مصطفى بالو
عمان- يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية.
زاوية "من الصفر" تقف في جديد محطاتها، عند المدرب المجتهد وسيم البزور، الذي ينثر أفكاره الفنية بإبداع في المستطيل الأخضر، وقد لفت الانتباه في قيادته الفنية لفريق شباب الأردن في موسمين صعبين على الكرة الأردنية، وهو المدافع المتميز في رحلته الكروية المحلية قبل الاعتزال مع فرق المقدمة (الرمثا وشباب الأردن والفيصلي)، وغيرها من الأمور نستعرضها في السطور التالية.
"من الرمثا"
يروي السد العالي وسيم البزور حكايته مع كرة القدم، عائدا إلى ذكرياته في مسقط رأسه مدينة الرمثا، قائلا:" في حواري الرمثا بدأت علاقتي مع كرة القدم، والتي نمت مع تدرجي بالعمر وأنا على مقاعد الدراسة، ولعبت لفئاته العمرية من العام 1994، وسط إطراء المدربين واللاعبين حتى ترفعت وزميلي خالد قويدر إلى صفوف الفريق الأول، ودافعت عن ألوانه حتى العام 2004".
وتابع: "لعبت إلى جانب النجوم العتاولة، لاسيما محمد الخزعلي، مراد الحوراني، سليم ذيابات، خالد العقوري وبدران الشقران، وغيرهم من الأسماء الرمثاوية الكبيرة، وكانت أولى المباريات الرسمية في قميص الرمثا أمام الحسين إربد، وشاركت زملائي بالفريق التتويج بلقب درع اتحاد الكرة 2002".
الشباب محطة جديدة
ويجد وسيم البزور أنه عاش رحلة كروية مميزة في صفوف "أسود غمدان"، شارحا : "خضت تجربة كروية جديدة ومميزة في شباب الأردن انطلاقا من موسم 2004-2005، تحت قيادة المدرب المخضرم عيسى الترك، ولعبت أول مباراة رسمية بقميص الشباب أمام الوحدات في بطولة درع اتحاد الكرة بانطلاق ذلك الموسم، وانتهت نتيجتها بالتعادل السلبي.
وأضاف "وتباعا لعبت بالموسم التالي تحت إشراف المدير الفني السوري نزار محروس في الموسم 2006، وهو الموسم الذي شهد تتويجنا بأول لقب دوري في تاريخ النادي، والذي تكرر بالموسم 2013، ومضيت ورفاق الدرب في الفريق الشبابي نحو تقديم مواسم مميزة حتى موسم 2009، وتشرفت خلال تلك الفترة بمشاركة زملائي بالفوز بلقب الدوري مرتين، وكأس الكؤوس مرتين، ودرع اتحاد الكرة مرة، وكذلك رفعنا كأس الأردن، وتوجنا بلقب كأس الاتحاد الآسيوي.
"ذهاب وعودة"
ويوضح الكابتن وسيم البزور أن رحلته الكروية مع الفريق الرمثاوي يمكن وصفها في رحلة ذهاب وعودة، قائلا "انتقلت في الموسم 2010، لتمثيل فريق الفيصلي ودافعت عن ألوانه في موسمين حتى العام 2012، وافتخر بانني اسعدت ورفاقي جماهير الفيصلي بلقب الدوري 2010 و2012، وكأس الأردن 2011، وكأس الكؤوس 2012 ودرع اتحاد الكرة 2011".
وأردف قائلا: "ودعت الفيصلي في 2012، وبعدها لعبت مع الشباب، وذات راس لفترة قصيرة، لكن انهيت رحلتي الكروية في الموسم 2015 في مدينتي الرمثا، وبعدها اعتزلت الكرة، لكن لم أقم مباراة اعتزال بعد ان رأيت مهرجانات اعتزال لنجوم كبار لا تليق بحجم نجوميتهم وعطائهم للكرة الأردنية.
مع النشامى
وعن تجربته مع المنتخب الوطني، قال"صحيح لم انل شرف تمثيل منتخبات الفئات العمرية الوطنية، لكنني نلت شرف أداء واجبي الوطني مع النشامى في مناسبتين، وتم اختياري لتمثيل المنتخب الوطني في عهد الخبير الكروي محمود الجوهري، والمدرب الكبير عدنان حمد، وكذلك من قبل البرتغالي فينجادا، وشاركت في مباريات ودية ولي أهداف دولية في قميص المنتخب الوطني، ولعبت أمام سنغافورة وديا، وكذلك أمام تركمنستان في رحلة التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2008".
"وسيم المدرب"
ويشرح الكابتن البزور أن تجاربه الإدارية في المنتخبات الوطنية، أفادته كثيرا وزادت قناعته باختيار التدريب، مبينا: "عملت مديرا إداريا لمنتخب تحت 23 سنة بعد اعتزالي الكرة، إلى جانب مدرب للإنجليزيين إيان وستيوارد، والأمانة هما من نصحوني بالتوجه للتدريب، واخذت بالنصيحة واتجهت إلى شغفي في ميدان التدريب".
وزاد البزور "خلال ممارستي كرة القدم، حصلت على شهادة التدريب C، واتبعتها بعد الاعتزال بالحصول على شهادة B وكذلك A، ونلت ايضا (البرو) في موسم 2020، ولدي تجربه في العمل الفني حين عملت في ناديي شباب الأردن مدربا لفريق تحت 19 سنة، وكذلك تسلمت تدريب السيدات، وعملت مساعدا للمدير الفني محمود الحديد 2018، وبعدها عملت مدربا عاما لفريق الفيصلي برفقة المدير الفني هيثم الشبول، وأكملت مرحلة الإياب مديرا فنيا لفريق شباب الأردن الذي بقيت فيه حتى الموسم الماضي".
ردود البزور
وحول تقييم تجربته مع شباب الأردن في الموسم الماضي، أجاب البزور"راض عن تجربتي مع الشباب بالموسم الماضي، ووجدت الثناء من إدارة النادي والمتابعين، حين قدمت وجهازي الفني فريقا فتيا جله من الشباب، وقدم الفريق مستويات مميزة بوجود بعض أسماء الخبرة، ورغم أن الفريق انهى الموسم قبل الماضي بالمركز السادس، إلا أنه وقف بالمركز الرابع عن جدارة واستحاق، وأشكر إدارة النادي على ثقتها، وكذلك أشكر اللاعبين المكافحين على اجتهادهم واتمنى الأفضل دائما للفريق الشبابي".
وعن وجهته التدريبية المقبلة بعد انتهاء عقده مع شباب الأردن، رد البزور"تلقيت عرضا لتجديد عقدي التدريبي مع شباب الأردن، وكذلك عروضا من عدة فرق محلية، لكنني لم أرد للآن، وذلك بسبب عدم وضوح روزنامة الموسم.
وحول توقعاته لمنتخب النشامى في نهائيات كأس آسيا 2023 في قطر، رد البزور "المنتخب الوطني يملك الأدوات الفنية، إلى جانب وجود جيل مميز من اللاعبين في مختلف خطوط اللعب، واميزهم في خطي الوسط والهجوم، لذا أجد أن المنتخب الوطني مطالب بالإنجاز الحقيقي والمنافسة على المراكز الأولى، وأن لا تكون مشاركتنا من أجل المشاركة أو التأهل إلى الدور اللاحق على غرار مشاركاتنا الآسيوية السابقة".
وزاد البزور"على الكرة الأردنية من خلال اتحاد الكرة، التفكير جديا إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بشكل جدي، خاصة وكما قلت نملك المقومات، التي تحتاج إلى خطة عملية وعلمية واضحة نحو الهدف، بدلا من التخطبط الذي تعيشه الكرة الأردنية لاسيما في اعداد روزنامة الموسم، وعلى اتحاد الكرة استثمار الجيل الفتي الأفضل في تاريخ الكرة الأردنية، وكذلك من ميزة رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة".