ولا يحمل الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لفريق ريال مدريد، أي شيء كما يتضح من عودته إلى تدريب نادي العاصمة الإسبانية، رغم إقالته القاسية من قبل رئيس "اللوس بلانكوس" فلورنتينو بيريز في العام 2015. ومع ذلك، سيستمتع المدرب المخضرم البالغ من العمر 64 عاما بإثبات نقطة ما، عندما يزور فريقه السابق نابولي.
وأقيل أنشيلوتي من قبل رئيس النادي الجنوبي أوريليو دي لورينتيس في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2019، بعد أقل من ساعة من مساهمته في قيادة نابولي إلى الأدوار الاقصائية للمسابقة القارية العريقة، بفوزه الكبير على جنك البلجيكي 4-0، وكان الفريق الإيطالي يكافح في المركز السابع في الدوري الإيطالي بذلك الوقت، لكنه فاز بأول لقب "سيري أ" له منذ 33 عاما في العام 2023، لذلك يمكن أن يعتبر لورينتيس أن قراراته كانت أكثر من مبررة.
وأمضى أنشيلوتي عاما ونصف في تدريب نابولي، وقاده إلى المركز الثاني في موسم 2018-2019، لكن فترة ولايته انتهت فجأة في عامه الثاني، وفي الوقت الذي كان فيه أنشيلوتي في القمة قبل سنوات، بدا أنه في طريقه إلى أسفلها بتجربته المتواضعة مع نابولي ومن بعدها مع إيفرتون الإنجليزي، والتي أدت إلى التوترات في غرفة الملابس والنزاع مع دي لورينتيس حول معسكر تدريبي، ليسقط في كامبانيا، حيث اعتقد الرئيس أن أنشيلوتي لا يملك القدرة على إدارة الفريق.
لكن عودة أنشيلوتي المفاجئة إلى قيادة ريال مدريد في العام 2021 أعادته إلى النخبة، وفي العام 2022 فاز بلقبه الرابع بدوري أبطال أوروبا كمدرب، أكثر من أي مدير فني آخر، بالإضافة إلى إحرازه لقب الدوري الإسباني مكملا ثنائية رائعة.
وضمن ريال مدريد وصوله إلى نابولي وهو في قمة ترتيب الدوري الإسباني بعد فوزه الكبير على جيرونا 3-0، وذلك بعد خسارته المخيبة أمام جاره أتلتيكو مدريد 1-3 في ديربي العاصمة قبلها بثلاثة أيام.
وأدت الخسارة المؤلمة على ملعب "واندا متروبوليتانو" إلى تعرض أنشيلوتي لانتقادات، بسبب خططه التكتيكية ونظام خط الوسط الماسي. ومع ذلك، أجرى الإيطالي بعض التغييرات الطفيفة في المباراة التالية امام جيرونا وكان ذلك كافيا للخروج بفوز مريح على الفريق الكتالوني، الذي كان يأمل في تحقيق فوزه الثاني على التوالي في أرضه "مونتيليفي" أمام ريال مدريد بعدما تغلب عليه 4-2 في اياب الدوري الموسم الماضي.
وقال أنشيلوتي، في تصريحات على هامش المؤتمر الصحفي الذي يسبق المباراة: "الفوز هنا يعني أننا قدمنا أداء جيدا وأود أن أسلط الضوء على عملنا الدفاعي، والذي كان جيدا جدا"، حيث دفع المدرب الإيطالي بلاعب الوسط الدولي الفرنسي إدواردو كامافينغا في مركز الظهير الأيسر بدلا من فران غارسيا الأكثر هجوًا، كما طلب من الدولي الإنجليزي الواعد جود بيلينغهام المساعدة في الدفاع لتخفيف العبء عن البرازيلي فينيسيوس جونيور العائد من إصابة.
وأضاف: "طلبنا من بيلينغهام المساندة في استعادة الكرة لتجنب قيام فينيسيوس بالكثير من المهام الدفاعية، مع الأخذ في الاعتبار أن الفرنسي أوريليان تشواميني كان في منتصف الملعب لتوفير التغطية".
وسجل بيلينغهام سبعة أهداف مع تمريرتين حاسمتين حتى الآن هذا الموسم في جميع المسابقات بينها ستة في الليغا، ويلعب إلى حد كبير دور صانع الألعاب رقم 10، على الرغم من قدرته على العمل في مناطق أعمق، لقد كان "اختراعا" من قبل أنشيلوتي للمساعدة في سد فراغ رحيل الفرنسي كريم بنزيمة، وقد أتى ثماره حتى الآن بالنسبة للدولي الإنجليزي، بيلينغهام، هداف الدوري الاسباني حاليا.
وبدد التحول التكتيكي للمدرب والتعديلات اللاحقة، أي شكوك حول تفانيه في مدريد في موسمه الأخير معه، قبل الانتقال الى تدريب المنتخب البرازيلي الصيف المقبل، حيث يبرز أحد الأسباب وراء التشكيلة الجديدة للنادي الملكي هو إضافة القوة للفريق وتعزيز خط الوسط، بعد الخروج المذل لحامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة (14 مرة) على يد مانشستر سيتي الإنجليزي برباعية نظيفة في دور الأربعة الموسم الماضي.
وستكون زيارة نابولي بمثابة اختبار حقيقي آخر لكل من خطة أنشيلوتي وعمق تشكيلة ريال مدريد، حيث يقدم المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمهن مستوى جيدا، على الرغم من غضبه الأخير بسبب إهانته من قبل النادي على شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك".
وسيخوض "النادي الملكي" المباراة في غياب قطب دفاعه النمساوي دافيد ألابا بسبب الإصابة، وسيكون أمام أنشيلوتي خيار اللاعب الألماني أنتونيو روديغر وناتشو فرنانديس لشغل مركز قلب الدفاع.
ويتطلع المدرب الفرنسي لنابولي رودي غارسيا أيضا إلى خطف نقاط المباراة، حيث حيث كان من المقرر أن يواجه ريال مدريد عندما كان في الدفة الفنية لنادي روما بالعام 2016، لكنه أقيل قبل مواجهتهما في الدور ثمن النهائي.
وفي المقابل، يطمح فريقا بايرن ميونيخ الألماني وأرسنال الإنجليزي إلى تأكيد انطلاقتهما القوية في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، عندما يحلان ضيفين على كوبنهاغن الدنماركي ولانس الفرنسي تواليا في الجولة الثانية، كما تشهد الجولة الثانية مباراة قمة بين إنتر ميلان وصيف بطل الموسم الماضي وبنفيكا البرتغالي في سعيهما إلى الفوز الأول.
واستهل بايرن ميونيخ مشواره بفوز مثير على ضيفه مانشستر يونايتد الانجليزي 4-3 ضمن المجموعة الاولى، وضرب أرسنال بقوة عبر فوزه برباعية نظيفة في مرمى أيندهوفن الهولندي، فيما انتزع إنتر ميلان تعادلا قاتلا من مضيفه ريال سوسييداد الاسباني 1-1 في الرابعة، ومني بنفيكا بخسارة مفاجئة أمام ضيفه سالزبورغ النمساوي 0-2 في المجموعة ذاتها.
ويبدو أن بايرن ميونيخ المثقل بالاصابات، مرشحا لتخطي عقبة كوبنهاغن، لكن يتعين عليه الحذر من كثرة اهتزاز شباكه في المباريات الاخيرة، حيث تلقى أبطال ألمانيا ثلاثة أهداف في لقاءاتهم مع لايبزيغ بكأس السوبر الألمانية، ومانشستر يونايتد حتى الآن هذا الموسم، إلى جانب هدفين ضد متصدر الدوري باير ليفركوزن (2-2) ومثلهما ضد لايبزيغ بتعادلهما بالنتيجة ذاتها السبت في البوندسليغا.
ورغم فترة الانتقالات التي شهدت تعاقده مع قائد المنتخب الإنجليزي هاري كين، وأفضل مدافع في الدوري الإيطالي، الدولي الكوري الجنوبي كيم مين-جاي والنمساوي كونراد لايمر، إلا أن النادي سمح برحيل العديد من اللاعبين في الصيف أبرزهم المدافعون الفرنسيان بنجامان بافار ولوكا هرنانديز والكرواتي يوسيب ستانيشيتش.
وزادت معاناة بايرن ميونيخ الدفاعية بالاصابات العديدة التي تشهدها صفوفه خصوصا قطب الدفاع الهولندي ماتيس دي ليخت والفرنسي دايو أوباميكانو وكيم، وبعد إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية في أيلول "سبتمبر" الماضي، وصف المدرب توماس توخل فريقه بأنه واهن بعض الشيء، وصغير بعض الشيء، قائلاً إنه أضعف من ذي قبل، مضيفا في تصريح لشبكة سكاي الألمانية إنها: "تشكيلة شجاعة، سنرى ما إذا سيكون ذلك كافيا لتحقيق أهداف النادي هذا الموسم".
وأجبرت الإصابات توخيل على اختيار لاعب الوسط ليون غوريتسكا والظهير المغربي نصير مزراوي في قلب الدفاع، في فوز بايرن على مونستر 4-0 الثلاثاء الماضي في كأس ألمانيا، وتجلت مخاوف بايرن بشكل أفضل الأحد، عندما شوهد قلب دفاعه السابق جيروم بواتنغ يتدرب مع الفريق قبل العودة المحتملة.
وفاز بواتنغ بدوري أبطال أوروبا العامين 2013 و2020 مع بايرن، لكن تم التخلي عن خدماته مجانا صيف 2021 حيث انضم الى ليون الفرنسي دون اي نجاح، لكن تبقى القوة الضاربة للنادي البافاري في خط هجومه بقيادة كاين ولوروا سانيه والفرنسي كينغسلي كومان والكاميروني إريك-ماكسيم تشوبو-موتينغ، وإن كان الجناح سيرج غنابري سيغيب بسبب كسر في ساعده.
وفي المجموعة ذاتها، سيكون مانشستر يونايتد مطالبا بتخطي أزمة النتائج، عندما يستضيف غلطة سراي التركي، حيث يدخل "الشياطين الحمر" المباراة بمعنويات مهزوزة بعد خسارتهم الصادمة أمام كريستال بالاس 0-1 السبت، بعدما كانوا أكرموا وفادة ضيوفهم بثلاثية نظيفة الاربعاء الماضي في الدور الثالث لمسابقة كأس الرابطة الإنجليزية بكرة القدم.
وكانت الخسارة الثالثة لفريق مانشستر يونايتد في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري والرابعة في سبع مباريات حتى الآن، حيث أعرب المدرب الهولندي لفريق يونايتد، إريك تن هاغ، عن خيبة أمله بعد الخسارة، لافتا: "الأمر بسيط جدا، واجهنا ثلاث فرص فقط طوال المباراة وجميعها من كرات ثابتة، وبدورنا وصلنا إلى مناطق جيدة لكن اتخذنا قرارات ضعيفة".
وعلى غرار بايرن ميونيخ، سيكون أرسنال مرشحا لكسب النقاط الثلاث أمام مضيفه لانس، وصيف بطل الدوري الفرنسي، ضمن المجموعة الثانية، بالنظر الى الفوارق الكبيرة بين الفريقين ونتائجهما هذا الموسم.
وكشر النادي اللندني عن أنيابه في مستهل مشواره بالمسابقة العائد إليها بعد ست سنوات من الغياب، بفوزه الكبير على ضيفه أيندهوفن، ويدخل المباراة بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على مضيفه بورنموث برباعية نظيفة أيضا وصعوده الى المركز الثاني في الدوري بفارق نقطة واحدة خلف سيتي المتصدر وحامل اللقب.
وفي المقابل، حقق لانس نقطة واحدة في مبارياته الخمس الأولى بالدوري، قبل أن يكسب الأخيرتين وبصعوبة على تولوز 2-1 وستراسبورغ 1-0.
وفي المجموعة ذاتها، يأمل أيندهوفن في استغلال عاملي الارض والجمهور لتعويض سقوطه المذل امام ارسنال وذلك عندما يستضيف إشبيلية الاسباني.
وتتجه الانظار الى إيطاليا حيث تقام قمتان ساخنتان، الأولى على ملعب "جوزيبي مياتزا" في ميلانو بين إنتر الوصيف وبنفيكا ضمن المجموعة الرابعة، والثانية على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا" في نابولي بين صاحب الأرض وضيفه ريال مدريد.
والتقى إنتر وبنفيكا في ربع النهائي الموسم الماضي وكان الفوز من نصيب إنتر 2-0 في لشبونة، قبل التعادل 3-3 في ميلانو، حيث يدخل الفريقان المباراة بمعنويات عالية عقب الفوز الكاسح لإنتر على مضيفه ساليرنيتانا بسوبر هاتريك نظيف لقائده الدولي الارجنتيني لاوتارو مارتينيس، والثمين لبنفيكا على غريمه التقليدي بورتو 1-0 في قمة الدوري البرتغالي سجله نجمه العائد الأرجنتيني الآخر أنخل دي ماريا.
ويتألق دي ماريا بشكل لافت هذا الموسم عقب عودته الى بنفيكا من يوفنتوس الايطالي، وسجل دي ماريا ستة أهداف مع تمريرتين حاسمتين، في ثماني مباريات مع قطب مدينة لشبونة.
وفي المجموعة ذاتها، يلعب سالزبورغ المتصدر مع ريال سوسييداد، فيما يلتقي الجريحان أونيون برلين الألماني مع براغا البرتغالي.
وبعد البداية السيئة، يخوض مانشستر يونايتد وبروسيا دورتموند، الجولة الثانية من دوري الأبطال دون أي مجال للإخفاق، حيث سقط مانشستر يونايتد أمام بايرن ميونخ في ملعب الأخير أليانز أرينا، بينما سقط بروسيا دورتموند في حديقة الأمراء لصالح باريس سان جيرمان. أما بنفيكا فقد خسر في عقر داره ملعب النور على يد سالزبرغ النمساوي في مباراة كانت نتيجتها غير متوقعة على الإطلاق بين جميع مواجهات الجولة الأولى.
ولن يحسم أي فريق تأهله من الجولة الثانية، رغم أن بعض الفرق قد تشهد تضاؤل فرصها خلال منتصف الأسبوع، الذي يشهد زيارة ريال مدريد لنابولي وميلان لملعب دورتموند وباريس سان جيرمان إلى نيوكاسل. كما يحل بنفيكا ضيفاً على إنتر ميلان بملعب الأخير جيوسيبي مياتزا.
وينظر بنفيكا لمواجهة الإنتر في ميلان على أنها نهائي مبكر، حيث كان الفريق البرتغالي قد سقط في لشبونة خلافا لكل التوقعات، لذا يحتاج بشدة لعودة الروح واسترداد ذكريات العام الماضي حين أنهى دور المجموعات بلا أي هزيمة، أما منافسه الإيطالي، ووصيف النسخة الأخيرة، فقد عاد بنقطة ثمينة من ملعب أنويتا حيث التقى ريال سوسييداد في الأسبوع الأول.
وتمثل زيارة ملعب "ريد بول أرينا" معقل سالسبورغ تحدياً بالنسبة لممثل إسبانيا الذي فشل في الفوز طوال آخر 11 مباراة خاضها في دور المجموعات من دوري الأبطال، بواقع خمسة تعادلات وخمس هزائم منذ الفوز على جالطة سراي في سبتمبر (أيلول) 2003. وفي حال واصل الفريق النمساوي اللعب بنفس الجدية التي ظهر بها الموسم الماضي، فسيكون أحد أوائل المرشحين للتأهل إلى ثمن النهائي.
ووسط أزمة داخلية بسبب ملف جادون سانشو وفي ظل سوء النتائج، يستقبل مانشستر يونايتد على ملعبه غلطة سراي مستهدفاً تحقيق انتصار يطيل فترة تواجده في التشامبيونز، ويعود اليونايتد إلى ملعبه بعد الخسارة في ميونخ على يد البايرن، ليواجه فريقا يلعب بندية في أوروبا وخسر مباراة وحيدة في آخر 19 مواجهة أوروبية لعبها.
أما مجموعة الموت، فستكون على موعد مع زيارة من باريس سان جيرمان تحت إمرة المدير الفني لويس إنريكي وفي وسط شكوك حول مشاركة كيليان مبابي، لملعب "سانت جيمس بارك" لملاقاة نيوكاسل يونايتد، الذي عاد من إيطاليا بنقطة بعد تعادله مع ميلان.
وفي المواجهة الأخرى، التي تجمع بروسيا دورتموند بميلان في ملعب "سيغنال إيدونا بارك"، يحاول بروسيا دورتموند تجاوز صدمة الخسارة من "البي إس جي" في الجولة الماضية، كما لا بديل أمام ميلان سوى الفوز بعد أن حصل على نقطة وحيدة من مواجهته مع نيوكاسل.-(وكالات)