مدريد - كان كلاسيكو الكرة الإسبانية بين الغريمين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب "سانتياجو برنابيو"، مسرحا بين الأساليب الخططية بعد تأكيد تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة، عدم رغبته أبدا في الفوز باللعب بشكل سيء، ورد كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، الذي أكد أن "وجود أسلوب خططي واحد ليس هو الأمثل".
وداخل أرض الملعب، خرج الميرينجي منتصرا (3-1)، وهو الفريق الذي يعمل بجد ولديه ميزة التكيف بنجاح مع العديد من الوجوه.
ولعل النسخة الأخيرة من دوري الأبطال التي توج بها الفريق الملكي أبرز مثال، فالفريق كان صاحب الحظوظ الأقل على الورق ضد المشاريع الرياضية العملاقة بحجم باريس سان جيرمان الفرنسي أو مانشستر سيتي الإنجليزي، ولكنه استطاع التفوق عليهما بفضل القدرة الفطرية على البقاء، واتحاد مجموعة من اللاعبين في الجهد، والعمل الجماعي للدفاع بكثافة بالدفاع المتكتل المتراجع ، فضلا عن الجودة الهجومية للاعبي الخط الأمامي، وإجادتهم للتحولات الهجومية السريعة واستغلال أنصاف الفرص للتسجيل.
انتصار أنشيلوتي
دخل المدرب الإيطالي الكلاسيكو دون الحاجة إلى تذكيره بما حدث في المواجهة الأخيرة في البرنابيو، والخسارة القاسية برباعية نظيفة أمام تشافي في الجهة المقابلة على مقعد المدير الفني.
ولعل هذه الخسارة كانت أحد الأسباب في قرار أنشيلوتي بالحفاظ على التشكيل الأساسي للفريق، وعدم المجازفة بالدفع بالمدافع الألماني أنتونيو روديجر الذي تعرض لإصابة دموية في تعادل فريقه القاتل أمام شاختار دونتسك الأوكراني بهدف منذ أيام في دوري الأبطال. الخطوط المتقاربة وعقلية البطل، والمعركة التي حسمت في وسط الملعب مع التعزيز الإضافي لفيدي فالفيردي، الذي كان عاملا رئيسيا في الجانب الدفاعي وسلبية الاستحواذ غير المجدي للفريق الكتالوني.
قطعا استمتع الريال بأكثر مواجهات الكلاسيكو متعة في النسخ الأخيرة، والتي حقق الانتصار في خمس منها من إجمالي 6.
درس كروس وقلب فالفيردي
لم يكن الانتصار المستحق الذي حققه الريال هو النقطة المضيئة الوحيدة في الكلاسيكو، ولكن كانت هناك أيضا بعض الدروس التي سجلتها المواجهة الأقوى في الكرة الأرضية، الأمر هنا يتعلق بنجم وسط الريال، الألماني توني كروس، الذي خاض الكلاسيكو الـ21 له منذ أن ارتدى القميص الملكي، وبسجل يحمل خسارة وحيدة للفريق في وجوده داخل المستطيل الأخضر.
ولعل الأمر المؤكد في موقف كروس مع الريال، بعيدا عن الجدل الدائر حول تمديد عقده لموسم آخر مع الفريق، هو أن أمامه فترة ليست قليلة لمواصلة مسيرته داخل الملاعب، وممارسة دوره القيادي الذي جعله مهيمنا على الكلاسيكو.
وبإجمالي 58 تمريرة، كان لاعب ريال مدريد الأكثر تواصلا مع زملائه داخل الملعب، والأكثر صناعة للفرص لهم، فضلا عن أنه صاحب أكبر نسبة من التمريرات الدقيقة (90 %).
ولا يقتصر تأثير وجود كروس على وسط ملعب الريال فحسب، بل إنه أيضا ساعد على توظيف لاعبين في مراكز أخرى، مثل حالة فالفيردي الذي بات يمتلك حرية أكبر للمشاركة في صناعة الهجمات، والتقدم بل والتسديد في المساحات السانحة، وهو ما حدث في لقطة الهدف الثاني في البرسا من تسديدة من على حدود المنطقة. -(إفي)