مهند جويلس- يرى لاعب المنتخب الوطني للملاكمة
عدي الهنداوي، أن الحياة الاجتماعية في شهر رمضان المبارك، شهدت تراجعا كبيرا خلال السنوات الماضية، من خلال قلة تبادل الزيارات بين الأقارب وبعض العادات الجميلة، على عكس السنوات التي قضى بها فترات طفولته وشبابه، وهو ما كان يميز الشهر الفضيل من قبل.
وبين الهنداوي في حديثه لـ “الغد” في زاوية “نجم في رمضان”، أن ضيق الوقت بسبب العمل وغيرها من متاعب الحياة الصعبة، جعلت أفراد المجتمع الأردني يستقبلون الشهر المبارك بشغف أقل من السابق، لافتا إلى أنه منذ أن رزق بمولودتين فإن حياته تغيرت من خلال قضاء أغلب وقته في الشهر الفضيل إلى جانبهما.
وأضاف: “كان لشهر رمضان أجواء مختلفة بقضاء أغلب الوقت إلى جانب الأصدقاء، حيث أن الشخص لم تكن عليه مسؤوليات كبيرة كما هي في الوقت الحالي.
ويعد الهنداوي البالغ من العمر 32 عاما أحد أبرز لاعبي المنتخب الوطني للملاكمة في الفترة الحالية، حيث ينافس في وزن تحت 86 كغم، وقد كان من اللاعبين الخمسة الذين مثلوا المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، علما بأنه يحتل المركز 43 عالميا بحسب التصنيف الأخير من الاتحاد الدولي للعبة.
وظفر عدي بالعديد من الميداليات الملونة في مسيرته بـرياضة “الفن النبيل”، إذ يعد أول لاعب أردني يحصل على ميدالية فضية في دورة الألعاب الآسيوية في الملاكمة وذلك في العام 2014 بكوريا الجنوبية، وحصوله على الميدالية الفضية ببطولات قارة آسيا في 3 مناسبات آخرها في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في عمان، وحصوله على البرونزية في مناسبة أخرى، وتتويجه بالميدالية الذهبية في بطولات مصنفة وقوية مثل البوسنة والهرسك والجزائر، والبرونزية في بطولتي أوكرانيا وكرواتيا.
ويوضح الهنداوي أنه يحرص على أداء العبادات خلال الشهر الفضيل من خلال أداء جميع الصلوات، وقراءة القرآن خلال ساعات النهار، إلى جانب جلوسه مع العائلة، فيما يتدرب مع المنتخب الوطني مرتين يوميا قبل الإفطار وبعده، مؤكدا أن اللياقة البدنية والمجهود يتناقص خلال ساعات الصيام.
وتابع: “نتناول وجبة الإفطار في مركز الإعداد الأولمبي بطلب من المدرب الكوبي للمنتخب الوطني داجوبيرتو سكوت لتفادي الإرهاق، ونستعد من خلال المعسكر الداخلي قبل السفر بداية شهر نيسان (أبريل) المقبل إلى بلغاريا، بهدف خوض معسكر يضم منتخبات قوية، وإجراء مباريات ودية عدة، وذلك استعدادا لبطولة العالم المقرر إقامتها في أوزبكستان خلال شهر أيار (مايو) المقبل”.
ويستذكر الهنداوي أحد المعسكرات المميزة للمنتخب الوطني خلال شهر رمضان، حيث قدم لاعبو المنتخب أفضل مستوياتهم في بولندا العام 2021، على الرغم من صيام اللاعبين وخوضهم نزالات ودية خلال ساعات النهار، إلا أن ذلك لم يؤثر على عطائهم الكبير داخل الحلبة.
واستطرد: “هدفنا كلاعبي المنتخب الوطني في بطولة العالم المقبلة هو الحصول على ميدالية ملونة عبر أكبر عدد من اللاعبين، لتكون أول مرة نظفر بميداليات في هذه البطولة، وذلك بعد التقدم الواضح للاعبي المنتخب الوطني في اللعبة خلال الفترة الماضية، واحتلال عدد من اللاعبين مراكز متقدمة على سلم التصنيف الدولي، ومنهم المصنف الأول على وزنه زياد عشيش”.
ويشيد الهنداوي بموهبة زميله عشيش الذي لم يتجاوز الـ 25 عاما من عمره، حيث شبهه بموهبة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي، نظير تصاعد مستواه في الآونة الماضية بصورة ملحوظة، وعدم قدرة أي لاعب على الوقوف في وجهه، إذ يمتلك إمكانيات فنية قل نظيرها عند بقية اللاعبين، متمنيا له مزيدا من التوفيق في مسيرته.
ويكشف الهنداوي أسباب عدم قدرة أي لاعب أردني على التقدم في دورة الأولمبياد الماضية، رغم مشاركة 5 لاعبين من المنتخب الوطني، إذ يعزو ذلك إلى قلة الخبرة والاحتكاك بلاعبين أبطال، إلى جانب قلة الدعم المادي للملاكمة المحلية مقارنة بالدول الأخرى، حيث يقضي اللاعبين الأجانب غالبية العام في معسكرات خارجية، بينما يغادر لاعب المنتخب الوطني مرة واحدة خلال 4 أشهر تقريبا.
وواصل: “يمتلك اللاعب الأردني طموحا وإمكانيات فنية تؤهله لاحتلاله المراكز الأولى على العالم، ولدينا منتخب يضم عناصر مبشرة بالخير، إذ يجمع المنتخب بين لاعبي الخبرة والشباب، ونتائجنا في الفترات الماضية خير دليل على ذلك”.
ويتمنى الهنداوي ألا تلغى رياضة الملاكمة من الأولمبياد المقبلة في باريس 2024، وذلك بسبب مشاكل حالية بعيدا عن الرياضة بين الاتحاد الدولي للعبة واللجنة الأولمبية الدولية، ومستقبل مشاركة الملاكمة من عدمها غامض حتى اللحظة، مستبعدا أن تشطب من المشاركة في الأولمبياد خلال الفترة المقبلة بسبب أهميتها وقدمها منذ انطلاق أكبر تجمع رياضي عبر التاريخ.
اضافة اعلان