بقلم: ارئيل كهانا 6/6/2023
مثل اللوحة في شركة الكهرباء في ليل السبت الماضي، هكذا اشعلت اضواء التحذير على خريطة الشرق الاوسط من كل صوب. ايران تفتح اليوم في الرياض سفارتها بعد سبع سنوات من اغلاقها.
المملكة المضيفة، السعودية، تقلص بالتوازي بمليون برميل يوميا انتاجها من النفط وتبعث بالاسواق في اميركا وفي الغرب الى مزيد من الارتفاع في التضخم المالي.
الامارات، الدولة الشجاعة التي عقدت اتفاقات ابراهيم، تبتعد خطوة اضافية عن الولايات المتحدة وتترك باستعراضية قوة حفظ النظام الاميركية التي يفترض بها أن تحرص على امن الملاحة في الخليج العربي.
تقارير عنيدة تدعي بان مصر هي الاخرى، الدولة الاولى التي وقعت على اتفاق سلام مع اسرائيل، بدأت محادثات مع طهران نحو اقامة علاقات.
أو في إجمال الامور، في الوقت الذي تغرق فيه القيادة الاسرائيلية في خيالات السلام مع السعودية وتروي للشعب بان كل هذا ليس الا ما تراه العين سطحيا، فان الواقع لسبب ما يرفض أن يسير على الخط حسب النظرية. الصفائح التكتونية تتحرك في اتجاه طهران، بينما اسرائيل تبقى وحدها.
اسرائيل تبقى وحدها ايضا في جبهة اخرى، جبهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. قبل أقل من سنة وعد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي علنا في مقابلات صحفية عاطفية بان "الوكالة لن تغلق التحقيقات المفتوحة ضد ايران بسبب ضغط سياسي للوصول الى اتفاق نووي.
وها هو، وان كان واضحا للجميع بان ايران تخدع، فان الملفات ضدها تغلق، بفعل ساحر. هذا يحصل، بالضبط بينما تتراكم في اسرائيل معلومات عن محاولات اميركية يائسة للوصول مع ايران الى اتفاق جزئي، محدود، مؤقت، ضيق/موضعي او كل اصطلاح مبيض آخر تشاؤون. فلا يحتمل ألا تكون علاقة بين الامور.
وماذا بالنسبة لاميركا نفسها؟ ان السقوط الجسدي للرئيس جو بايدن في نهاية الاسبوع هو الشكل الاكثر دقة لصورة بلاده. قوة عظمى في حالة سقوط. احد لا يريد قربها. احد لا يثق بها.
الموقف الرسمي يبقى "لن نسمح لايران بحيازة سلاح نووي". لكن رئيس الاركان الاميركي قال مؤخرا في احاطة لمجلس الشيوخ ان الولايات المتحدة تعارض "نشر سلاح نووي" من قبل ايران. اي، القدرة على حيازة السلاح ستكون لها، وفقط وضعها على اهبة الاستعداد سيحظر عليها. مهدئ للروع حقا.
أين اسرائيل في هذه القصة؟ اسرائيل تتحدث بصوتين. من جهة تروي رواية غير مصداقة بانه لا توجد فجوات في المواقف بيننا وبين واشنطن. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هاجم بينيت ولبيد على الانحناء امام الاميركيين، لا يقف ضد الادارة الديمقراطية مثلما فعل في 2015. فقد استوعب على ما يبدو بان اضرارا مثل هذا الصراع تفوق منفعته.
وعليه، فبدلا من ذلك فانه هو وباقي المشاركين يلعبون مرة اخرى لعبة "امسكوا بي". هيئة الاركان والكابينت يجريان مناورة حرب متعددة الجبهات.
حزب الله في الشمال وشرطي – مخرب مصري في الجنوب، يتبلان المناورة باحداث حقيقية لاجتياز الجدار في نقاط الضعف. فهم، ونحن ايضا، ندرس الاحداث، نستخلص الدروس ونخطط لما سيأتي.
"المخاطر التي تقف امامها الدولة آخذة في التعاظم ونحن من شأننا أن نكون مطالبين بان نقوم بواجبنا كي ندافع عن سلامة اسرائيل واساسا عن مستقبل الشعب اليهودي"، يقول وزير الدفاع يوآف عالنت الاسناد من المعارضة
"دولة اسرائيل ستفعل كل ما يلزم كي تمنع التهديد على وجودها. رغم الخلافات بيننا، اذا حان الوقت الذي يتعين فيه ان نعمل، فان الحكومة الحالية ستتلقى اسنادا كاملا من المعارضة لكل عمل حازم، جدير ومسؤول، بهدف منع ايران للوصول الى سلاح نووي"، يقول بمسؤولية سلفه، بني غانتس.
"في موعد ما في منتصف ليلة متحفزة وصامتة يكمن لي من يسعى لقبض روحي. الويل لي من قرصة عقربي، والويل لي من عسلي، الويل لمن يسعى لقبض روحي"، كتبت الشاعرة نوعامي شيمر.