قرار بلدية تل أبيب منع إقامة صلاة يوم الغفران في ميدان ديزنغوف مع حواجز هو قرار بائس. مؤسف أكثر حسم المعركة في عدم التدخل بالقرار. مؤسف منها جميعا هو اختيار دمج الكفاح العادل ضد الثورة القضائية في مظاهرة ضد الصلاة ومحاولة تشويشها. وكمن يشارك بشكل دائم في المظاهرات ضد الثورة القضائية علي أن أقول بأسف لرفاقي في الاحتجاج ليس هذا هو الطريق.
قرار المحكمة اشكالي لثلاثة أسباب. أولا هو يمس بالحق في حرية الدين. الصلاة الجماعية في يوم الغفران يصعب عليها أن تنطوي في داخل الكنيس ومن هنا الرغبة لاقامتها في المجال المفتوح. اما منع الصلاة مع فاصل، كما هو دارج حسب الفقه اليهودي، فمثله مثل منع الصلاة لذاتها عن الكثيرين المعنيين بالصلاة في يوم الغفران. ثانيا، هو يمس بالحق في المساواة. فكيف يمكن أن يسوى فرض الحظر على صلاة يوم الغفران بفاصل في ميدان ديزنغوف مع إعطاء إمكانية للمسلمين بالصلاة بفاصل في حديثة تشارلز كلور؟ ثالثا، القول إن الفصل بين الرجال والنساء عند الصلاة هو اقصاء للنساء يخلق نزعة شرعية عن الجمهور الديني والتقليدي الذي يتوجه الى الكنس. يقال على الفور، بشكل عام نصب الفواصل بين الجنسين هو ممارسة مرفوضة لا ينبغي احتواؤها. لكن الفصل بين الجنسين في وقت الصلاة هو احد الاستثناءات التي تعتبر شرعية. لو كان يعتبر فعلا تمييزيا، لكان من الجدير ان يمنع أيضا داخل الكنس.
لا يمكن الهروب من الاستنتاج بان الحديث لا يدور عن نزاع قضائي عادي بل عن ان المجتمع الإسرائيلي علق في حرب شاملة للمتدينين مقابل العلمانيين، اليهود مقابل الديمقراطيين. هذه نتيجة الثورة القضائية التي ايقظت كل الشياطين من سباتها. لسنوات مرت الصلوات الجماعية التي كانت في ديزنغوف بلامبالاة. اما هذه السنة فقد فقدنا القدرة على أن نتبنى مواقف مركبة ومتسامحة. التطرف يغذي التطرف، والمركز المتوازن يخرج خاسرا.
في خلفية الأمور يقبع التخوف من ألا تكون الصلاة الجماعية في ديزنغوف سوى مرحلة أولى في خطة شاملة لحمل تل أبيب كلها على التوبة. ومع أنه لا ينبغي الاستخفاف بهذا التخوف، يجدر ان نمتنع عن إدارة نزاعاتنا العامة من خلال حجج "المنزلق السلس" التي تعمل في الاتجاهين. فهي تدفعنا لان تقودنا مخاوفنا العميقة من الغير. هذه استراتيجية سيئة. ليس لان المنزلق ليس هنا بل لأننا نحتاج الى رأب الصدوع الاجتماعية وتخفيض مستوى اللهيب.
الثورة القضائية تهدد بتمزيقنا اربا. الى جانب الرغبة في منع استمرارها علينا أن نفكر أيضا كيف نرمم المجتمع الإسرائيلي من حطامه ونتعلم من جديد كيف نعيش معا. نحن بحاجة الى زعامة مسؤولة، حكيمة ومتوازنة، وليس الى زعامة "محقة بكل ثمن"، يغريها سكب المزيد من الوقود على النار التي تأكلنا.