تترقب أندية المحترفين خلال اليومين المقبلين، ردا من اتحاد كرة القدم، على الكتاب الذي ارسلته، والذي يتضمن العديد من الطلبات، التي تراها الأندية مهمة من الناحيتين الفنية والبدنية، والتي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع رؤساء وممثلي الأندية في أحد المطاعم بعمان، بدعوة من رئيس نادي الوحدات الدكتور بشار الحوامدة، وسط مؤشرات على تمسك الاتحاد بمواعيد إقامة البطولات المحددة بالأجندة للموسم الجديد، والطلب من الأندية التعاون في إنجاز الموسم الذي يتطلع فيه الاتحاد لتحقيق إنجاز بوصول منتخب النشامى إلى مونديال 2026 للمرة الأولى في تاريخه.
وأعلنت الأندية كافة انها اتفقت على وقف النشاط الرياضي في الموسم المقبل لحين إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهها، واتفقت أيضا على تشكيل لجنة من رئيس نادي شباب الأردن سليم، ونائب رئيس نادي الحسين غيث المعاني، ورئيس نادي الوحدات الدكتور بشار الحوامدة لتكون ممثلة للأندية في الاجتماعات مع الاتحاد.
وجاء الاجتماع الأخير للأندية بعد مشاورات ومناقشات لأجندة الموسم الجديد والذي ينطلق يوم الثامن من شهر آب (أغسطس) المقبل من خلال بطولة دوري المحترفين، حيث تعتبر الأندية أن الموسم المقبل سيكون أصعب وأقسى من الموسم الحالي، خصوصا في ظل العديد من المعطيات الجديدة التي خلفها الاجتماع الذي عقده الاتحاد مع الأندية تحت عنوان "خلوة إستراتيجية".
ويركز كتاب الأندية، والذي حمل في مقدمته حرص الأندية جميعا على المحافظة على المكتسبات والإنجازات للمنتخب الوطني وتذيل كافة المعوقات لوصول النشامى إلى المونديال، خصوصا وأن ذلك يشكل دافعا كبيرا لتطوير كرة القدم الأردنية بكافة مكوناتها.
وبينت الأندية أن الموسم الماضي كان طويلا تمثل بأربعة عشر شهرا، وشكل ضغطا بدنيا على اللاعب الأردني، وهذا يتطلب فترة راحة سلبية إجبارية حفاظا على اللاعب وبالأخص لاعب المنتخب، وأن الأندية الأردنية بشكل عام والمحترفين بشكل خاص تعاني من أزمة مالية ليست خفية على الاتحاد وهي أزمة كبيرة وعميقة تقف عائقا أمام استئناف المشاركة الرسمية والاعداد، وبينت الأندية في الكتاب ايضا انها لا تستطيع المشاركة بالموسم المقبل إلا في حال توفر مبلغ مالي لا يقل عن 250 ألف دينار من ضمنها ريع النقل التلفزيوني.
وأكدت الأندية على قرارها بعدم الموافقة على إقرار هبوط أربعة فرق من دوري المحترفين لدوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل، وطالبت بضرورة الاستعانة بتقنية الفار في كافة الملاعب خلال الموسم المقبل، نظرا لمعاناة الأندية من التحكيم في المواسم الماضية.
وأكدت الأندية عدم قدرتها على المشاركة في بطولات الفئات العمرية ضمن المواعيد التي حددها اتحاد الكرة، بسبب انتهاء الموسم الدراسي للطلاب في الأردن بداية الشهر الحالي، ما يشكل عائقا أمام إعداد الفئات العمرية، واعتذار الأندية عن عدم المشاركة في بطولة تحت 23 عاما ، لعدم قدرتها المالية على تشكيل فئة أخرى، حيث يزيد ذلك الأعباء المالية وتحمل الأندية أعباء مالية جديدة.
وقدرت الأندية حرص الاتحاد على تأمين حقوق اللاعبين، لكن هذه بحسب كتاب الأندية مشكلة قديمة لفترة زمنية طويلة، وحلولها تحتاج إلى تفهم الاتحاد وإيجاد مخرج لهذا الأمر من خلال التشاور مع الأندية، وتمنت الأندية على الاتحاد إيجاد حل لمنع تسجيل اللاعبين في الموسم المقبل.
وبعيدا عن كتاب الأندية والعلاقة المستقبلية مع الاتحاد، زادت مخاوف الأندية من الموسم الجديد، خصوصا أن (الخلوة) التي عقدت مؤخرا بين الأندية والاتحاد لم تكن تشاركية بل جاءت ليضع الاتحاد الأندية بقراراته من دون مناقشة أو أخذ برأي الأندية، ولم يتم التطرق لقضايا الأندية بكل صراحة وشفافية ووضوح، خصوصا في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي مرت بها الأندية الموسم الحالي، من خلال عدم وجود شركة راعية للدوري، والعلاقة المتوترة بين الاتحاد وأندية المحترفين خلال الفترة الماضية.
ولعل الأمر المزعج للأندية حاليا، القرارات التي ستصدر عن اجتماع لجنة أوضاع اللاعبين خلال الأيام المقبلة، وستحمل العديد من العقوبات المالية الجديدة على الأندية في ظل شكاوى اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وينتظر أن تكون هناك عقوبة بحق العديد من أندية المحترفين بحرمان القيد في الموسم المقبل، في ظل عدم قدرة الأندية على تسديد الالتزامات للاعبين خلال الموسم الحالي، حيث إن غالبية الفرق عليها مستحقات ورواتب مستحقة للاعبين، علما بأن أندية الرمثا وشباب العقبة وسحاب وشباب الأردن ومغير السرحان والصريح محرومة حاليا من التعاقدات.
وتأمل الأندية من اتحاد الكرة، إيجاد توافق في موضوع قرارات لجنة أوضاع اللاعبين، وعدم ربط أمور تسجيل اللاعبين بهذا الأمر، خصوصا في ظل عدم قدرة الأندية على تسديد قيمة الشكاوى المترتبة عليها خلال الفترة المحددة.
وبين رئيس أحد الأندية الذي فضل عدم ذكر اسمه في حديثه لـ "الغد"، أن رؤساء الأندية أثبتوا حرصهم على التحدث بكلمة واحدة وتوحيد الصف لمصلحة الكرة الأردنية، وأن الكتاب المرسل إلى اتحاد الكرة يحمل هموم الأندية بصدق، ويبحث عن تعاون وتشاركية مع الاتحاد للفترة المقبلة.
وأضاف: "الأندية تقدر الاجتماعات التي تعقدها مع الاتحاد، لمناقشة واقع الحال للكرة الأردنية، والتحديات التي تواجه المنظومة، تمهيدا لإطلاق استراتيجية الاتحاد لكرة القدم الأردنية خلال السنوات الخمس المقبلة، ولكن نتمنى ان تكون القرارات وخصوصا التي تتعلق بموضوع أجندة الموسم بالتوافق مع الجانبين وعدم اتخاد قرارات مسبقة وفرضها على الأندية كما حصل حاليا".
ويرى رئيس آخر، أن المهم في الموسم المقبل، مراعاة الأوضاع المالية الصعبة التي تعيشها الأندية، خصوصا في موضوع شكاوى اللاعبين، وحرمان الأندية من التسجيل، مقدرا للاتحاد عمله في اعتماد مخطط لتطوير قطاع الناشئين في الأندية، وتمنى أن يراعي الاتحاد رد الأندية على مواعيد إقامة بطولات الفئات العمرية، وإعادة توجيه الدعم المالي وزيادته للأندية،
ويرى الدكتور خالد حياصات، أحد المهتمين بالدوري الأردني منذ سنوات طويلة، أن الاجتماعات بين أندية المحترفين والاتحاد، تشكل جلسات حوارية لتقديم مقترحات ومبادرات للبناء عليها ومناقشتها، وهذا يصب في صالح منظومة الكرة الأردنية لتطوير عمل الأندية وتحسين ظروفها خلال الفترة المقبلة، وينعكس إيجابيا على المسابقات المحلية ويعود بالفائدة على المنتخبات الوطنية.
وقال: "المطلوب من اتحاد الكرة الآن التجاوب مع طلبات الأندية للموسم المقبل، خصوصا في مواعيد تحديد البطولات وزيادة الدعم المالي، ولكن من دون أن يكون الضحية اللاعب أو المدرب، والعمل على تطوير البطولات المحلية، وقطاع الناشئين، مع الأخذ بعين الاعتبار العمل على تحسين البنية التحتية والجوانب التسويقية، وأن يكون رد الاتحاد على كتاب الأندية إيجابيا، وتخرج الاجتماعات بين اتحاد الكرة والأندية بمخرجات تخدم الكرة الأردنية ، وألا نسمع بالأمور التي تعكر صفو المنافسات المحلية، متمنيا أن تكون العلاقة بين الأندية والاتحاد في أحسن صورها.
اقرأ أيضاً:
الدعم الحكومي ملاذ الاتحاد والأندية لإنقاذ الموسم الكروي
