وقال باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المكتب التنفيذي في القاهرة، إن المغرب فاز بحق استضافة أمم أفريقيا 2025، فيما فازت كينيا وأوغندا وتنزانيا، بحق استضافة أمم أفريقيا 2027"، مؤكدا ثقته بقدرة الكرة الإفريقية على الفوز ببطولة كأس العالم يوما ما.
وتابع: "نقيم بعض المسابقات الجديدة لتطوير الكرة الإفريقية، مثل دوري السوبر المقرر انطلاقته في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، لقد كنا صارمين في الشروط التي وضعناها لدول كينيا وأوغندا وتنزانيا، من أجل استضافة الكان، وأبرزها حرية التنقل بين البلدان الثلاثة بالنسبة للمشجعين والوفود المشاركة".
وانتظر المغرب 35 عاما ليحظى بشرف تنظيم هذه البطولة الأفريقية، بعدما غاب عن احتضانها منذ العام 1988، وبلغ فيها الدور نصف النهائي بفضل جيل الحارس بادو الزاكي ومحمد التيمومي وعزيز بودربالة ومصطفى البياز وغيرهم.
ويأتي فوز المغرب باستضافة نسخة 2025 لكأس أمم أفريقيا، بالإجماع، بعد حصوله على 22 صوتا، وغياب عضوين، في وقت لم ينل الملف المشترك لنيجيريا وبنين أي نقطة، بينما خرجت الجزائر من السباق في آخر لحظة، رغبة من رئيس الاتحاد الجديد وليد صادي، تكريس جهوده الأولية على تطوير كرة القدم المحلية.
وأعلن الاتحاد الجزائري عبر رئيسه الجديد وليد صادي سحب الملفين، وقال في تصريح للتلفزيون الحكومي: "أرسلنا اليوم رسالة رسمية للكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم نعلن فيها سحب ملفي الجزائر، من تنظيم كأس أفريقيا 2025 و2027".
وأوضح الاتحاد الجزائري أن هذا الانسحاب "يأتي بسبب النهج الجديد الذي يتبعه الاتحاد في إستراتيجية تطوير كرة القدم في الجزائر، والذي يركز على إعادة تنظيم وتنشيط كرة القدم في الجزائر، كما يكرر التزامه الثابت بتطوير كرة القدم الأفريقية.
وتضاربت الأنباء حول وجود ملف مصري للترشح لتنظيم نسخة 2027 بين تأكيد بعض المصادر ونفي مسؤولين بالاتحاد المصري للعبة، وكان مقررا أن يحسم الاتحاد الأفريقي هوية البلدين المضيفين مطلع العام الحالي، لكنه أجل قراره حتى أمس. وتستضيف ساحل العاج نسخة 2023 التي تم تأجيلها من حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين إلى كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) المقبلين، لتجنب موسم الأمطار وضمان إقامة البطولة في ظروف مناسبة.
وقدّم المغرب ملفا قويا أثناء سباقه حول تنظيم البطولة الأفريقية، والذي تولى رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، تقديمه لمدة 10 دقائق، حيث اقترح 6 ملاعب لإجراء المباريات الرسمية، تستجيب للمعايير الدولية المنصوص عليها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، مع توفير 24 ملعبا للتدريبات، إضافة إلى مرافق وتجهيزات رياضية ذات مستوى عال، وملعب خاص لتدريبات الحكام.
وستقام بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، في المغرب على ملاعب مولاي عبد الله بالرباط (66 ألف متفرجا)، ملعب طنجة (88 ألفا)، ملعب أكادير (66 ألفا)، ملعب مراكش (55 ألفا)، ملعب محمد الخامس (55 ألفا)، وملعب فاس الكبير (66 ألف) وجميعها مجهزة بغرف تقنية "الفار"، كما تم وضع ملاعب بركان ووجدة والقنيطرة ومولاي الحسن والعبدي بالجديدة والحسن الثاني بفاس كملاعب احتياطية.
ويعود تاريخ تأسيس بطولة كأس أمم إفريقيا إلى لقاء جمع بين مسؤولين من مصر وإثيوبيا والسودان، إلى جانب ممثل من جنوب أفريقيا، في عام 1956 خلال المؤتمر العام للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في البرتغال لإقامة مسابقة قارية إفريقية.
وأُقيمت كأس الأمم للمرة الأولى في شباط (فبراير) من العام 1957 في العاصمة السودانية الخرطوم، وفازت مصر التي أطاحت بالسودان في نصف النهائي على إثيوبيا 2-1 في النهائي بعد استبعاد جنوب إفريقيا بسبب سياسات الفصل العنصري التي كانت تتبعها الحكومة آنذاك، لكن إثيوبيا ثأرت لخسارتها في كأس الأمم الأفريقية الثالثة عام 1962 بفوزها على مصر "المعروفة آنذاك باسم الجمهورية العربية المتحدة" بنتيجة 4-2 في النهائي الذي أُقيم في إثيوبيا.
ومنذ ذلك الحين نمت البطولة بشكل كبير، مما جعل من الضروري إجراء تصفيات مؤهلة، ليبلغ عدد المشاركين في البطولة النهائية 16 مشاركا منذ عام 1998 (كان 16 فريقا سيتنافسون في عام 1996، لكن نيجيريا انسحبت، مما قلص عدد الفرق إلى 15 منتخبا، وتكرر ذلك في عام 2010 مع توغو)، وحتى عام 2017، لم يتغير الشكل، مع سحب ستة عشر فريقا إلى أربع مجموعات من أربعة فرق لكل مجموعة، مع تقدم أفضل فريقين من كل مجموعة إلى مرحلة خروج المغلوب، وفي 20 تموز "يوليو" من العام 2017، نقلت كأس الأمم الإفريقية من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو) وتوسعت لتضم 24 فريقا بدلا من 16.
وفازت مصر بلقب البطولة في سبع نسخ سابقة (بما في ذلك عندما كانت مصر تعرف باسم الجمهورية العربية المتحدة بين عامي 1958 و1961)، وتم منح ثلاث كؤوس مختلفة في تاريخ البطولة، حيث فازت غانا والكاميرون بالكأسين الأول والثاني بعد فوز كل منهما بالبطولة ثلاث مرات، فيما تم منح الكأس بشكلها الحالي لأول مرة في عام 2002 وفازت بها مصر إلى أجل غير مسمى بعد فوزها بلقبها الثالث على التوالي في عام 2010.
وفي العام 2013، تغير شكل البطولة فأصبحت تقام في السنوات الفردية لكي لا تتعارض مع بطولة كأس العالم لكرة القدم، وفاز المنتخب السنغال بلقب النسخة الأخيرة من البطولة القارية بعد فوزه على المنتخب المصري بركلات الجزاء 4–2 في نهائي نسخة العام 2021 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي. (وكالات)
