هآرتس
بقلم: باري دنينو
5/3/2023
الأربعاء الماضي، قمت بزيارة حوارة مع طاقم العيادة المتنقلة لـ"أطباء من أجل حقوق الإنسان". من الجيد أننا أسرعنا وتمكنا من الوصول لأنه في اليوم نفسه، قال الوزير في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموتريتش "إن قرية حوارة يجب محوها". حوارة لم تمح حتى الآن. ولكن حسب المشاهد، فقد رأينا مذبحة نفذها فيها مئات من إخوتي اليهود قبل ثلاثة أيام، عندما نزلنا من السيارة، فإن رائحة الحرائق كانت ما تزال في الهواء، زجاج نوافذ البيوت المدمرة ذكرت بصور في أماكن أخرى، الدمار في الشارع الرئيسي أوضح أن هناك من أخذوا بجدية التوصية بـ"محو القرية".
في محادثة مع نوال الضميدي (78 سنة) في صالون بيتها، بعد الصعود على الدرج ووجود الزجاج المهشم؛ حيث من الشرفة كان يمكن رؤية شظايا الزجاج والحجارة التي تم رشقها قبل ثلاثة أيام، هناك سمعنا كيف أنها كانت محتجزة في بيتها ليومين لأن البوابة الرئيسية انصهرت بسبب النار. الجيران قاموا بإلقاء رغيف خبز لها من النافذة. "لقد شهدت حرب 1967 والانتفاضات، لكني لم أشهد ولم أر في حياتي مثل هذه الأحداث"، قالت. "نحن تعودنا العيش مع هذا التنكيل للمستوطنين الذين يأتون بشكل ثابت مرة كل شهرين. هذه المرة كانت الأبعاد والدمار مختلفة. حتى لا تخطئوا، أنا لن أترك هذا البيت حتى لو أنني مت من أجل الحفاظ عليه".
بعد جولة قصيرة وصلنا كالعادة الى المدرسة المحلية. عشرات المرضى من القرية كانوا بانتظارنا. لا يوجد تعليم منذ ثلاثة أيام في حوارة. نوم الكثير من الأطفال في المكان كان مشوشا. هم يستيقظون بسبب الكوابيس. والعودة الى روتين الحياة تتأخر. بتعليمات من الجيش تم منع فتح المحلات وفي الشارع الرئيسي يوجد نوع من حظر التجول -على طول الشارع تم توزيع مواقع للجنود الذين يحملون السلاح المصوب. في الجيش الإسرائيلي قالوا إن قائد المنطقة الوسطى سيقرر إذا كان سيمدد أمر الإغلاق طبقا لتقدير الوضع.
العمل في العيادة المتنقلة لا يعد مثل العمل في العيادات الأخرى. بعد كل يوم طبي كهذا أنا أعود متعبا جسديا ونفسيا أكثر من أي يوم عمل عادي في المستشفى. طاقم العيادة تضمن في هذه المرة طبيبا للأطفال وأطباء عائلة وخبراء في القلب والجراحة والألم والعظام والعلاج الطبيعي. الجميع كان لهم عمل، لكن يبدو أنه أكثر من أي شيء آخر، كان ينقص حوارة الدعم النفسي الذي يمكن من التنفيس وعلاج الصدمة التي مرت على الأطفال والنساء والرجال في المكان.
أيضا في عيادة العظام التي معظم من يتوجهون اليها يشتكون بشكل عام من الألم في الظهر والركب، الأجواء كانت مختلفة. مثلا، أثناء وصف م. (67 سنة) لألم الظهر، ذكر زوجته وبيته الذي قاما ببنائه معا، بعد ذلك، من دون أي صلة، أمسك برأسه بيديه والدموع في عينيه، وقال إن ما شاهده قبل ثلاثة أيام يستمر في ملاحقته. اللهيب وصراخ النساء، صوت إطلاق النار، بكاء الأطفال "كل هذا يرجع لي"، قال وهز رأسه. في الغالب كان يبدو أن الأمر يتعلق برد فعل ما بعد الصدمة، وأن ألم الظهر هو مشكلة ثانوية. عيادة العظام المكتظة، أكثر من 30 مريضا في أقل من أربع ساعات، ليست المكان المثالي لمعالجة مثل هذه الصدمة. ولكن في ظل غياب خدمات الدعم النفسي في المكان، أنا وانتصار التي ساعدت في الترجمة بقينا هناك لوقت أطول.
خلافا لمعظم القرى التي نقوم بزيارتها في أيام السبت الطبية في مناطق ب، هناك المسؤولية المدنية للسلطة الفلسطينية، فإن حوارة توجد في مناطق ج، التي هي تحت السيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية. الحكومة الحالية التي فشلت في الحفاظ على حياة هيلل مناحيم ويغيل يعقوب يانيف فشلت أيضا في الدفاع عن سكان حوارة. أعضاء الائتلاف، الذين يريدون "محو قرى" يرون بعين راضية نتائج أعمال الشغب و"امتنعوا عن إدانة أعمال الشغب"، حتى الآن لم يدركوا ثقل المسؤولية والقوة التدميرية للأقوال. يجب عليهم التعلم من رئيس الأركان ومن قائد المنطقة الوسطى بأنه من خلال تصريحاتهم في الفترة الأخيرة تحملوا المسؤولية. نوال الضميدي ستهتم بإصلاح الزجاج المهشم وإصلاح القضبان، لكن في نهاية المطاف، فإن المسؤولية عن سلامتها ملقاة علينا.