الدورة الثانية لـ"عمان السينمائي": تغييرات إيجابية..تفاعل وشغف

ملصق الدورة الثانية لمهرجان عمان السينمائي - (من المصدر)
ملصق الدورة الثانية لمهرجان عمان السينمائي - (من المصدر)

إسراء الردايدة

عمّان- "السينما هي كيفية أن تعيش أكثر من حياة.. حياة جديدة مع كل فيلم تشاهده".. يقول المخرج روبرت ألتمان، فهي تقدم نظرة جيدة للحياة ومصدرا للإلهام والتاريخ والعاطفة والثقافة.

اضافة اعلان

ومساحة تدفع نحو التساؤل والبحث والتفكير بعمق، تجعل البشر أكثر قدرة على فهم الآخرين وأنفسهم وعواطفهم وأفكارهم.


ومع اقتراب موعد الدورة الثانية لمهرجان عمّان السينمائي الدولي-أول فيلم، سيتاح للجمهور الأردني اكتشاف أعمال سينمائية جديدة وقصص ممتعة صنعت بشغف من أجل جمهور يحب السينما تنافس على جائزة السوسنة السوداء .

ويمنحها المهرجان للفائزين في مسابقاته الرسمية الثلاث (الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة)، ومسابقة الأفلام العالميّة.


وتوفر الأفلام مساحة للبحث عن المعنى والمغزى من الأشياء والأحداث، فالسينما أول الفنون التي استعادت نشاطها بعد انتهاء فترات الحظر الكامل بسبب وباء كورونا.

وهي أيضا وسيلة للتواصل والتوثيق والتخفيف من ضغوطات الحياة في العزلة، فتحولت لوسيلة علاج وترفيه في الوقت نفسه.


وكونها وسيلة تخلد التاريخ وتوثقه أيضا، فهي من أهم الطرق والوسائل التي تعزز الحكمة والمعرفة والنضوج، وأيضا التواصل مع الآخرين وكسر الحواجز.

دورة مختلفة بروح جديدة


ستكون الدورة الثانية لمهرجان عمّان السينمائي الدولي –أول فيلم الاختبار الحقيقي له، والتي ستنطلق خلال 20 يوما في 23 من الشهر الحالي. وتستمر 9 أيام، مساحة لصناع الأفلام المشاركين بأعمالهم الأولى.


وكانت الدورة الأولى للمهرجان التي عقدت تحت مظلة الهيئة الملكية للأفلام وتترأسه الأميرة ريم علي؛ قامت باستحداث سينما السيارات لأول مرة بالأردن لتتجاوز عقبات ما فرضته جائحة كوفيد 19، محافظة على معايير السلامة والتباعد الاجتماعي وسط إقبال جماهيري كبير.


ولكن هذه المرة سيعقد المهرجان دورته الثانية وسط استعدادات تجري على قدم وساق بحضور مشاركين وضيوف وصالات عرض مختلفة. إلى جانب تجربة سينما السيارات الفريدة التي ستتخذ موقعا لها في منطقة البوليفارد في العبدلي.

ضيوف وتفاعل حقيقي

الدورة المقبلة المنتظرة بشغف من عشاق السينما وصناع الأفلام الأردنيين والعرب ستكون تجربة غنية، بسبب وجود ضيوف من الوطن العربي والعالم مختصين بين كتاب ومنتجين ومخرجين وممثلين ونقاد سينمائيين.

وهذا يشمل توفير بيئة تفاعل وتبادل ثقافي بالخبرات بين صناع الأفلام الأردنيين والعرب والعالميين الذين يشاركون بأول عمل لهم، فضلا عن النقاشات ومحاضرات الماستر كلاس التي تثري الخبرة والمعرفة.

ما يعني أن المهرجان سيحقق أهم أهدافه التي يركز عليها بحسب الأميرة ريم علي في بيان منشور على موقع المهرجان "بناء جسور بين الأفلام والجمهور والمهنيين".

وأكدت الأميرة ريم على أن "مهرجان عمّان السّينمائي الدوليّ - أول فيلم" ليس فقط وسيلة لاستقطاب الجمهور وعرض الأفلام المحلية والدولية. وإنما أيضا مسرح للتغيير الاجتماعي والسياسي، وسيستفيد صناع الأفلام الأردنيين والعرب والجمهور عامة من هذا الحدث.

ذلك سيتحقق من خلال أهداف المهرجان الذي يسعى ليكون مشهدا لدعم التطور الفني والإبداعي، باستضافة "أيام عمّان لصناع الأفلام".

وتشمل هذه الأيام ورش عمل وندوات ولقاءات مع متخصصين سينمائيين تتناول التحديات التي تواجه المخرجين الأردنيين والعرب، إلى جانب مشاركة التجارب والمسيرات المهنية من قبل خبراء في هذا المجال.


ويتاح للمشاركين في أيام عمان لصناع الأفلام منصتان لتسويق مشاريع الأفلام الطويلة وهي مُخصصة للمشاريع قيد التطوير من قبل صُنّاع الأفلام الأردنيين والعرب المقيمين في الأردن، ومنصة للمشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج من قبل صُنّاع الأفلام العرب.

"موعد مع السينما الفرنسية-العربية"

في خطة للتوسع وتشمل جمهورا أوسع، قررت إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي هذا العام استضافة مهرجان الفيلم الفرنسي العربي بدورته 27 في عروضه ضمن قسم خاص بعرض أفلامه خارج المسابقات الرسمية.

ويعتبر مهرجان الفيلم الفرنسي العربي من أعرق المهرجانات المحلية التي تنظم بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي والهيئة الملكية للأفلام وله حضور جماهيري واسع.

وتأتي هذه الخطوة بحسب مديرة المهرجان "عمّان السينمائي الدولي" ندى دوماني"؛ لإثراء المهرجان بعروض أفلام مميزة ومتنوعة تسهم في توسعة القاعدة الجماهيرية للمهرجان وأيضا إضافة تنوع ثقافي".


وتضيف دوماني ان"مهرجان الفيلم الفرنسي العربي له تاريخ وحضور كبير واستضافته تثري المهرجان بتنوعه خاصة أن أفلامه من إنتاج عربي فرنسي مشترك."

وهي فرصة للتعرف على أعمال جديدة من شأنها إثراء الذائقة السينمائية وإمتاع الجمهور من خلال تنوع العروض وتعددها"، وهذا يرتقي بالمهرجان لمستوى جيد.

وسيعقد مهرجان الفيلم الفرنسي العربي 27 دورته من خلال عروض منفصلة تعرض أفلاما رواية ووثائقية جديدة. فضلا عن عرض الأفلام الأردنية الفائزة في مسابقة الأفلام القصيرة في المهرجان.

عروض في مواقع مختلفة

لأن الدورة الأولى لمهرجان عمّان السينمائي عقدت في ظروف استثنائية وسط جائحة كورونا في سينما السيارات والمسرح المكشوف للهيئة تتحول هذا العام وتتوسع في عدة أماكن هي؛ سينما تاج، المسرح المكشوف للهيئة الملكية للأفلام وسينما السيارات في البوليفارد- العبدلي.

وسيكون هنالك عروض في 3 محافظات خارج العاصمة عمّان في إربد والسلط ومنطقة وادي رم، من خلال أفلام محددة، وسط إجراءات الوقاية والسلامة والتباعد الاجتماعي في كافة صالات العرض.

وللتوسع أكبر، هنالك عروض افتراضية عبر منصة "استكانة" الرقمية بحسب المديرة الفنية للمهرجان ندى دوماني، من أجل الوصول لقاعدة جماهيرية أوسع وأكثر تنوعا.

مهرجان "صديق للبيئة"

منهجية جديدة وإيجابية يتخذها مهرجان عمّان السينمائي في عامه الثاني بخطوات صغيرة ليكون مهرجانا مستداما وصديقا للبيئة في سعي لإحداث تغيير من خلال صناعة السينما.


وتتمثل أهداف ذلك التحول نحو مهرجان مستدام صديق للبيئة في تقليل البصمة الكربونية عبر إعادة ترتيب بعض مواد العلامة التجارية للعام الماضي. وإزالة مولدات الديزل كمصدر رئيسي للكهرباء في سينما Drive-in وتحفيز المركبات الكهربائية.


ومن خلال إدارة النفايات وتقليلها وإعادة تدويرها، يسعى أيضا لتعويض البصمة الكربونية عبر إجراءات تشمل السفر والسينما عن طريق التبرع للمنظمات البيئية المحلية.


وسيعمل مهرجان "عمّان السينمائي الدولي" على زراعة أكثر من 600 شجرة في مختلف أنحاء المملكة واستخدام مواد مستدامة معاد تدويرها لتحقيق ذلك.

وبانتظار الإعلان عن قائمة الأفلام التي ستنافس على جائزة السوسنة السوداء التي صممها الفنان التشكيلي الأردني الراحل مهند الدرة، حتما سيكون مهرجان عمّان السينمائي الدولي-أول فيلم بدورته الثانية؛ مبشرا ومختلفا بروح الشغف التي يحملها صناع الأفلام ومحبي السينما المحليين والعرب والعالميين.