معتصم الرقاد
عمان- بدأت المواسم المسرحية التي تقيمها وزارة الثقافة بعرض لمسرحية "خط التماس" من اخراج فراس المصري، وذلك على خشبة مسرح المركز الثقافي الملكي.
وتعرض المسرحية مباشرة على المنصات الالكترونية المعتمدة، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي.
وتدور أحداث "خط التماس"، حول نقل المشاهد لواقع الدول العربية وما تعانيه من حالة عدم الاستقرار، فالزوجة "روح" تعيش على أمل كبير بوعد عرافة صادفتها على شاطىء البحر التي وعدتها بأنها ستكون أما في ليلة اكتمال القمر، وفي كل شهر تقوم بعمل طقوس خاصة استعدادا لهذا الحدث العظيم، وتناجي القمر لتحقيق حلمها، ولكن زوجها مشغول منذ خمس سنوات بالتحضير لشهادة الدكتوراه التي يضع عليها كل آماله في الحياة وينسى زوجته.
وتقوم "روح" بالتحضير لهذه الليلة لحين عودة زوجها من العمل، ولكن فجأة يقتحم عليهم البروفيسور المشرف على رسالة الزوج البيت لإضفاء التعديلات على رسالة الدكتوراه، ويصف زوجها بالفاشل وأن الدكاترة المشرفين سخروا من هذه الرسالة، لأنها قائمة على الفرضيات والتخمين، وليس على البحث العملي، وأن عنوان الرسالة هو "احصاء جماجم الجنود الذين ماتوا في كل الحروب"، وهو عنوان تعجيزي، ويتطلب في بعض الاحيان بحث ميداني. وهنا تبدأ المتناقضات والنقاشات العنيفة بين الزوج والبروفيسور والزوجة في الوسط هي المغلوب على أمرها، ولكنها تنفض الغبار عنها وتقف في وجه البروفيسور وتتسيد هي القرار وتملك زمام المبادرة في التصدي له، وتوضح له أن المرأة هي نصف المجتمع، وأن الانسانية هي التي يجب أن تكون الغالبة في حياتنا بعيدا عن الحروب ومآسيها، ثم تطرد البروفيسور من بيتها وتستكمل حلم حياتها مع زوجها، يحمل العرض متناقضات سياسية واجتماعية ونتائج حروب تميل الى اسلوب السخرية، مما يضفي على العرض نكهة كوميدية جادة.
وقال مخرج العمل فراس المصري، "في ظل جائحة كورونا وباصرار وتحد أنجزت فرقة المسرح الحر مسرحية خط التماس وبعد أشهر من التمارين وفق اشتراطات التباعد اللحظي واجراءات الحظر، ويذكر أن المسرحية من انتاج وزارة الثقافة للعام 2020.
وقال الفنان علي عليان، "خط التماس عرض مسرحي يحاكي الواقع العربي اللحظي وما وصل اليه من حالة تشظي وتناثر وتباعد ويبحث عن نقاط الالتقاء فلا يجدها، لذا فان خطوط التماس اصبحت مهدرجة في ظل واقع عربي متشرذم، مع بروز تيارات اخذت الدين ستارا لتخريب واقعنا العربي، فهو عرض مسرحي يطرح المتناقضات السياسية ونتائج الحروب بأسلوب ساخر ولكنه جاد في الطرح".
وأضاف المصري "قلوبنا في العام 2020 ، ميادين وساحات حرب مضرجة بالدماء من اجل حياة بعيدة عن الخوف تزهر فيها الحروف أحلاما من ياسمين ودحنون أحمر مثل بساط احمر يعبر عليه المبدعون والعظماء وهم يتوجسون خيفة من أن يقذفوا من على الخشبة صوب اليم بعد أن هربوا من ذوات المخالب والانياب فتبتلعهم ذوات الخياشيم العملاقة، سرقوا أعمارنا وابتسامتنا وأحلامنا ولكن قلوبنا ما زالت تتوهج بالحياة وما زلنا عازمين على أن تظل شعلتها متقدة تمدنا بأسباب الحياة ما استطعنا الى ذلك سبيلا، فالحياة على بعد رعشة قلب خافق بنظرة حب عابرة أو خفقة حين يلوح في خيالنا طيف من عبروا الذاكرة ذات وقت .
وأشار المصري إلى أنه يتطلع مستقبلا إلى تعزيز دوره في بناء أعماله المسرحية المختلفة وجعلها أكثر نشاطا على المستوى المحلي لتخدم المجتمع، وإبراز دوره في الأعمال التطوعية المختلفة لخدمة الإنسانية ومساعدة الشباب في مجتمعه، وإشراكهم في العمل التطوعي من خلال المبادرات والتدريبات المتنوعة.
يذكر أن المسرحية من اخراج فراس المصري وتمثيل: علي عليان، مرام أبو الهيجاء، اياد شطناوي، وسينغوغرافيا محمد المراشدة، وكريوجراف آن قرة ليان، والمواد الفيلمية أحمد الفالح، وإدارة انتاج رناد ثلجي، ومساعد مخرج يزن أبو سليم، وإدارة خشبة زاهي حمامرة، وصياغة نص علي عليان عن مجموعة من النصوص النثرية.