أعلن صندوق تمكين القدس، خلال احتفالية أقامها مساء الثلاثاء، في عمان عن حزمة المشاريع التنموية الأولى التي سينفذها في مدينة القدس خلال العام الحالي 2024.
وخلال الاحتفالية التي أقيمت على هامش اجتماع مجلس أمناء الصندوق الذي استضافته غرفة تجارة الأردن، تم توقيع مجموع من الاتفاقيات المتعلقة بالمشروعات المنجزة بقيمة 18 مليون دولار يسهم فيها صندوق تمكين القدس بقيمة 7 ملايين دولار.
وتوزعت الاتفاقيات التي تم توقيعها على مشروعات التمكين الاقتصادي في القدس وكفالة الطلبة الجامعيين والمساهمة في دعم وقف الطفل العربي، والمساهمة في دعم تراخيص البناء في القدس وبناء بيت للمسنين يتبع للهلال الأحمر في مدينة القدس.
وعبر رئيس مجلس أمناء الصندوق سمو الأمير تركي الفيصل، عن شكره للأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني، لاستضافة المملكة ممثلة بغرفة تجارة الأردن اجتماع مجلس أمناء الصندوق، مؤكدا "أن هذا ليس بمستغرب على الشعب الأردني الأصيل".
وقال سموه " نجتمع اليوم في ظل حرب إبادة جماعية يتعرض لها قطاع غزة والضفة الغربية ومحاولات التهجير للشعب الفلسطيني"، مجددا الوقوف مع الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة وحقه في تقرير المصير، وفي دولتهم فلسطين وعاصمتها القدس.
وأكد أن تصاعد الهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس والمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك تستدعي مضاعفة الجهود لحماية القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك كما باقي الأراضي والمدن الفلسطينية.
وبين سموه إن تأسيس صندوق تمكين القدس تحت مظلة البنك الإسلامي للتنمية يعتبر مرحلة جديدة من العطاء والعمل لأجل القدس، وفرصة لمضاعفة جهود حشد الموارد وبناء الشراكات وتوسعة العمل لما يحمله البنك الإسلامي للتنمية من حضور عالمي وشفافية عالية وحوكمة متينة.
ودعا سموه لتوحيد الجهود حيال مدينة القدس، والمساهمة في دعم صندوق (تمكين القدس) وبناء شراكات تمويلية بين المنظمات والمؤسسات والصناديق الخيرية والتنموية للمساهمة في تمكين المقدسيين اقتصاديا واجتماعيا، وحماية القدس الشريف، الذي يمثل واجبا دينيا وقوميا ووطنيا وإنسانيا.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، إن الأردن هب مبكراً دفاعا عن القدس المحتلة، ودماء شهداء الجيش العربي ما زالت تفوح على أبوابها، وعلى مدى سنوات الاحتلال بقيت المملكة منافحة ومدافعة ومتصدية لكل مخططات ومحاولات التهويد والتدمير والتهجير التي تعرضت لها مدينة القدس.
وأضاف أن مواقف الأردن تجاه القدس تنطلق من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل مسيرة الأجداد والآباء دفاعا عنها وصونا لها ولتكون العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، مشيدا بكل الجهود التي يبذلها جلالته لحماية مدينة القدس والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية.
وذكر رئيس الغرفة أن مدينة القدس المحتلة تتعرض لاعتداءات سافرة تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محاولة لتهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الرسول العظيم، علاوة على الاقتحامات المتكررة من قطعان وغلاة المستوطين والمتطرفين للمسجد الأقصى المبارك.
بدورها، عبرت مدير عام صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، الدكتورة هبة أحمد، عن شكرها للأردن ملكا وحكومة وشعبا على احتضان الاجتماع الثالث لمجلس أمناء صندوق تمكين القدس، واحتفالية إشهار حزمة المشاريع التنموية الاولي لعام 2024.
وقالت إن حزمة المشاريع التنموية التي تم أشهارها تأتي تتويجا لجهود عامين من العمل والتنسيق والمتابعة لتأسيس صندوق وقفي واستئماني تحت إدارة صندوق التضامن الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية، لتعزيز التنمية المستدامة في فلسطين بشكل عام ومدينة القدس الشريف بشكل خاص.
وأضافت أن صندوق التضامن الإسلامي للتنمية هو ذراع البنك الإسلامي للتنمية لمكافحة الفقر وتعزيز التنمية، والذي تأسس بموجب قرار القمة الاستثنائية في مكة المكرمة عام 2006، حيث عمل على إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبيرة لمكافحة الفقر وتحقيق التنمية في الدول الأعضاء، والمجتمعات الإسلامية في الدول غير الأعضاء.
من بين هذه المبادرات صندوق تمكين القدس، والذي تتم إدارته بموجب أنظمة وأحكام وسياسات البنك الإسلامي للتنمية ووفق أسس الحوكمة والشفافية والمهنية.
وقالت الدكتورة أحمد " نسعى من خلال صندوق تمكين القدس إلى المساهمة في تمكين الشعب الفلسطيني عامة، والمقدسيين خاصة اقتصاديا واجتماعيا وتعزيز التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في مشاريع الصحة والتعليم والتمكين الاقتصادي"، داعية إلى ضرورة توفير الدعم للصندوق ليكون قادرا على تحقيق أهدافه.
من جهته، رفع عضو مجلس أمناء صندوق تمكين القدس منيب المصري، أسمى آيات الاعتزاز والتقدير لجلالة الملك عبد الله الثاني لمواقفة المشرفة ودفاعه عن القدس والمقدسات من خلال الوصاية الهاشمية وكل الجهود السياسية والإغاثية التي بيذلها الأردن لأجل فلسطين.
وقال المصري الذي تحدث نيابة عن المساهمين بالصندوق، بأن إشهار المشاريع محطة جديدة من محطات العمل والتضحية والعطاء لأجل القدس، والتي جاءت بعد عمل وجهد مبارك امتد على مدى السنوات الماضية.
ووجه المصري التحية لأهالي قطاع غزة الذين يواجهون حرب الإبادة الجماعية منذ نحو 11 شهرا متواصلا ارتكب فيها الاحتلال الإسرائيلي مئات الجرائم بوحشية لم يشهد العالم لها مثيلا.
واشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم في الضفة الغربية والقدس ضمن مشروع إحلالي تهويدي يهدف لتدمير أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية ويعمق جراح الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة منذ أكثر من سبعة عقود.
وصندوق (تمكين القدس)، تأسس بموجب قرار من مجلس إدارة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية وبموجب الشراكة مع صندوق ووقفية القدس كصندوق استئماني ووقفي لدى البنك الإسلامي للتنمية، ويسعى لدعم مدينة القدس وتمكين أهلها اقتصاديا واجتماعيا من خلال تمويل مشاريع التمكين والتنمية ومكافحة الفقر.
وينضوي صندوق تمكين القدس تحت مظلة البنك الإسلامي للتنمية، وأطلق نهاية عام 2021 ليسهم في دعم صمود المقدسيين وإنقاذ تراث مدينتهم ومقدراتها، ولديه مجلس أمناء يضم 15 عضوا من الأردن وفلسطين والسعودية والكويت وقطر والبحرين وتونس ومصر.
ويسهم الصندوق في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ويدعم احتياجاته الأساسية في قطاعات التعليم والتنمية والاقتصاد وغيرها، ويقع ضمن المبادرات الإنسانية الرامية إلى تخفيف المعاناة عن الفلسطينيين.
ويسعى القائمون على الصندوق إلى جمع مليار دولار من الأمة العربية والإسلامية ومناصري القضية الفلسطينية العادلة، من أجل تحقيق ما تحتاجه القدس من مشاريع وخدمات للحفاظ عليها وحماية مصالح أهلها.
اقرأ المزيد :
الأردن يستضيف اجتماع مجلس أمناء صندوق تمكين القدس