الزميلة الرياحي.. الطاقة الإنسانية تهزم فقدان البصر

الأمير مرعد بن رعد والزميلة ربى الرياحي ومديرة تحرير "حياتنا"  فريهان الحسن - (من المصدر)
الأمير مرعد بن رعد والزميلة ربى الرياحي ومديرة تحرير "حياتنا" فريهان الحسن - (من المصدر)

منى أبوحمور

عمان- بإصرارها وعزيمتها وخطواتها الواثقة، تستمد الزميلة الصحفية ربى الرياحي الشجاعة والإصرار، وتمشي قدما نحو الأمام في طريق تحقيق ما تصبو اليه.
آمنت بقدراتها الإنسانية وهي فاقدة للبصر، فأحبت الصحافة، ودخلت عالما معرفيا جديدا؛ تفرغ عبره حروفها، باحثة عن مكامن القوة بداخلها وتلك المهارات التي تتقنها.
بإرادتها القوية؛ أصرت أن تضع بصمة في الصحافة الأردنية عبر مجموعة كبيرة من التقارير الصحفية والقصص الإخبارية كتبتها خلال عشر سنوات ماضية، لتلامس حقوق ذوي الإعاقة، وتكون مدافعة عن حقوقهم، تلقي الضوء على قضاياهم.
جاء تكريم الزميلة الرياحي من قبل سمو الأمير مرعد رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بحضور أمين عام المجلس الدكتور مهند العزة والزميلة الصحفية مديرة تحرير دائرة حياتنا فريهان الحسن في صحيفة الغد أمس؛ اعترافا بالإنجاز الكبير بالرياحي التي استطاعت ببصيرتها وإيمانها القوي بأن النجاح لا يحتاج سوى الإصرار والعزيمة أن تكون أول صحفية كفيفة في الأردن.
أشاد الأمير بالعمل المتميز والعزيمة التي جعلت من ربى الرياحي أول صحفية كفيفة في الأردن تحصل على عضوية نقابة الصحفيين ومن الصحفيات البارزات في "الغد"، معربا عن إعجابه بالأداء المتميز لربى، وتقديره الكبير لجريدة "الغد" التي لم تمنعها الصور النمطية من إعطاء ربى حقها وفرصتها المشروعة في إثبات كفاءتها وتميزها.
10 سنوات رفدت بها الرياحي الصحافة الأردنية بتقارير مميزة بعد انضمامها إلى فريق "الغد" في دائرة حياتنا، إذ أثبتت مع الوقت جدارتها ووجودها وحضورها وقدرتها على إنتاج أفضل المقالات والمواد الصحفية.
لم يكن طريقها سهلا بالبداية، فقد واجهت بعض المصاعب في مهنة المتاعب، غير أنها تمكنت من اجتياز تلك المرحلة بعزيمتها وإصرارها.

اضافة اعلان

الرياحي اليوم تقطف ثمار نجاحها وتكلل تلك السنوات بحلوها ومرها بصعابها وعقباتها، مثبتة للعالم أن ذوي الإعاقة هم جزء أصيل في هذا المجتمع.
تقول الرياحي؛ "تكريم الأمير مهم جدا بالنسبة لي وفارق في حياتي المهنية ويدل على أنني والحمدالله استطعت أن أحقق شيئا مميزا في مجال الإعلام كأول كفيفة صحفية تدخل في هذا المجال الذي يعرف بأنه مهنة المتاعب".
وتشير إلى أن دخولها إلى الإعلام وحصولها على عضوية النقابة لم يكن أبدا أمرا هينا أو سهلا، بل كان مليئا بالتحديات والصعوبات، إلا أن إصرارها وعزيمتها ودعم الأشخاص من حولها كان سندا لها تلك السنوات الماضية.
وتضيف أن احتضان مؤسستها "الغد" لها ودعمها في مسيرتها المهنية كان أمرا في غاية الأهمية وساعدها على أن تكمل وتتميز وتنجح"، لافتة إلى أن تكريمها يحفزها ويحمسها للعمل بجد أكبر وأن تقدم أكثر لبلدها الأردن.
وتمنح الرياحي من خلال عملها كصحفية مساحة لذوي الإعاقة تحديدا من خلال تسليط الضوء على مشاكلهم والتحديات التي يعيشونها ويواجهونها وإعطاء صورة مشرقة عنهم عبر كتابة قصص النجاح، وفرص التشغيل، والبصمة المميزة لهم في المجتمع، ساعية لتغيير النظرة المجتمعية النمطية.
من جهته أشاد الأمين العام للمجلس د.مهند العزة بالمهنية العالية التي تتمتع بها ربى وبما تحققه أعمالها الصحفية من توعية، ومساهمتها في تغيير مفاهيم وسلوكيات حول الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً أن مهنية ربى تجلت في "أنه وكثيرون غيره لم يكونُوا يعرفون أن ربى من الأشخاص المكفوفين حتى وقت قريب، مما يدل على أنها حققت ما وصلت إليه بمهنيتها وقدرتها بعيداً عن إقحام الإعاقة في غير سياقها".
وتشير الرياحي إلى أنه بالرغم من التطور الكبير، لكن ما يزال هناك من يرفضون تقبل وجود ذوي الإعاقة، ممتنة بدورها لكل شخص كان له دور وتأثير في حياتها منذ بداية مسيرتها المهنية وشجعها وقواها ولو بكلمة ومنحها فرصة.
وتقول "أشكر كل شخص في عائلتي بصحيفة الغد وكل شخص قدم لي شيئا ولو بسيطا وجعلني الشخص الذي أنا عليه اليوم".
وتوجه الرياحي اليوم لجميع المؤسسات الإعلامية والشركات بشكل عام؛ بأن يسمحوا لذوي الإعاقة أن يكونوا جزء امن وظائفهم، فهم من حقهم أن يعيشوا ويحصلوا على وظائف تؤمنهم ماديا ونفسيا وتمنحهم راحة وإستقلالية وأن يعتمدوا على ذاتهم ويعيشوا بكرامة ويثبتوا جدارتهم.
وتضيف "ذوي الإعاقة قادرون على التميز والنجاح إذا أتيجت لهم الفرص وتم تذليل العقبات أمامهم، فقط ما يحتاجونه هو أخذ حقهم بعيدا عن الشفقة والمنية".
إلى ذلك، فقد اعتبرت الزميلة فريهان الحسن، تكريم المجلس للمتميزين من الأشخاص ذوي الإعاقة حافز ودافع على الإبداع وإثبات الكفاءات وتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة. وأشارت إلى أن جريدة "الغد" تعد محظوظة بوجود صحفية بمهنية وخلق وكفاءة ربى التي قلما تحتاج إعمالها إلى تحرير نتيجة حرصها الشديد على إخراج العمل الصحفي بأعلى مستوى.
وتشير الحسن إلى أن التحاق الزميلة الرياحي بنقابة الصحفيين جاء بجدارتها وبما لديها من رصيد مميز من المواد يؤهلها لاجتياز امتحان النقابة بنجاح، إذ تقدمت لامتحان النقابة كغيرها بعد أن خضعت لدورة مكثفة اكتسبت فيها الكثير من المعارف والخبرات.
وتضيف أن ربى من "أفضل الصحفيات في الغد، التي كتبت وما تزال تنقل هموم الشارع، وتنتصر لقضايا انسانية".
وبلغتها الإنسانية وكتاباتها التي لامست وبعمق حياة ذوي الإعاقة؛ تحدثت الرياحي بلسانهم عن قضايا تخصهم وحقوق مشروعة يناضلون لتحصيلها كاملة، بالإضافة لتسليطها الضوء على نماذج ناجحة وقصص مميزة كان لها دور كبير في تغيير واقع ذوي الإعاقة.
ربى ومن خلال موقعها كصحفية قررت أن تعكس صورة مشرقة عن الأشخاص من ذوي الإعاقة، فكتبت الكثير من المقالات الخاصة والتحقيقات التي تناولت فيها أوضاع هذه الفئة الشغوفة والعقبات التي تواجهها وحرمانها احيانا من فرص عديدة.
ومع مرور الوقت أصرت ربى على التفوق أكثر فأكثر، ووجدت أن عليها أن تكتب في مختلف القضايا والمواضيع وتنقل هموم الشارع، وفعلا تميزت في الكتابة عن ظواهر اجتماعية وعن المرأة والطفل والزواج وعلاقة الأبناء بآبائهم وغيرها من الأفكار التي ترصد هموم المواطن ومخاوفه.
ذلك كله؛ لم يكن إلا تمهيدا لدخولها مرحلة جديدة توثق فيها مزيدا من الإنجاز والتميز فكانت خطوتها التالية انضمامها لنقابة الصحفيين الأردنيين في العام 2019 كأول صحفية كفيفة.
يذكر أن الزميلة الصحفية ربى الرياحي تخرجت من الجامعة الأردنية كلية اللغة العربية، وانضمت إلى أسرة الغد العام 2012 وهي الآن تعمل في قسم حياتنا، وتخرجت من الجامعة الأردنية تخصص أدب عربي العام 2010 بمعدل جيد جدا مرتفع، وحازت في التوجيهي على معدل 90.
ما تزال ربى تثبت للجميع أن بداخلها منجما كبيرا من الابداع، وهي كل يوم تخط كتاباتها الصحفية بلغة لافتة وشعور حقيقي، لتنثر عبيرها في صفحات "حياتنا".

الأمير مرعد بن رعد والزميلة ربى الرياحي ومديرة تحرير
الأمير مرعد بن رعد والزميلة ربى الرياحي ومديرة تحرير "حياتنا" فريهان الحسن - (من المصدر)