شهر العسل مع مصر قد يتضرر

إسرائيل هيوم
إسرائيل هيوم
بقلم: البروفيسور يورام ميتال   5/6/2023
بعد 44 سنة من التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، تثبت العملية الفتاكة على الحدود، والتي جبت حياة ثلاثة جنود اسرائيليين كم هي مركبة العلاقات بين الدولتين.اضافة اعلان
الحادثة المأساوية أمس على الحدود بين الدولتين وقعت بالذات في ذروة شهر عسل ما في العلاقات. فالتعاون الامني والاستخباراتي بين اجهزة الامن اخذ بالتعمق في السنوات الاخيرة. فقد أدت مصر دورا حرجا في تحقيق التفاهمات والتسويات لإنهاء جولات القتال بين اسرائيل ومنظمات فلسطينية مسلحة في قطاع غزة، التعاون مع مجال الطاقة أخذ في الاتساع، وارتفاع واضح سجل في عدد السياح الاسرائيليين الذين يزورون مصر. يوجد عاملان اساسيان في هذا الميل: الاول – التأييد غير المتحفظ الذي ابدته اسرائيل في الانقلاب الذي قاده السيسي، والذي في ذروته اطاح بالرئيس محمد مرسي واخرج تنظيم الاخوان المسلمين. الثاني – وجود عدو مرير مشترك في شبه جزيرة سيناء، حيث تعمل خلايا مسلحة لداعش، وان كانت ضعفت مؤخرا، لكنها تصمد بل وتضرب قوات الجيش المصري، الذي ينتشر في سيناء بشكل غير مسبوق.
على خلفية حرب الابادة لاقتلاع خلايا داعش، وافقت اسرائيل على ادخال قوات جيش بحجم وتسليح اكبر بكثير مما اتفق عليه في اتفاق السلام. شبه جزيرة سيناء باتت منذ زمن بعيد غير مجردة من السلاح كما تقرر في الملحق العسكري لاتفاق السلام، ومعقول ان الخلافات بهذا الشأن ستكون في اليوم الذي يصفى فيه تواجد داعش هناك. الحادثة المأساوية على الحدود جاءت في الوقت الذي تتصدر فيه دول عربية مركزية على رأسها مصر والسعودية خطوات من شأنها أن تحدث توترات أو ازمة، مع اسرائيل. فهي تفحص هذه العلاقات في سياق سياسة حكومة اسرائيل، واساسا بالنسبة لايران، والتغييرات في السياسة الاميركية تجاهها. في القاهرة وفي الرياض يتابعون عن كثب الكتف الباردة التي تديرها ادارة بايدن لحكومة نتنياهو، ولتفضيل الادارة الاميركية تحقيق اتفاق في الموضوع النووي مع ايران.
على هذه الخلفية بدأت بضع دول عربية، اعادة النظر في علاقاتتها مع ايران. ونشر مؤخرا أن مصر هي الاخرى تجري معها اتصالات لرفع التمثيل الدبلوماسي الى مستوى السفارات.
هذه الميول الاقليمية تتحدى ايضا اصحاب القرار في القدس. فالعلاقات بين اسرائيل ومصر واساسا التعاون الامني، تشكل عمودا فقريا في الامن القومي لكل واحدة منهما. ومع ذلك من السابق لأوانه القول كيف وباي قدر يمكن للميول المتحققة مؤخرا في الشرق الاوسط ان تؤثر على علاقات اسرائيل – مصر. مع انكشاف الحادثة في الحدود، ادارت اسرائيل ومصر اتصالات مكثقة على مستويات مختلفة. ووصفت الحادثة كشاذة واتفق على ان يجري تحقيق مشترك وان كل طرف من الطرفين يفعل كل ما في وسعه كي يمنع تكرار احداث مشابهة في المستقبل.
يشهد هذا الحوار على شهر عسل في العلاقات الامنية بين اسرائيل ومصر. بالمقابل، ليس في كل هذا ما يمنع البحث اللازم في التأثير الذي في الميول الجديدة التي تلوح في الشرق الاوسط والكفيلة بأن تؤثر على السلام المصري -الاسرائيلي ايضا.