إعلانات توظيف وهمية.. "مصائد" إلكترونية للعاطلين عن العمل

إعلانات توظيف وهمية.. "مصائد" إلكترونية للعاطلين عن العمل
إعلانات توظيف وهمية.. "مصائد" إلكترونية للعاطلين عن العمل
 أثناء رحلته اليومية على شبكة "الفيسبوك" الاجتماعية، والتي يقضي عليها وقتا طويلا كونه عاطلا عن العمل من ثلاث سنوات، توقف الشاب الثلاثيني أشرف عبدالله، عند إعلان توظيف تخيل أنه "سيقلب حياته رأسا على عقب"، كونه يعرض ساعات عمل قليلة وبدوام عن بعد عبر الإنترنت بدخل كبير يصل إلى حوالي المائة دولار في الساعة الواحدة. اضافة اعلان
الإعلان الذي استوقف الشاب أشرف، وهو يحمل الدبلوم في الإدارة، لم يكن إلا "محاوة تصيد" للحصول على بياناته بحسب ما يقول خبراء، أشاروا إلى أن جهات وهمية باتت تستغل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي لنشر إعلانات وهمية بأسماء شركات ومؤسسات معروفة لتجميع البيانات والمتاجرة بها.  
"بكبسة زر" وصل المستخدم أشرف إلى مرحلة طلب منه الإعلان تزويد ببياناته الشخصية شرطا للتقدم للوظيفة، عندها توقف فورا ليفكر أنه سيعطي بياناته لمصدر غير معروف، قد تكون شركة وهمية، أو "قراصنة للإنترنت" قد يستخدمون البيانات لأغراض غير مشروعة، حيث كان أشرف  سمع كثيرا حول انتشار الإعلانات الوهمية للتوظيف على شبكة الإنترنت. 
الإعلان الذي تعرض له أشرف هو واحد من بين عشرات الإعلانات التي غزت مؤخرا شبكات التواصل الاجتماعي وخصوصا عبر "الفيسبوك" التي يتواجد عليه الأردنيون بحوالي خمسة ملايين حساب. 
انجذاب المستخدم أشرف وغيره من المستخدمين، ولا سيما الشباب إلى مثل هذه الإعلانات، يفسره الخبير في مجال التقنية وصفي الصفدي بـ"حاجة" هؤلاء الشباب للعمل، واللعب على وتر العاطفة لديهم، لافتا إلى أن من يقف وراء مثل هذا المحتوى الإعلاني يحاول استغلال نسب البطالة المرتفعة وخصوصا بين أوساط الشباب الذين يسعون ويبحثون باستمرار عن فرص عمل عبر كل الوسائل ومنها شبكات التواصل الاجتماعي التي يتواجد عليها ملايين الأردنيين بشكل يومي. 
ووفقا للأرقام الرسمية، فقد بلغ معدل البطالة في الأردن خلال الربع الرابع من العام الماضي،  22.9 %، حيث بلغ معدلها للذكور (20.6 %)، مقابل (31.7 %) للإناث. 
وقال الصفدي: " للأسف الكثير من الإعلانات مضللة، ومن أسبابه ضعف إدارة صفحات التواصل الاجتماعي للشركات والمؤسسات من كل القطاعات والتي تتحدث عنها إعلانات التوظيف، والتي يجب أن تمتلك فرقا للسوشيال ميديا تتابع وتتأكد من إعلانات التوظيف التي تنسب إليها دون علمها بأدوات رصد وتحليل متوافرة اليوم". 
وقالت مديرة الإعلام والتسويق في المركز الوطني للأمن السيبراني الدكتورة وعد المعايطة: "إن وقفة بسيطة وقراءة لمحتوى مثل هذه الإعلانات ستكشف للمستخدم فورا "الوهم" و"المصيدة" التي تنتظره إذا ما تجاوب مع الإعلان.  
وبينت المعايطة: "طالما كان الإعلان غير صادر عن الصفحة الرسمية للشركة أو المؤسسة التي ترغب في التوظيف، فيجب أن يكون دائما موضع شك المستخدم والمتابع"، داعية الشباب عند رؤية إعلانات توظيف على شبكات التواصل الاجتماعي الى زيارة المواقع الإلكترونية الرسمية للشركات أو المؤسسات التي يتحدث عنها الإعلان أو صفحاتها الرسمية الموثقة على شبكات التواصل الاجتماعي للتاكد من أنها بالفعل تطلب موظفين. 
ونصح الخبير التقني يزن صوالحة المستخدمين بالتأكد من أن المنشور أو طلب الوظيفة يتم نشره من قبل صفحة العمل الرئيسية التابعة للمؤسسة وذلك بالتحقق من العلامة الزرقاء على الصفحة التابعة للشركة.
ودعا المستخدم إلى التأكد من الرابط المنشور من الصفحة وعدم الضغط على أي روابط مشبوهة والتأكد من أن الرابط مطابق تماما لموقع الشركة الرئيسي، لافتا إلى أنه في حال الضغط بالخطأ على أي موقع مشبوه فيجب على المستخدم تغيير كلمة السر على جميع حساباتك.
ونصح المستخدمين بمتابعة ما يقوله الآخرون على المنشورات. ابحث عن اسم الشركة مع كلمات مثل "احتيال" أو "مراجعة" أو "شكوى"، فقد تشمل النتائج تجارب الآخرين الذين خسروا المال.
وشدد على ألا يقوم المستخدم بإرسال أو استقبال أموال من أشخاص لا يعرفهم.