نتنياهو يضع أصبعا بعين بايدن

هآرتس -(الغد)
هآرتس

بقلم: يوسي فيرتر    6/6/2023



تعيين مراسل القناة 14 جلعاد تسفيك كمستشار اعلامي في مكتب رئيس الحكومة هو احد اعراض ظاهرة خاصة ببنيامين نتنياهو: استخدام وسائل الاعلام التي يسيطر عليها الممأسسة والحزبية (التي يصعب التمييز بينها). وهذا نوع من الدمج بين الخدمات والمكافآت.اضافة اعلان
  انتقال البيبيين من أحد اطراف الشاشة أو الصحيفة أو تويتر الى اروقة الحكم يذكر بتوزيع الادوار في طائفة مغلقة. البوابة الدائرية ترفع الخدم ليصبحوا من المقربين وتسمح لحملة البشرى المسممة بأن يصبحوا جزءا من الآلة التي تنتجها. المتملقين له ومن ينشرون رسائله يكسبون في نهاية فترة اثبتوا فيها بدون أي مجال للشك الولاء والاستعداد للغوص في وحله وروثه وقطرانه هو وزوجته، هدية كمكافأة، سواء في حزبه أو في مكتبه. على الاغلب بغض النظر عن مؤهلاتهم أو ملاءمتهم،مثلما قال نتنياهو ذات مرة عن الفلسطينيين "اذا اعطوا فسيأخذون".
 بوعز بسموت وغاليت دستل اتبريان وبدرجة معينة تالي غوتلب يمثلون القسم الاول. كنيرت بروشي وايرز تدمر، الذي يفحص تعيين رؤساء تحرير الاعلام الوطني، والمتحدث الجديد بلسان الليكود غاي ليفي والآن تسفيك، يكملون المعادلة. يمكن اضافة الى هذه القائمة يعقوب بردوغو الذي قال بأنه حصل من نتنياهو على عرض لتعيينه وزيرا للاعلام.
 تسفيك، الذي نشر عن تعيينه أول من أمس للمرة الاولى في "هآرتس"، هو مزود دعاية قديم لنتنياهو وزوجته ويصفي الحسابات من قبلهما وبرغي نشط بشكل خاص في ماكينة السم. كرئيس مكتب "التحقيقات" في قناة العائلة نشر على سبيل المثال قصص قذرة عن الزوجين غئولا بن ساعر وجدعون ساعر اللذين يكرههما نتنياهو. هو فعل ذلك، لكن حسابه في تويتر مليء بالتغريدات المهينة للرئيس الاميركي جو بايدن، التي سماه فيها بأنه "غير كفؤ" و"لا يتحدث بشكل مستقل". وقال عنه بأنه "يدمر الولايات المتحدة". تصريحاته الاخرى تضعه في مركز منطقة الصيد، التي اصبح فيها اليمين العميق لبيبي يشبه عش الوقواق لترامب وبوتين وأمثالهما.
 وقد قام بنشر مقالات لها طابع عنصري عن السود في اميريكا وقال إن ضابطا رفيعا في جيش اوكرانيا يضع وسام نقشت عليه اشارة الصليب المعقوف (الامر غير الصحيح بالطبع). يبدو أنه لا توجد نظرية مؤامرة هستيرية لاتباع ترامب لم يشارك فيها تسفيك ولم يؤيدها، مثلا حول احداث "سرقة الانتخابات" في 2020. أمس بعد أن طفا الروث على سطح الماء غرد تسفيك بذعر وقال إن هذه ليست مواقفه. فهو قد تاب. من المهم أن من قام بالتغريد لم يكلف نفسه عناء اشراك متابعيه بمواقفه الجديدة حول كفاءة بايدن مثلا.
 حتى في العصر الذي فيه كل شيء غبي وسطحي فان تسفيك هو نموذج غير عادي. ومن قام بتعيينه لاسباب غير واضحة، التي ربما تكون متعلقة بالابن الذي يعيش في المنفى وراء المحيط. في الفترة التي يتوسل فيها رئيس الحكومة من اجل الحصول على دعوة من البيت الابيض، يقوم بدس اصبع في عين الادارة الاميركية والرئيس الاميركي. ما هو المنطق في ذلك؟.
 صحيح أن الاشخاص الجديين والعقلانيين يبتعدون عن هذا المكتب مثل الابتعاد عن شخص مصاب بالصرع منذ سنوات. لا يوجد امام نتنياهو أي خيار باستثناء اخراج رجاله من قعر البرميل. مكتب رئيس الحكومة لم يكن في أي وقت ضئيل ومتهاوي ويتكون فقط من اشخاص مستخذين مهنيا، والاستخذاء هو عقيدتهم.
 في هذه المرة، لا سيما امام الولايات المتحدة، فان هذا يشكل شهادة اخرى على فقدان القدرة على التقدير من قبل الشخص الذي يقوم بالتعيين. فتعيين شخص كهذا كمستشار اعلامي لرئيس الحكومة هو مثل تعيين المراسل العسكري للقناة 14، هيلل بيتان روزن (الذي نشر توقعات قبيحة عن ظروف قتل الجندي والجندية على الحدود مع مصر)، كمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. حسب تعبير تسفيك يمكن السؤال هل نتنياهو يقوم بتعيين أشخاص في مكتبه بصورة مستقلة وتلقائية.