بقلم: سيون حيلاي 5/6/2023
في 7 حزيران (يونيو) 1967، بعد 48 ساعة من بدء حرب الايام الستة اجتمعت لجنة الخارجية والامن للكنيست في الكريا في تل أبيب. وجلس حول الطاولة رئيس الوزراء في حينه ليفي اشكول، وزير الدفاع موشيه دايان، الوزيران مناحم بيغن واسرائيل جليلي واعضاء لجنة الخارجية والامن. في تلك الجلسة، التي اسماها اشكول "تاريخية" جرى ضمن امور اخرى جدال حول الهضبة السورية: وزير الدفاع موشيه دايان عارض، لكن في النهاية نفذ ما قررته الحكومة – احتلال الارض التي هي اليوم هضبة الجولان.
في المحاضر السرية التي وجدت في ارشيف الكنيست عن تلك الجلسة، ويكشف النقاب عن بعضها الآن، يوجد التقرير الاول للمحافل التي شاركت في كل الجبهات المشتعلة في تلك الايام. اضافة الى ذلك، جرى ايضا نقاش مطول حول اذا ما وكيف تغزى الهضبة السورية وبذلك ايضا فتح جبهة مع سورية، حين كانت نسبيا جبهة هادئة مقارنة بمصر والأردن. وزير الدفاع في حينه موشيه دايان اشرك اعضاء اللجنة في أنه يعتقد بانه لا يجب غزو تلك المنطقة: على طول الحدود السورية – رئيس الوزراء سبق أن ذكر بانه كانت اعتبارات. انا ضد ان نجتاز الحدود الدولية في سورية انطلاقا من الصلة بين سورية والاتحاد السوفياتي لا مصلحة لنا في هذا. اعرف اهمية الاراضي التي تسمى "الهضبة" – اذا تقرر خلاف ذلك – يمكن للجيش ان يفعل هذا. انا ضد أن نجتاز الحدود الدولية. المناطق المجردة من السلاح كانت جزءً من اتفاق الهدنة. في الجبهة السورية توجد لنا أوامر – اذا لم يتقرر خلاف ذلك من جانب الحكومة – للجيش، ان يبقيها هادئة حتى الحدود الدولية، فلا يثير المشاكل.
النائب آريه بن اليعيزر يقول في ذاك النقاش: "الموضوع السوري، لا اقبل تقدير وزير الدفاع عن الاراضي المجردة من السلاح. اعتقد أنه من الضروري أخذ سلسلة الجبال وليكن ما يكون بعد ذلك. أحد الامور الاخطر التي تسببت بهذه الحرب التي دخلنا اليها كان سلوك سورية، على أنها لم تقبل الضربة اللازمة في 1948 وفي 1946. في تلك المدن التي حررها الجيش الاسرائيلي يوجد الاف من رجال الشقيري، رجال المفتي، رجال الفتح، رجال الفدائيين. على الجيش أن يعلن بانهم ملزمون بأن يغادروا المنطقة في غضون يوم واحد. هم مقاتلون".
النائب يعقوب حزان يقول على الفور بعد ذلك: "انا افهم الاعتبارات عن الهضبة لكني اقول بكل التواضع، هذه المعركة لا يمكنها أن تنتهي دون أن نضرب الجيش السوري الذي يدعي اننا لم نضربه أبدا. أنا أقبل فروسية وزير الدفاع، لكني أعتقد بان علينا أن نصعد الى الهضبة، ان نأخذ منها شريطا ضيقا وألا نفكر بأمور اخرى، شريطا يضمن ان نتحرر من كل الفظاعة التي كانت حتى الآن. سيكون خطأ من جانبنا اذا لم نفعل هذا".
بعد أن قيلت هذه الامور من اعضاء لجنة الخارجية والامن يقول وزير الدفاع دايان ان ما تقرره الحكومة سينفذه الجيش. "في نهاية الامر كم من الخسائر ستكون لمن، ليس واضحا. لكن اذا قررت الحكومة أن تأخذ الهضبة- فسنأخذها. لم نهجر اهداف حربنا – القضاء على القوة المصرية. بدونهم لن تخرج دول اخرى الى الحرب ونفتح حرية الملاحة. في هذه الاثناء، كمنتج فرعي، كل الضفة الغربية الى جانب القدس، على الاقل، ينبغي ان نفهم اننا خرجنا الى حرب واحدة، جررنا الى حرب ثانية، القفز الى حرب ثالثة وكله في يوم ونصف ان نحتل الهضبة ايضا. لكن اذا قررت الحكومة هذا المساء، او الآن، ان نأخذ الهضبة السورية – غدا سنكون في وضع يتيح لنا التوجه الى هذا".
"يدور الحديث عن محضر ذي قيمة تاريخية خاصة، نتعرف فيه على جملة الاراء التي طرحت في مداولات لجنة الخارجية والامن بالنسبة لاحتلال هضبة الجولان"، يقول نتان لِست، رئيس مجال كشف الوثائق السرية في ارشيف الكنيست. ضمن امور اخرى يفهم من النقاش تخوف دايان في أنه في حالة احتلال الجيش الاسرائيلي لهضبة الجولان، فقد يتدخل الاتحاد السوفيتي في الحرب، بينما اعضاء اللجنة يدعون بأن احتلال الهضبة ضروري".
بعد يومين من تلك الجلسة السرية في الكريا، في صباح 9 حزيران (يونيو)، غير دايان رأيه وأمر قائد المنطقة الشمالية دافيد اليعيزر البدء بهجوم متداخل للجيش على المواقع السورية شمال الهضبة السورية وحتى جبل الشيخ. في ختام أربعة ايام من القتال في المنطقة احتلت اسرائيل مساحة نحو 1.250 كيلو متر مربع. ومن اصل نحو 128 الف مواطن سوري كانوا يسكنون في الارض التي احتلت، نحو 6 آلاف نسمة فقط معظمهم دروز، بقوا في قراهم. كل الباقين هجروا بيوتهم وفروا الى داخل الاراضي السورية. وكان هذا نصرا واضحا لإسرائيل.