يعقد مدير عام ديوان رئيس الوزراء يوسي شيلي اليوم لاول مرة الطاقم الوزاري لوضع خريطة مناطق الاولوية الوطنية في مجال السكن. ويجرى البحث في اعقاب بحثين عاصفين في الحكومة أمس وفي الاسبوع الماضي عنيا بفقدان الاغلبية اليهودية في الجليل وفي النقب.
وعلمت "اسرائيل اليوم" انه في جلسة الحكومة التي عقدت امس هاجم رئيس الوزراء والعديد من الوزراء سلطة اراضي اسرائيل وحملوها المسؤولية عن السياسة التي وصفها نتنياهو بانها "كارثية" و "مجنونة". كان وزير الدفاع يوآف غالنت الاكثر فظاظة إذ قال إن "مؤسسات التخطيط تعمل لاعتبارات مضادة للصهيونية". سلطة اراضي اسرائيل تسمسر على الاراضي دون اعتبار صهيوني". وقد نشبت العاصفة في اعقاب اقتراح وزير النقب والجليل، اسحق بسرلوف تعريف الصهيونية كقيمة موجهة في السياسات الحكومية، الاقتراح الذي تحفظت منه الاستشارة القانونية.
وقال الوزير عميحاي شيكلي ان "الجليل والنقب في وضع جثة. في بداية العقد الماضي كان 500 طفل يهودي في روضات الاطفال في المجلس الاقليمي مسغاف، أما اليوم فيوجد 200. هذا وضع طوارئ".
واشار شيكلي ووزراء آخرون الى أنه "من غير المعقول ان يحصل مقيم عربي يتجند الى حرس الحدود على تخفيض 90 في المائة على ارض، بينما جاره اليهودي، الذي هو ايضا مجند لحرس الحدود، لا يتلقى اي تخفيض. المشكلة هي في مديرية التخطيط".
وكان رئيس الوزراء نتنياهو هو الاخر عاصفا من صورة الوضع. فقد قال ان "هذه معطيات مجنونة مع آثار وطنية كارثية. لست مستعدا لأن احتمل هذا. ليس منطقيا ان تباع الارض بـ 100 الف في بلدة عربية وبمليون شيكل في بلدة يهودية مجاورة".
وجه نتنياهو انتقادا حادا لسلطة اراضي اسرائيل. ففي توجه الى وزير الاسكان غولدكنوف المسؤول عن سلطة اراضي اسرائيل قال: "قبل وقت طويل من دخولك لتكون وزير الاسكان كان لي الانتقاد الرهيب على سلطة اراضي اسرائيل. فهم يحوزون 90 في المائة من الارض ويشكلون حاجزا اقتصاديا وحاجزا عقاريا. في هذه اللحظة الحكومة لا تقرر السياسية (بل السلطة أ. ك). نحن سنغير هذا. لا اريد أن أقرر معهم جلسة بل ان اقرر سياسة. البحث هو كيف اخرج الصلاحيات من سلطة اراضي اسرائيل كي اوقف الجنون".
في الاسبوع الماضي ايضا في بحث عني بمناطق الاولوية الوطنية، انتقد الكثيرون في الحكومة بشدة مؤسسات التخطيط واتهموها بفقدان سيطرة الدولة في الجليل وفي النقب. وكان نتنياهو قال في البحث السابق إن هذا "موضوع وطني على رئيس الوزراء أن يديره، فهو ذو جوانب وطنية، وهذا هو أحد القرارات الاهم التي اتخذتها الحكومة ان لم يكن أهمها".
وعقبت سلطة اراضي اسرائيل فقالت: "السلطة تتبع إمرة الحكومة وتنفذ سياسة وقرارات مجلس اراضي اسرائيل. سلطة اراضي اسرائيل هي سلطة رسمية وممنوعة من ان ترد وتجادل في مثل هذه الاقوال. تراجع سلطة اراضي اسرائيل بين الحين والاخر سياسة التسويق كي تكيف نفسها مع الواقع المتغير".
