إسطنبول- بعد عقد من خيبات جعلت تركيا تغيب عن أربع نهائيات كأس عالم تواليا وتودع كأس أوروبا 2016 من الدور الأول، عاد المدرب شينول غونيش متعهدا بأن يجعل "تركيا بين أفضل 10 منتخبات" في التصنيف العالمي، لكن "آي يلدزليلار" ما يزال بعيدا عن هذا الموقع قبل انطلاق كأس أوروبا 2020.
قاد غونيش تركيا إلى فوز وتعادل مع فرنسا بطلة العالم في التصفيات، لكنه حل وراءها وصيفا، فيما تحتل راهنا المركز (29) عالميا.
ترك غونيش نادي بشكتاش في 2019 من أجل العودة إلى المنتخب الوطني ومحاولة انتشاله من كبوته.
يُعد ابن الـ68 عاما أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم البلاد، وخلافا لغريمه فاتح تيريم المعروف باندفاعه المبالغ به، يتميز غونيش بصبر المعلم العاطفي، لكنه لا يتوانى عن استخدام الصلابة إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
بالنسبة للأتراك، غونيش يبقى البطل الذي حقق الإنجاز الأبرز حين قاد البلاد إلى مركز ثالث تاريخي في مونديال 2002، قبل أن يترك المنتخب في 2004 لقدره المخيب الذي أدى به إلى الغياب عن النهائيات العالمية منذ حينها.
ويرى مؤسس موقع "توركيش فوتبول" الكروي إيمري ساريغول أن "لشينول غونيش مكانة خاصة في قلوب غالبية الجمهور التركي. لقد وضع تركيا على خريطة" كرة القدم العالمية.
عندما كان يبحث الاتحاد التركي عن بديل للروماني ميرتشيا لوتشيسكو، كان غونيش خيارا بديهيا بالنسبة لمعظم الأتراك فأحد "لن يسأل في تركيا لماذا هو؟" بحسب ما أفاد ساريغول الذي عمل مع غونيش كإداري في بشكتاش.
وتابع "في كرة القدم التركية حيث الغرور الكبير، تحتاج إلى قائد صاحب كاريزما، يحظى بالاحترام على أساس مسيرته ومعرفته بكرة القدم. في تركيا، ليس هناك سوى مدربين أو ثلاثة يلبّون كافة هذه المعايير، وغونيش أحدهم".
مرت 17 سنة منذ أن أنهى غونيش مغامرته الأولى مع المنتخب الوطني والتي امتدت من 2000 حتى 2004، ومنذ حينها أصبح اسمه بمرتبة الأساطير في إثنين من أكبر أندية البلاد: بشيكتاش الذي أشرف عليه من 2015 حتى 2019 وقاده إلى لقب الدوري المحلي مرتين، وطرابزون سبور، فريق مسقط رأسه على البحر الأسود.
هناك في طرابزون سبور، أمضى غونيش معظم مسيرته الكروية حيث دافع أولا عن مرماه وأحرز معه 6 ألقاب في غضون 15 عاما (1972-1987)، قبل أن يتولى بعدها الاشراف عليه في عدة مناسبات، حافرا اسمه في تاريخ النادي وملعبه الذي أصبح على مسماه.
وإذا كان تخطى الامتحان الأول في وظيفته الجديدة-القديمة بقيادة بلاده إلى نهائيات كأس أوروبا 2020، فإن المهمة الأصعب التي تنتظره هي إعادة ثقة الجمهور بمنتخب عاش الصعاب في الأعوام الماضية، وتحديدا منذ وصوله إلى نصف نهائي كأس أوروبا العام 2008.
عندما استلم المهمة، تعهد غونيش "القيام بكل شيء ممكن لبناء منتخب وطني يفخر به الجميع".
ورغم خلفيته الدفاعية كحارس مرمى سابق، يروج غونيش لأسلوب هجومي ممتع يعتمد على التمرير السلس والضغط على الخصم.
غالبا ما يوصف غونيش بـ"المعلم" الذي يقضي ساعات في تقديم المشورة للاعبيه، ولا يختلف الوضع في المنتخب الوطني الذي يجد فيه لاعبين واعدين شبانا مثل جناح طرابزون سبور عبد القادر عمر أو مدافع ليفربول الإنجليزي أوزان كاباك اللذين يتطلعان اليه لتطوير إمكاناتهما.
ويمكن لمهارات دجنغيز أوندر ومايسترو الركلات الحرة هاكان تشالهانوغلو أن تكون أسلحة فتاكة في تصرف غونيش.-(أ ف ب)