كأس السوبر يدشن موسم الكرة الأوروبية في وارسو اليوم

ريال مدريد بقيادة مبابي الأوفر حظا.. وأتالانتا يتطلع لمفاجأة جديدة

ملعب وارسو الوطني -(من المصدر)
ملعب وارسو الوطني -(من المصدر)
مدن - يرغب ريال مدريد في تدشين موسمه الجديد بأفضل طريقة ممكنة، عندما يقابل أتالانتا مساء اليوم في العاصمة البولندية وارسو، بمباراة كأس السوبر الأوروبي لكرة القدم.اضافة اعلان
وستنهار أرقام كأس السوبر القياسية إذا تفوق ريال مدريد على أتالانتا، حيث يهدف "لوس بلانكوس" إلى الابتعاد عن برشلونة وميلان الفائزين باللقب خمس مرات، من خلال أن يصبح أول فريق يفوز باللقب السادس، بينما يبحث كارلو أنشيلوتي عن اللقب الخامس كمدرب، وهو أمر لم ينجح فيه أحد من قبل.
إضافة إلى ذلك، قد يصبح داني كارفاخال ومايسترو خط الوسط لوكا مودريتش، أول لاعبين يظهران في خمسة انتصارات بكأس السوبر.
ومع استعداد كيليان مبابي، المنضم حديثًا إلى ريال مدريد، لخوض أول مباراة تنافسية له، هناك الكثير من الاهتمام المحيط بمباراة الفريق الافتتاحية هذا الموسم.
ويقف أتالانتا في طريق ريال مدريد، حيث يظهر الفريق الإيطالي في كأس السوبر لأول مرة تاريخه، بعد فوزه بلقب الدوري الأوروبي عبر تخطي باير ليفركوزن 3-0 الموسم الماضي، وقد يبدأ أتالانتا اللقاء في بولندا باعتباره المرشح الأقل حظا، لكنه بلا شك سيكون حريصًا على مواصلة مفاجأة الناس، تمامًا كما فعل طوال الموسم الماضي.
وقال نجم أتالانتا مارتن دي رون: "مدريد فريق رائع، لكننا سعداء بأن نكون الفريق الأقل حظا. حدث الأمر نفسه أمام ليفركوزن، لذلك ربما يكون هذا دور جيد لنا. كل شيء مهيأ لافتتاح رائع للموسم الأوروبي الجديد".
وأشار مدرب أتالانتا جيان بييرو جاسبريني إلى أن فريقه دليل على أن المثابرة والتفاني والطموح الدؤوب عوامل سنجني ثمارها في النهاية.
ووضع الإيطالي البالغ من العمر 66 عامًا، والذي تم اختياره مرتين كأفضل مدرب في الدوري الإيطالي، يديه أخيرًا على إحدى الكؤوس في دبلن الموسم الماضي، وهو الذي بدأ مسيرته التدريبية في فريق الشباب مع يوفنتوس قبل 30 عامًا، وسيواجه الآن رجلًا شغل منصب المدير الفني خلال جزء من فترة وجوده في تورينو، مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي.
وتحدث جاسبيريني حول مسيرة أتالانتا نحو التأهل لهذه المباراة قائلا: "كانت رحلة طويلة في الدوري الأوروبي. منذ المباراة الأولى في لشبونة، أظهرنا صفاتنا ولعبنا بأفضل ما في وسعنا. كانت بطولة عالية المستوى حقًا والفوز بها بهذه الطريقة كان إنجازًا كبيرًا بالنسبة لنا".
وأضاف: "كنا الفريق الأضعف ضد ليفربول، وربما ضد سبورتنج لشبونة أيضًا في البداية. اعتقد الجميع أنهم سيفوزون، وفي النهاية واجهناهم أربع مرات (مرحلة المجموعات ثم دور الستة عشر). يجب أن أقول إن كوننا الفريق الأضعف كان لصالحنا إلى حد ما، فقد أخرج ذلك أفضل ما لدينا".
وتابع: "لا أعرف ما إذا كنا أحد أفضل الفرق لكننا كنا جيدين للغاية. لقد كنا الأفضل في البطولة بكل تأكيد، ويرجع هذا جزئيًا إلى النتائج التي حققناها.. 3-0 ضد مرسيليا، و3-0 ضد ليفربول، و3-0 ضد باير ليفركوزن. وكانت هناك مباريات أخرى أيضًا، مثل مباراتنا ضد سبورتنج، حيث تغلبنا عليهم مرتين وتعادلنا مرتين. لقد أنصفنا أنفسنا طوال بطولة الدوري الأوروبي والأمر الأكثر إرضاءً هو أن المسابقات مثل هذه غير مؤكدة حقا، يمكن أن تتمحور حول حادثة واحدة، ولكن من المعترف به على نطاق واسع، أننا كنا نستحق الفوز بالكأس".
وأكد جاسبيريني، أن الفوز بلقب الدوري الأوروبي يحمل معنى خاصا، وقال: "إنه يعني كل شيء في تاريخ أتالانتا. وبالنسبة لي أيضًا، إنها أول كأس أوروبية أفوز بها. الفوز، وخصوصا في أوروبا، هو شيء لم يفعله أتالانتا من قبل في تاريخه، ولم يفعله الكثير منا في النادي. والطريقة التي فعلنا بها ذلك لن تنساها أبدًا في هذا النادي".
وأردف: "كنا في صعود نحو نهاية الموسم، وفزنا بالعديد من المباريات على التوالي، بما في ذلك في الدوري الإيطالي. لقد قدمنا بعض العروض الرائعة في كل من الدوري والكأس ما سمح لنا بالوصول إلى نهائيين والانتهاء في مراكز دوري أبطال أوروبا في الدوري الإيطالي، ثم كانت هناك الهزيمة قبل أسبوع (من مواجهة ليفركوزن)، في نهائي كأس إيطاليا أمام يوفنتوس، بعد الكثير من المباريات الجيدة، سواء من حيث النتائج أو الأداء".
واسترسل: "ربما لأننا لم نلعب بأفضل ما لدينا في تلك المباراة ضد يوفنتوس، فقد أعطتنا القوة والتركيز للعب ضد ليفركوزن، وهي المباراة التي انتظرها الكثيرون. أثبت نهائي كأس إيطاليا أنه كان حاسما من حيث تقديمنا للأداء الذي قدمناه".
وتحدث جاسبيريني عن رحلته التدريبية في أتالانتا، الذي انضم إليه في العام 2016، وقال: في السنوات الست الماضية، وصلنا إلى دوري أبطال أوروبا أربع مرات. هذا الموسم ستكون المرة الرابعة لنا. لقد أصبحنا لاعباً رئيسياً في مشهد كرة القدم الأوروبية وهذا مختلف تماماً عما كنا عليه قبل ثماني سنوات".
وأشاد جاسبيريني بريال مدريد منافسه في مباراة كأس السوبر، وأوشار: "ستكون هذه مناسبة غير عادية لأتالانتا ولمدينة بيرجامو ولتاريخ المكان. نحن نلعب ضد النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب في العالم، ضد الفريق الذي فاز بأكبر عدد من الألقاب في العالم. إن خوض نهائي مثل هذا، من أجل هذه الكأس ضد ناد مهم كهذا، كان أمراً لا يمكن تصوره حتى وقت قريب".
وأثنى جاسبيريني على أنشيلوتي، الذي عمل معه في يوفنتوس، وقال: "من الواضح أن كارلو مؤسسة في جميع أنحاء العالم. إنه بلا شك المدرب الذي فاز بأكبر عدد من الألقاب. لقد فعل ذلك مع العديد من الأندية، وهو يقوم بأشياء مذهلة في ريال مدريد".
وأكمل: "سيكون من الرائع جدًا اللعب ضده في هذه المباراة النهائية، بالنظر إلى أنه قبل 30 عامًا، كنت أدرب فريق الشباب في يوفنتوس وكان هو يدرب الفريق الأول. كان ذلك منذ سنوات عديدة، لكن سيكون من الرائع أن نلتقي مرة أخرى في هذه المباراة النهائية".
في الجهة المقابلة، أكد أنشيلوتي أن المباراة أمام أتلانتا ستكون صعبة، وقال: "أعتقد أن أتالانتا يستحق أن يكون هناك لأنه لعب موسما مذهلا في الدوري الأوروبي، حيث أطاح بفرق كبيرة مثل ليفربول. لقد تمكنوا من الفوز بهذا النوع من المباريات بسهولة، حتى وصلوا النهائي. لذلك، نحترم هذا الفريق كثيرًا. لكننا نأمل بأن نكون في أفضل حالاتنا".
وأبرز: "لا أعتقد أن أحدًا كان يتوقع (أن يتغلب أتالانتا على ليفركوزن بسهولة في نهائي الدوري الأوروبي). كما قلت، كان لأتالانتا موسم مذهل. إنهم فريق خطير للغاية يلعب بطريقة خاصة وفريدة من نوعها". لم يتمكن باير ليفركوزن من اللعب بالطريقة التي اعتاد عليها، بسبب الجهد الهائل الذي بذله لاعبو أتالانتا".
وقال أنشيلوتي المديح لجاسبيريني قائلا: "لدينا علاقة رائعة. نحن أصدقاء. بدأت علاقتنا في يوفنتوس، يلعبون باستمرار في أوروبا بفضل جاسبيريني، ومنذ وصوله، فإنهم يؤدون أداءً جيدًا للغاية في إيطاليا أيضًا. لقد ظهر بعض اللاعبين الممتازين والمهمين من الفريق. لذا، فقد قام بعمل مذهل، ويستمر في القيام بذلك".
وحول الأمور التي سجيلبها نجم الفريق الجديد كيليان مبابي لريال مدريد، قال أنشيلوتي: "سيجلب جودته إضافة إلى رباطة جأشه وموقفه وتفانيه. سيتعين عليه التكيف مع هذا الفريق كما حدث مع الجميع. نحن سعداء للغاية بوجوده هنا لأنه يتمتع بصفات رائعة، وبالنظر إلى شخصيته سيتكيف بسرعة".
ويبحث مبابي عن تسجيل انطلاقة قوية بقميص ريال مدريد الذي بدوره، يدخل مواجهة السوبر بعد موسم استثنائي، ولم يخسر فيه أيا من مبارياته الـ26 الأخيرة (17 فوزا و9 تعادلات)، وعزز ترسانته بانضمام النجم الغني عن التعريف مبابي القادم من باريس سان جيرمان الفرنسي.
ولا شك أن الأنظار ستكون شاخصة إلى مبابي الذي انضم أخيرا إلى النادي الذي يعشقه منذ طفولته، والذي ارتبط اسمه به لسنوات عدة، من دون أن يتحقق هدف انتقاله حتى الصيف الحالي.
ويعود مبابي من مشاركة مخيبة للآمال في كأس أوروبا للمنتخبات، حيث خرج المنتخب الفرنسي من الدور نصف النهائي على يد إسبانيا المتوجة باللقب، في حين لم يتمكن بطل كأس العالم 2018، مبابي، من تسجيل سوى هدف وحيد في البطولة القارية من ركلة جزاء في دور المجموعات في مرمى بولندا.
وفي حفل تقديم رسمي استثنائي في سانتياجو برنابيو، توجه ابن الـ25 عاماً إلى جمهور ريال بالإسبانية بطلاقة أمام ناظري والديه المتأثرين بالدموع، ومواطنه نجم النادي الملكي ومدربه السابق زين الدين زيدان الذي لم يخف أبدًا رغبته في جذب الظاهرة الفرنسية إلى ريال مدريد منذ صغره "واو... وجودي هنا أمر لا يصدق. لقد حلمت لسنوات باللعب لريال مدريد واليوم أصبح حلمي حقيقة. أنا فتى سعيد. سأهب حياتي لهذا النادي ولهذا الشعار. أنا فخور بتحقيق حلمي وأن أصبح لاعبا في أفضل ناد في تاريخ كرة القدم".
ووقع مبابي المنتقل إلى ريال ضمن صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع باريس سان جرمان الفرنسي، عقداً لخمسة مواسم.
وبات ريال يتسلح بترسانة هجومية متكاملة على رأسها مبابي والبرازيليان فينيسيوس جونيور ورودريجو، وخلفهم الإنجليزي المتألق جود بيلينجهام.
ويمثل وجود هذه الكوكبة من النجوم تحديا كبيرا لأنشيلوتي، إذ بات الفريق يتمتع بتشكيلة مدججة وستكون تشكيلته الأساسية بلا أي منازع الأفضل محليا وأوروبيا وعالميا، مما يضع ضغوطا كبيرة ومضاعفة بعد أن حقق فريق العاصمة الإسبانية أهم لقبين الموسم الماضي، وهما الدوري والأبطال.
وبعد فوزه بلقب دوري الأبطال الموسم الماضي، أحرز أنشيلوتي لقبه الـ 13 كمدرب لريال، وسيتساوى مع ميغيل مونيوز بـ14 لقبًا صاحب الرقم القياسي الحالي كأكثر المدربين إحرازا للألقاب مع العملاق المدريدي في تاريخه.
وقال البلجيكي تيبو كورتوا حارس عرين ريال: "أتالانتا فريق جيد". يضغطون في كل مكان على أرض الملعب. لعبنا ضدهم قبل بضع سنوات في دوري أبطال أوروبا وكانت مباراة صعبة (في دور الـ16 خلال موسم 2020-2021، 1-0 في الذهاب و3-1 في الإياب)، لذلك، نحن نعلم أنها ستكون مباراة صعبة، لكننا سنحاول الفوز بها".
من جانبه، قال قائد أتالانتا الهولندي مارتن دي رون: "ريال مدريد فريق رائع، ولكننا سعداء بكوننا الفريق الأضعف. لقد كان الأمر نفسه ضد ليفركوزن، لذا ربما يكون هذا دورًا جيدًا بالنسبة لنا".
وستقام المباراة على ملعب بولندا الوطني، الذي تم بناؤه في الأصل لاستضافة بطولة أوروبا 2012، حيث استضاف جميع مباريات بولندا الثلاث في دور المجموعات، إضافة إلى مباراتيه في كل من ربع النهائي ونصف النهائي. ومنذ ذلك الحين استضاف نهائي الدوري الأوروبي في العام 2015، وهو الملعب الرسمي للمنتخب البولندي.
وستكون وراسو المدينة الثانية عشرة التي تستضيف كأس السوبر الأوروبي منذ انتقال المباراة من موناكو، بعد براج (2013)، وكارديف (2014)، تبليسي (2015)، وتروندهايم (2016)، وسكوبيه (2017)، تالين (2018)، وإسطنبول (2019)، وبودابست (2020)، بلفاست (2021)، هلسنكي (2022)، وبيرايوس (2023).
التشكليتان المتوقعتان
ريال مدريد: كورتوا؛ كارفاخال، ميليتاو، روديجر، ميندي؛ فالفيردي، تشواميني، مودريتش؛ بيلينجهام؛ مبابي، فينيسيوس جونيور.
أتالانتا: موسو؛ دجيمسيتي، هيين، كولاسيناتش؛ زاباكوستا، إيدرسون، دي رون، روجيري؛ دي كيتيليري، ريتيجي، لوكمان. -(وكالات)