ليس ناجحا إلى هذا الحد

هآرتس

درفيف دروكر   25/7/2016

اعتاد موشيه يعلون على هذه المكالمات الليلية من رئيس الحكومة. في منتصف الليل تقريبا، مكالمة من بيت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. مرة يطلب اغلاق صوت الجيش. ومرة غاضب بسبب قضية اليئور أزاريا: "أنت لا تعرف ما الذي يحدث في الشبكات الاجتماعية"، قال ليعلون الذي تساءل بشكل مؤكد بينه وبين نفسه من الذي قال لنتنياهو في هذا الوقت المتأخر من الليل عما يكتبون في الفيس بوك.اضافة اعلان
لقد قيل الكثير عن هوس نتنياهو تجاه وسائل الاعلام. فقط شيء واحد ينسون الحديث عنه وهو مستوى النجاح المُهين له في معظم مبادراته الاعلامية. منذ سنوات ونحن نسمع أن نتنياهو سيلغي بند الملكية في وسائل الاعلام من اجل تمكين صديقه شلدون أدلسون من ملكية، ليس فقط صحيفة، بل أيضا محطة تلفاز. وهذا لم يحدث. وأنا لا أذكر عدد المكالمات التي حصلت عليها في السنوات الاخيرة من اشخاص قالوا لي إن الامر انتهى وإنني انتهيت، وعما قريب سيتم شراء القناة 10 من أحد المليونيرات المقرب من بلفور، وسيتم قطع رأسي.
كل تعيين جديد في القناة 10 ترافقه الشائعات حول صفقة مشكوك فيها مع رجال نتنياهو. وقالوا إن نتنياهو يريد تفكيك القناة 2، والقضاء على شركة الاخبار. وسيقوم بترتيب شركة اخبار للقناة 20، ويغلق صوت الجيش، وقناة الكنيست ستذهب لشاؤول الوفيتش، صاحب الاموال المقرب. الذي قيل مائة مرة إنهم سيعطونه طريقا لموقع "واللاه"! وأن لديه ترخيصا لمحطة كوابل أو محطة اقمار صناعية، وحتى الآن لم يحدث أي شيء من ذلك.
أريد التقليل من خطورة التهديد. من الواضح أن رئيس الحكومة ما يزال مستعدا للذهاب بعيدا من اجل ضمان مواقع له في وسائل الاعلام – ما يحدث الآن حول التأجيل بصعود اتحاد البث الحكومي إلى الشاشة هو مثال فقط – لكن الضرر الذي أصاب وسائل الاعلام الآن ليس بسبب أفعال نتنياهو، بل بسبب الخوف من افعاله في المستقبل. بوادر حسن النية الصغيرة من "ريشت" في القناة الثانية، البث الجبان للردود الطويلة التي يصدرها مكتب رئيس الحكومة على كل خبر يتعلق به. الخوف من نشر التحقيقات ضده، ويجب الاعتراف – أيضا السلوك الخائف قليلا لرؤساء اتحاد البث الحكومي في كل ما يتعلق بمهمة اقامة الـ بي.بي.سي الإسرائيلية. كل ذلك ينبع من مخاوف الاعلاميين الذين تأسسوا على الاوصاف لنهاية العالم حول نوايا نتنياهو القادر على كل شيء. إنه ليس قادرا عن كل شيء، بل هو بعيد عن ذلك. بث الاتحاد لن يتأجل مثلما أراد ولن يتم اغلاق صوت الجيش بشكل سريع والقناة 10 حرة أكثر من أي وقت مضى.
هناك أيضا مبالغة كبيرة في وصف الاخطار الكامنة في توصيات لجنة فلبر، التي بغطاء من نتنياهو، يفترض أن تحدد توصياتها المستقبل القريب للتلفاز. التقرير يعكس بمصداقية الموقف الاقتصادي لنتنياهو والذي يقضي بتقليص التدخل من اجل مصلحة المنافسة وكنتيجة للمستهلك أيضا. إذاً، إن تقليص مستوى الدخول إلى وسائل الاعلام الالكترونية ليس بالضرورة أمرا سيئا. ولن يحولنا خلال يوم إلى ايطاليا، وأنا لست على قناعة بأن ذلك سيقضي على القناة 2 والقناة 10.
هناك مشكلة في التوصيات، لا سيما في موضوع واجب نشر البث النوعي، ويمكن أن نتنياهو معني بذلك للاسباب الغير صحيحة، لكن ليس هناك يقين بأن ما يريده هو الذي سيكون.
الكثيرون لا يعرفون أنه إلى جانب العداء الذي يظهره نتنياهو لوسائل الاعلام، هو يستثمر الكثير من الوقت في الارشاد والنقاشات مع الصحافيين، ليس فقط المراسلين السياسيين، بل أيضا المراسلين العسكريين ومحرري الاخبار الخارجية والمراسلين الجنائيين والمذيعين. عندما تنظرون إلى المشاركين في برامج الاخبار في مساء يوم الجمعة في التلفاز، فاعلموا أن نتنياهو قد تحدث مع اربعة من الاشخاص الذين يجلسون هناك. هل تساعد هذه الارشادات نتنياهو على تغيير اللهجة نحوه؟ لنقل إنها تساعده تقريبا بالقدر الذي تساعده محاولته لتغيير الـ دي.ان.ايه الانتقادي لوسائل الاعلام الإسرائيلية.