هل بنيامين نتنياهو يسعى إلى حرب عالمية؟

هآرتس
هآرتس

بقلم: روغل الفر

 

رئيس حكومة إسرائيل يعتبر خطيرا على السلام العالمي. ففي خطابه في الكونغرس في الشهر الماضي أوضح بأنه يعتبر إسرائيل رأس الحربة في حرب الغرب ضد الإسلام العالمي.اضافة اعلان
 نتنياهو أوضح للأميركيين بأنه يقوم بحمايتهم، وأنه يحارب حربهم. وقد كان واضحا من أقواله بأن أميركا ملزمة بأن تعترف بجهوده من أجلها وليس العكس. من ناحيته المساعدات الضخمة التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة تخدم المصلحة الأميركية الوجودية. وكلما قامت الولايات المتحدة بزيادة هذه المساعدات فإن مصلحة أميركا الوجودية ستحصل على خدمة أفضل. والمصلحة الأميركية حسب نتنياهو هي الحرب العالمية.
 في نفس الوقت نتنياهو طرح نفسه كزعيم العالم والذي يرسم طريقه. في مقابلة مع مجلة "تايم" في الأسبوع الماضي أكد أن المذبحة في 7 تشرين الأول مثل "بيرل هاربر" بالنسبة له. من خلال أفعاله والحلم الذي عرضه في الكونغرس فانه مثل فرنكلن روزفلت، وبيرل هاربر خاصته، وضعت أمامه واجبا إستراتيجيا وأخلاقيا لشن الحرب العالمية.
 الولايات المتحدة هي بالإجمال وكيلته. لذلك فهي من شأنها أن تقصف المنشآت النووية في إيران. في كل مرة تهدد إيران بالدخول الى المعركة مع وكيلها حزب الله، يقوم نتنياهو بإحضار وكيله، وهو على ثقة بأنه يلاحظ أفضل من الإدارة الديمقراطية مصالح أميركا، ويخدمها أفضل من الرئيس جو بايدن.
 يمكن الادعاء بأن نتنياهو هو إستراتيجي سيئ. فقد قام بتصفية كل من اسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية ولم يأخذ في الحسبان حجم الرد. هل هو حقا لم يأخذ ذلك في الحسبان؟ من يعتبر نفسه زعيم الغرب في الحرب يعرف جيدا أن الاغتيال الصحيح في المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح يمكن أن يشعل الحرب العالمية، التي ستستمر لسنوات وستبقيه في الحكم الى حين انتهائها. هذه الحرب العالمية هي الطفل الذي يتعهده، وإستراتيجيته بدأت تثمر. في الحقيقة هو في شهر نيسان أوجد وضعا تجندت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من الحرب العالمية الثانية، فرنسا وبريطانيا ودول عربية معتدلة، لتحالف دافع عن إسرائيل. هذا تجسيد لحلم نتنياهو، العالم كبيت دواء وإسرائيل في الوسط.
 نتيجة اغتيال هنية تثير الانطباع أكثر من ناحيته. بايدن أرسل الى المنطقة قوة عسكرية تجعل شهر نيسان يتقزم. نتنياهو يحدد جدول الأعمال. العالم ينقسم حوله. افعاله تقض المضاجع، وحتى مضاجع فلادمير بوتين. هو أكثر أهمية على المسرح العالمي أكثر من أي وقت مضى. نتنياهو يمنع إنهاء الحرب في قطاع غزة من أجل إشعال الحرب العالمية. بأوهامه المصابة بجنون العظمة هذه الحرب العالمية، انتصار الحضارة على البربرية، ستكون إرثه.
إسرائيل صغيرة على القوة التدميرية التي تندلع منه، وتتوق إلى إغراق العالم. في "التايم" شبه نفسه بجورج الابن بعد عملية التوائم. الدوري الماسي. نتنياهو دائما يقارن نفسه بزعماء الامبراطوريات في العالم وهو يتصرف على هذا الاساس. لذلك هو في حالة نشوة. يبدو له أن وهم يأجوج ومأجوج يتحقق أمام ناظريه وأنه في المستقبل سيتم ذكره في كتب التاريخ مع تشرتشل وروزفلت.
 في غضون ذلك فإن من سينقذون مواطني إسرائيل، ايران والعالم، من بربرية نتنياهو هم بالذات بوتين (الحساس لكرامته ويطلب الحصرية في إشعال الحرب العالمية في هذه الأثناء)، ورئيس "البرابرة" الجديد مسعود بزشكيان. العالم كله يوجد له الآن سبب جيد للأمل في إسقاط نتنياهو، لأنه طالما أنه موجود في الحكم فإنه ليس المخطوفون فقط في خطر، بل كل العالم في خطر.