مرة أخرى تلون بريطاني تجاه إسرائيل

اسرائيل هيوم

 ليتال شيمش

 هذه القصة لم تنشر في العناوين الرئيسة في اسرائيل، لكنها أحدثت ضجة كبيرة في بريطانيا: رجال وحدة الخدمات الجوية الخاصة في بريطانيا مشبوهين بـ 52 حادثة قتل بدم بارد لمواطنين افغان غير مسلحين. وحسب الاشتباه فان رجال الوحدة قاموا بقتل مواطنين اثناء اقتحام منازلهم، وتركوا السلاح بجانبهم من اجل تشويش الآثار وخلق الانطباع بأنهم كانوا من مقاتلي طالبان قاموا باطلاق النار عليهم. ويضاف الى ذلك موضوع اخفاء الأدلة، وتقييد المواطنين الابرياء وتزوير التقارير الكاذبة.اضافة اعلان
مجلة "تايمز" تقول إن الجنود تبنوا سياسة "اطلاق النار من اجل القتل"، وليس هذا فقط، بل في حالات كثيرة كان الحديث يدور عن معلومات استخبارية خاطئة. تحقيق الشرطة العسكرية يستمر منذ أكثر من عامين، وسعت حكومة بريطانيا حتى الآن الى اخفاء تفاصيل التحقيق عن الجمهور وعن الرأي العام العالمي. وتعتبر هذه التحقيقات من أكبر التحقيقات في الدولة، لكن وزارة الدفاع البريطانية طلبت من المحققين انهاء التحقيق حتى الصيف، وبدل التحقيق في 52 عملية قتل، اصبح التحقيق يقتصر على حادثة واحدة فقط. كم يعتبر هذا مريحا.
وقد قال مصدر عسكري لمجلة "تايمز" إن وزارة الدفاع البريطانية أرادت عدم تسرب تفاصيل التحقيق الى وسائل الاعلام من اجل عدم الاضرار بأمن الدولة، وثقة الجمهور أو العمل مع حلفاء آخرين. وفي الوقت الذي تكثر فيه بريطانيا من انتقاد اخلاقيات الجيش الاسرائيلي، وتقوم بتمويل الكثير من المنظمات التي تندد باسرائيل – يتصرف الجنود البريطانيون حسب الاشتباه، بطريقة اخفاء الحقائق. وفي السنوات الاربعة الاخيرة تم اعطاء الاموال، مباشرة وغير مباشرة، من الحكومة البريطانية لجمعية "غيشاه" التي تعمل من اجل حقوق الفلسطينيين. وقد وصل المبلغ الى مليوني شيكل. المديرة العامة لـ "غيشاه"، شاركت مؤخرا في مؤتمر بي.دي.اس في الامم المتحدة.
ويشير التقرير ايضا الى أنه في السنوات الثلاثة الاخيرة تم منح مليوني شيكل لـ "القدس السفلى" مباشرة من قبل السفارة البريطانية، لمتابعة ما يحدث في القدس. وتم اعطاء ملايين الشواقل ايضا لـ "يوجد حكم" و"نحطم الصمت". ويمكن اضافة موضوع التمويل البريطاني لمجلس اللاجئين النرويجي الذي يحاول التأثير على سياسة اسرائيل وتجاوز الأطر الديمقراطية في اسرائيل. بعض المنظمات المشاركة في هذه المبادرة طلبت بشكل علني تشديد المقاطعة لاسرائيل. ومن المهم القول إنه يتوقع من الجيش الاسرائيلي أن يحقق ويعمل حسب قوانين الحرب وحسب معاييره الاخلاقية. ولكن يبدو أن هذا السلوك في اوساط الجيش البريطاني لم يكن سيمر في البرنامج اليومي هنا. وأنه لن يتم كنسه تحت السجادة من قبل الجيش والدولة. حدثونا اذا بالمزيد عن الدولة الاخلاقية التي تقود معظم الدعاوى المقدمة ضد الجيش الاسرائيلي، وتمول بالملايين المنظمات المعادية لاسرائيل. هكذا بالضبط يظهر التلون في اصعب صوره.