. مثل فرانك سيناترا، فعل ذلك بطريقته حتى عندما وقف الإسرائيليون في طريقه. ها هو الفرق كله بين واشنطن والقدس: قانون الصدف.
في إسرائيل تنشأ الحروب بالصدفة، الموظفون الكبار يعينون بطريقة "صديق يجلب صديقا"، الوزراء يتغيرون بين اليوم والغد والحكومات تسقط على نحو مفاجئ. اذا ما سقط احد الصواريخ الطائشة التي تسقط هنا وهناك في النقب لا سمح الله على روضة أطفال، فستندلع حملة عسكرية. اذا ما انتهت عملية واحدة بسفك دماء كبير، فان الاستراتيجية ستتغير. القرارات تصعد وتسقط بسرعة البوست على الفيس بوك. نسبة غير المرتقب تفوق المرتقب. ليس في أمريكا. ليس لدى اوباما. هناك الامر معاكس: ليس ثمة أي شيء صدفة في الاتفاق مع إيران، ليس ثمة أي شيء عاطفي أو متسرع بالنسبة لإسرائيل، توجد فقط مصالح. دوما كانت فقط مصالح.
بعد سبع سنوات في البيت الابيض يخيل ان لقاء أمس بين نتنياهو واوباما كان الأول الذي تذوق فيه الرجلان من شجرة المعرفة. لا فرحا مثل نزع الشك، يقال عندنا. مشكوك اذا كان الفرح هو الوصف السليم للقاء أمس، ولكنه بلا شك تم بعد مسيرة طويلة من نزع الشكوك. فلو كان نتنياهو اعتقد ان الامريكيين سيقومون نيابة عن اسرائيل بالعمل ازاء إيران فقد اكتشف أن لا. واذا كان اعتقد بان ارادات إسرائيل او السعودية في الصراع مع إيران مهمة، فقد اكتشف بان ما هو مهم هي مصالح الولايات المتحدة.
نتنياهو لا يستطيب اوباما، والرئيس الامريكي لا يستطيبه. هذه حقائق الحياة. والاجوبة على الاسئلة من المذنب ومن بدأ ليست بهذه الاهمية. فها هو الرئيس بوش استطاب اولمرت ورغم ذلك في 2007، عندما جاء اليه اولمرت ودغان مع فكرة الهجوم على المفاعل في سورية، بعث بهما الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبتعبير آخر: القى بهما كي يتدبرا نفسيهما بنفسيهما. الاستطابة ليست القصة في واشنطن، وكذا هو ايضا العداء المتبادل.
وبالنسبة للفلسطينيين ايضا، لم تتبق شكوك. فلو اعتقد اوباما بان نتنياهو يخطط لخطوة بعيدة المدى للسلام، فقد فهم منذ الان بان هذا لن يحصل لديه. فجولات المفاوضات التي اديرت مع الفلسطينيين في السنوات السبع الاخيرة كانت مصادفة بالضبط مثل الحروب معهم. نتنياهو يقول "دولتين للشعبين" ويشدد على دولة فلسطينية مجردة، ولكنه يقصد صيغة مختلفة تماما عما يقصده اوباما.
العلاقات بين الرجلين مهنية وأديبة، قال السفير شبيرو. وبكلمات اخرى: لا توجد قصة غرام، لا توجد مصالح كبرى يمكن الاتفاق او الشقاق عليها. تبقى المسرحية.