محمد أبو الغنم
عمان- بينما استعاد القطاع السياحي جزءا من عافيته بعد تبعات مايعرف بـ"جائحة كورونا" أكد خبراء أن على الحكومة دعم القطاع والمنتج السياحي بشكل ممنهج حتى يستطيع منافسة دول الاقليم، بحسب عاملين في القطاع.
ويؤكد عاملون أن على الحكومة تخفيض الضرائب بشكل فوري وتقليص فاتورة الطاقة حتى يقوى القطاع على منافسة دول المنطقة لاسيما تلك ذات السمعة المميزة مثل تركيا.
ويقول مدير فندق في منطقة البحر الميت أحمد نصار "على الحكومة الوقوف الى جانب القطاع السياحي بشكل عام والفندقي بشكل خاص في ظل المنافسة القوية مع الدول المجاورة من خلال تخفيض نسب الضرائب المرتفعة وفواتير الطاقة المكلفة".
وأكد نصار أن المنتج السياحي الأردني من أهم المنتجات على مستوى العالم إذ يجب استثمارها إضافة إلى وجود ثروة أثرية وسياحية نادرة مثل منطقة البحر الميت التي تعتبر أخفض منطقة على مستوى العالم ومدينة البترا الأثرية اضافة الى المغطس وجبل نيبو ومكاور.
وبين ان المملكة مستودع سياحي واثري متنوع إذ يوجد في المملكة قرابة 20 ألف موقع اثري يجب استثمارها بالشكل الصحيح اضافة الى وجود كافة انواع السياحة في الاردن مثل السياحة التاريخية والثقافية والعلاجية اضافة الى سياحة المغامرات والمؤتمرات وغيرها من انواع السياحة.
واشار نصار الى ان الحكومة وافقت على طلب القطاع بتخفيض نسب الضريبة العامة التي خفضتها الحكومة الى 8 % بدلا من 16 % داعيا الى تخفيض المزيد من نسب الضرائب على الفنادق لتستطيع منافسة دول الجوار.
ووافقت الحكومة في النصف الثاني من العام 2020 على المقترح المقدم من جمعية الفنادق الاردنية الذي طلبت فيه تخفيض الضريبة العامة على المبيعات في الفنادق والمطاعم السياحية من 16 % إلى 8 % إذ طبق القرار في بداية تموز (يوليو) من العام 2020.
واتفق المستثمر في القطاع السياحي نضال ملو العين مع سابقه في الرأي حول اهمية تحفيز القطاع ودعمه ليدخل في المنافسة مع الدول المجاورة.
واكد ملو العين ان ارتفاع كلف الاقامة في المملكة ناتج عن ارتفاع الكلف التشغيلية في الفنادق التي تشكو من ارتفاع الضرائب وفاتورة الطاقة وهما أهم العوائق امامهم.
وطالب ملو العين الجهات المعنية كافة بضرورة دعم القطاع السياحي من خلال تخفيض الضرائب وفاتورة الطاقة.
وقال مدير عام هيئة تنشيط السياحة د.عدالرزاق عربيات إن "الهيئة مستمرة في الترويج والتسويق للمملكة لجذب اكبر عدد ممكن من السياح العرب والاجانب".
وأكد عربيات ان الحملات الترويجية المتنوعة منتشرة في مختلف دول العالم كافة لعرض المنتج السياحي المميز في المملكة.
واضاف "الهيئة تكثف الحملات لزيارة المملكة خاصة بعد ظهور التعافي على القطاع السياحي من خلال الارقام التي سجلتها السياحة منذ بداية العام الحالي وهي ارقام مبشرة ومطمئنة وسنلمس زيادة ملحوظة في الفترة المقبلة.
واشار عربيات الى أنه خلال الصيف سنشهد ارقاما مشجعة للقطاع السياحي بتعاون مع شركات الطيران منخفض التكاليف التي عادت الى ممارسة اعمالها في نقل الركاب الى المملكة بأرقام ملحوظة.
وقال عضو مجلس ادراة جمعية وكلاء السياحة والسفر محمود الخصاونة ان "السياحة بدأت تعود الى طبيعتها ويجب على الجهات المعنية دعم القطاع السياحي ليقدم منتجا سياحيا منافسا للدول المجاروة".
واكد الخصاونة ان الصيف الحالي يجب استثماره في استقطاب السياحة الوافدة اضافة الى تخفيض اعبائه التي تؤدي الى ارتفاع كلف السياحة في المملكة.
وبين ان القطاع السياحي يضم نخبة من العاملين فيه وهم خبراء ومتميزون فيه ولدينا القدرات والخدمات اضافة الى البيئة السياحية المتنوعة التي يجب ان تقدم منتجا سياحيا متكاملا خاصة في مستويات الاسعار المرتفعة التي تعيق تقدم المنتج السياحي، مؤكدا ان على الحكومة ان تعيد النظر في التعامل مع القطاع السياحي خاصة الرسوم والضرائب اضافة الى اسعار الطاقة حتى يتطور وينافس دول المنطقة.
وحسب آخر بيانات البنك المركزي، ارتفعت عائدات المملكة من الدخل السياحي خلال شهر نيسان (أبريل) من العام الحالي بمقدار 230 مليون دولار أو ما نسبته 256 % على مستواه خلال الشهر ذاته من العام الماضي ليصل إلى 320 مليون دولار.
وعزا البنك المركزي هذا الارتفاع إلى زيادة عدد السياح خلال الشهر ذاته بنحو 207.5 ألف سائح ليصل الى 278.9 ألف سائح.
وحقق الدخل السياحي خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، ارتفاعاً بنحو 870 مليون دولار أو ما نسبته 252.7 % ليصل الى 1.2 مليار دولار، مقارنة مع الفترة المقابلة من العام الماضي، نتيجة لارتفاع عدد السياح بنحو 791.6 ألف سائح ليصل إلى مليون و59 ألف سائح.
