يشكل استمرار غياب الراعي الرسمي لمنافسات دوري المحترفين لكرة القدم للموسم الحالي، وقلة الموارد المالية، سببين رئيسيين في تأزم العلاقة بين الاتحاد والأندية، وبالتالي ضرورة الوقوف على هاذين السببين لمعالجتهما في سبيل مصلحة الكرة الأردنية.
وتعاني أندية المحترفين لكرة القدم من صعوبات مالية، تسببت في عدم استقرار الفرق، نتيجة تذمر اللاعبين وإضرابهم، بسبب عدم قدرة أنديتهم على توفير مستحقاتهم المالية المتأخرة كثيرا، ما يستوجب الوقوف على هذه التفاصيل لمعالجتها.
ورغم المعاناة الكبيرة للأندية والمطالبات اليومية بحل سريع، لم ينجح اتحاد الكرة حتى الآن في استقطاب شركة راعية للدوري تساهم في تخفيف الآثار المالية على صناديق الأندية، رغم الوعود التي قطعها الاتحاد بإيجاد الراعي، ولكن من دون أن يحصل ذلك.
ووصلت الأمور إلى نقطة مفصلية، من خلال اجتماع رؤساء الأندية في مقر نادي الوحدات، والكتاب الموجه لاتحاد الكرة بضرورة دفع مبلغ 200 ألف دينار لكل ناد أو تعليق المشاركة في منافسات الدوري، ولم يخرج اجتماع اللجنة الثلاثية الممثلة للأندية مع نائب رئيس الاتحاد مروان جمعة والأمين العام سمر نصار بنتيجة، لتعلن الأندية تعليق المشاركة ويرد الاتحاد بتطبيق التعليمات على الفريق الذي يتغيب عن مباراته.
ولا شك، أن شركات القطاعين العام والخاص تأثرت إلى حد كبير بتداعيات أزمة “كورونا”، ما زاد من معاناة الأندية في إيجاد الداعمين إلا من ارتبطت معها باتفاقيات سابقة، وأصبحت مهمة إدارات الأندية صعبة في البحث عن شركات راعية، فيما تبدو فرصة اتحاد الكرة أفضل في ذلك، وعليه العمل أكثر في ظل وجود دائرة تسويق وموظفين بالاتحاد مهمتهم إيجاد شركات وجهات وأشخاص يرعون نشاطات الاتحاد المختلفة.
إضافة إلى أن موارد الاتحاد متنوعة من الحكومة واللجنة الأولمبية والاتحاد الدولي والمساهمات والشركات الراعية للنشاطات المختلفة.
وحمل رؤساء أندية في دوري المحترفين في تصريحات لـ”الغد” ، اتحاد الكرة مسؤولية إيجاد راع للدوري، وأكدوا أن فترة التوقف بين الموسم الماضي والموسم الحالي كانت طويلة ومناسبة للبحث عن شركة راعية لبطولات الموسم وخاصة بطولة الدوري.
وقال رؤساء الأندية الذين فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم: “إن الضائقة المالية لأندية المحترفين لها أسبابها المستمرة، إذ لم يتوفر للأندية الدعم الحكومي الكافي، سواء من وزارة الشباب أو اتحاد الكرة، إضافة إلى قلة الدخل العائد من ريع المباريات، وغياب دعم الجماهير ومحبي الأندية بسبب أزمة “كورونا”.
ويرى رؤساء الأندية، أن من أهم الحلول المطروحة حاليا، أن يكون هناك تدخل حكومي سريع، بشكل يمكن جميع أندية المحترفين من سداد مديونيتها، وتحديد شروط الصرف وضبط ميزانيتها المالية، ورفع قيمة الدعم من اتحاد الكرة ووزارة الشباب.
ويرى المتابع للكرة الأردنية محمد الحموري، أن غياب ثقافة الاستثمار وعدم وجود سياسات مالية واضحة ومتوازنة في أغلب الأحيان، وغياب الدعم الحكومي الموجه نحو الرياضة، والذي انسحب على غياب الداعمين، والعلاقة غير السليمة بين الاتحاد والأندية، كلها عوامل تساهم في الصعوبات التي تواجهها الأندية، وينعكس ذلك على مستوى المنتخبات الوطنية.
ويؤكد المشجع عمار العبدالات، أن الوضع المالي الذي تعاني منه الأندية كافة باستثناء الحسين إربد، غير مسبوق، وأن الديون تتراكم وبكثرة، وبدأت تعيق مسيرتها، وأن الاعتماد ينصب حاليا على كيفية تأمين التبرعات في ظل هذه الضائقة المالية، معتبرا أن اتحاد الكرة مقصر في إيجاد شركات راعية وهذا دوره.
اقرأ أيضاً:
غياب الحلول في اتحاد الكرة.. وأندية الدرجات تتجه لخطوة مماثلة